يطل الفنان المصري تامر حسني على جمهوره في موسم عيد الأضحى عبر عمل سينمائي جديد يحمل اسم "ريستارت"، محاولًا من خلاله إعادة ضبط إيقاع المشهد الاجتماعي، ليدق جرس إنذار في وجه طوفان السوشيال ميديا الذي التهم الجميع وجعلهم غير قادرين على الاستغناء عنه.
يؤكد تامر حسني لموقع "القاهرة الإخبارية" أن العمل يتناول قضية اجتماعية مُلحة تمس كل بيت، وكل شخص يعيش داخل هذا العالم المتسارع، إذ يقول: "أعتبر أن الفيلم جاء ليحمل رسالة تحذيرية حقيقية، وهو ضوء أحمر لمخاطر السوشيال ميديا، وأدعو الناس إلى التوقف لحظة، ومراجعة أنفسهم، وإعادة اكتشاف العلاقات الإنسانية التي غيّبتها مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أننا حرصنا من خلال العمل على توجيه رسالة صادقة، وإطلاق ضوء تحذيري لينتبه الجميع لما يحدث حولهم".
لم يخفِ تامر حسني حماسه الكبير تجاه التجربة التي وصفها بالمختلفة والملهمة، مؤكدًا أن أجواء الكواليس سادها روح من الألفة والحب، وهو ما انعكس بشكل واضح على الشاشة، وجعل العمل يبدو حيًا ومؤثرًا، حيث قال: "كل أبطال الفيلم بذلوا مجهودًا ضخمًا من أجل تقديم عمل صادق، يحمل قيمة فنية ومجتمعية حقيقية".
عودة العلاقات الحقيقية
وعن أهمية فكرة "ريستارت"، قال: "المجتمع بات في حاجة فعلية لإعادة ترتيب أولوياته والعودة إلى جوهر العلاقات الحقيقية، بعدما أصبح الناس أسرى لعالم افتراضي أفقدهم بساطة المشاعر ودفء اللقاءات".
وعن تعاونه في الأغنية الدعائية للفيلم مع الفنان المصري الشعبي رضا البحراوي، قال: "فنان موهوب وصاحب حضور خاص، وكنت أتمنى العمل معه منذ فترة حتى جاءت الفرصة من خلال أغنية "المقص"، والتي قدمها بشكل غير تقليدي، بعيدًا عن المعتاد".
وانتقد تامر حسني سطوة الإنترنت والسوشيال ميديا على حياتنا اليومية، معتبرًا أن الكثير من الناس أصبحوا أسرى لقوة افتراضية غير حقيقية، ما جعلهم منشغلين بالشاشات عن أنفسهم ومستقبلهم، وأكد: "الموضوع وصل لدرجة إدمان، وكثيرون أصبحوا غير قادرين على مراجعة أنفسهم، أو يروا إلى أين هم ماضون".
أرفض المجاملات
يوضح حسني أنه يتقبل النقد، إذ يقول: "أواجه نفسي أولًا بأول، حيث أهتم بكل الآراء سواء الإيجابية أو السلبية، لأن النقد يطورني، أما من يحاولون إحباطي، فهم يدفعونني دون أن يشعروا، للمزيد من النجاح، ويجب أن يكون لدينا خبرة لنفرّق بين الناقد والحاقد".
وأشار إلى أن اختياراته الفنية تخضع لحالة خاصة، فهو لا يسير وراء ترشيحات الأصدقاء أو المجاملات، بل يبحث دائمًا عن الفكرة الجيدة التي تناسبه، قائلًا: "كثيرون نصحوني ألا أكتب هذا الفيلم، ولذلك اخترت الشاعر المصري أيمن بهجت قمر لأخوض معه التجربة".
وعن دعمه للشباب، قال: "الأجيال الجديدة لا يجب أن تمر بالمعاناة نفسها التي مر بها جيلي في بداياتي، متمنيًا أن أقدم لهم الفرص وأمهد لهم الطريق".
دويتو بهاء سلطان
وعن مشروعاته الغنائية المقبلة، أكد عشقه للتنوع والاختلاف، موضحًا أنه لا يتردد في التعاون مع أي لون موسيقي طالما وجد فيه فكرة تستحق، مشيرًا إلى تقديمه دويتوهات ناجحة مع بهاء سلطان ورضا البحراوي والشامي، مع وعد بأن القادم يحمل له تجارب مختلفة، لأن الجمهور في النهاية هو صاحب الكلمة.
وعلّق تامر على نجاح حفله الأخير، قائلًا: "أحببت أن أفاجئ الجمهور وأقدم له حفلاً مختلفًا، فقد وقفوا بجانبي كثيرًا، ويستحق أن نقدم له حفلاً جيدًا بعيدًا عن المألوف".