تراجع العدد.. وحضور النجوم ينعش شباك التذاكر
في مفارقة غير معتادة يشهد موسم عيد الأضحى السينمائي، العام الجاري، انحسارًا ملحوظًا في عدد الأفلام المعروضة، إذ يقتصر السباق على فيلمين فقط، ما أثار العديد من التساؤلات في الوسط الفني وبين جمهور السينما، الذي اعتاد مواسم مزدحمة بالإنتاجات والأعمال المتنوعة.
ورغم هذا التراجع العددي، إلا أن الآمال معقودة على موسم الصيف المنتظر، الذي يبدو واعدًا بإنتاجات ضخمة تعيد الزخم إلى شاشات العرض.
فيلمان في موسم العيد
وفي كل عام، تتحول دور العرض خلال عيد الأضحى إلى فرصة ترفيهية مزدحمة بالأعمال، إذ تقدم أحدث ما جادت به الصناعة السينمائية من دراما، وكوميديا، وتشويق، لكن موسم 2025 جاء مختلفًا، إذ لم تُعرض سوى فيلمين هما: "المشروع X" للنجم كريم عبدالعزيز، و"ريستارت" للنجم تامر حسني.
وفي توضيح لأسباب هذا التقلّص اللافت، كشف الموزع السينمائي محمود الدفراوي، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن المسألة لا تتعلق بقلة الإنتاج أو تراجع جودة الأفلام، بل بأبعاد تسويقية بحتة، مؤكدًا: "الفيلمان المطروحان في موسم العيد كانا فقط من توفرت لهما حملات دعائية متكاملة وشاملة، بينما قررت بعض الأفلام الأخرى تأجيل طرحها إلى موسم الصيف، ومن المتوقع أن يعود بقوة كما كان عليه قبل عام 2010، مع طرح فيلم جديد أسبوعيًا تقريبًا".
صيف استثنائي
وبشأن ما تحمله الأيام المقبلة لصالات العرض، أكد الدفراوي أن موسم الصيف المقبل سيكون واعدًا للغاية، إذ سيشهد تدفقًا كبيرًا من الأفلام المتنوعة التي تضم نجومًا كبارًا وتغطي مختلف الأذواق السينمائية.
وأضاف: "فيلم (في عز الظهر) للنجم العالمي مينا مسعود، إضافة إلى أفلام مثل (آخر رجل في العالم) بطولة أيمن منصور وبيومي فؤاد، و(أحمد وأحمد) بطولة النجمين أحمد السقا وأحمد فهمي، وأعمال أخرى مثل (الشاطر) للنجم أمير كرارة، (درويش) للفنان عمرو يوسف، (الجواهرجي) بطولة النجمين محمد هنيدي، منى زكي، و(روكي الغلابة) للفنانة دنيا سمير غانم".
وأشار إلى أن هذا الزخم الإنتاجي من شأنه أن يعيد الحياة إلى السينما المصرية، ويحفّز دور العرض على استعادة نشاطها بالكامل، مع تحقيق إيرادات قوية تعوّض فترات الركود.
إيرادات مشجعة
وبالرغم من قلة الأعمال المطروحة، خلال عيد الأضحى، إلا أن الإيرادات الأوليّة للفيلمين المعروضين بدت مشجعة، وفقًا لما أوضحه الدفراوي، الذي قال: "فيلم المشروع X حقق أكثر من 40 مليون جنيه، في حين تجاوزت إيرادات فيلم ريستارت 13 مليون جنيه، ونتوقع زيادة كبيرة في أعداد الجمهور خلال أيام العيد".
ورغم تأثير موسم الامتحانات على نسبة الإقبال الجماهيري، فإن المؤشرات الخاصة بالإيرادات للفيلمين توحي بإمكانية تعويض ذلك تدريجيًا مع تقدم أيام العيد.
أمل في التنوّع
أما عن تقييمه للعرض المحدود خلال العيد، فأكد الدفراوي أن "دور العرض كانت تأمل في تنوع أكبر للأعمال المطروحة، لخلق حالة من المنافسة وتقديم تجارب فنية متعددة"، مشددًا على أن "الظروف الخارجية التي لم تكن في متناول السيطرة أدت إلى اقتصار الموسم على فيلمين فقط".
واختتم: "كان من الأفضل أن يشهد موسم العيد تنوعًا أكبر في الأفلام المطروحة، لكن في النهاية، الجمهور سيحظى بتجربة مشاهدة ممتعة من خلال الفيلمين اللذين يضمّان نجومًا كبارًا، وهذا وحده يكفي لضمان تحقيق إيرادات كبيرة تنعش السوق السينمائية".