مع دخول فصل الصيف واعتدال الأجواء، تستعد بريطانيا لموجة كبيرة من عبور المهاجرين المخالفين للقناة الإنجليزية، ومع زيادة ما يعرف باسم "الأيام الحمراء" هذا العام، توقع المسؤولون أن يكون العبور قياسيًا بينما تنفّذ السلطات البريطانية خطتها.
وتشهد أوروبا تدفقًا هائلًا من المهاجرين، الذين يعبرون البر الرئيسي الأوروبي سنويًا، ويحاولون الوصول إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة قادمين من شواطئ شمال فرنسا عبر بحر المانش، وهو ما دفع الحكومات البريطانية المتعاقبة لمحاولة التصدي لهذا الأمر عبر تدابير مختلفة.
الطقس والبحر
ويشير مصطلح الأيام الحمراء، بحسب صحيفة "التليجراف"، إلى الأيام التي تتوقع فيها قوات حرس الحدود البريطانية زيادة عدد القوارب الصغيرة القادمة، وذلك يرجع في المقام الأول إلى الطقس الجيد والبحر الهادئ خاصة خلال الصيف.
وبحسب الأرقام الرسمية التي نشرتها وزارة الداخلية البريطانية، فإن عدد الأيام الحمراء كان مرتفعًا بشكل غير عادي وحتى شهر مارس الماضي كان هناك 182 يومًا أحمر في عام 2024-2025 مقارنة بـ108 في عام 2023-2024، و159 في عام 2022-2023، و164 في عام 2021-2022.
رقم قياسي
وفسرت تلك الأرقام السبب وراء تسجيل رقم قياسي لعبور المهاجرين بلغ 14.812 حالة عبور خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، بزيادة قدرها 42% عن الفترة نفسها في عام 2024.
وجاءت تلك الزيادة في عدد المهاجرين، المسافرين على القوارب الصغيرة، في زيادة متوازية مع تحميل القوارب بالمهاجرين، حيث كان كل قارب يتم تحميله بـ28 شخصًا في عام 2021، ووصل هذا الرقم إلى 56 شخصًا على القارب الواحد في نهاية مارس الماضي.
وكشفت الأرقام أنه في عامي 2024 /2025، كان هناك أكثر من 100 قارب يحمل على متنه أكثر من 80 مهاجرًا، مقارنة بـ31 قاربًا في العام السابق واثنين فقط في عامي 2021 /2022.
موجة حارة
لكن المسؤولين حذروا من الأعداد خلال الأشهر المقبلة ستكون مرتفعة بصورة كبيرة، ويرجع ذلك إلى توقعات هيئة الأرصاد الجوية للثلاثة أشهر المقبلة، التي أشارت إلى أنهم يتجهون نحو موجة حارة أعلى بنسبة 45% من معدلها الطبيعي.
كما أشارت التوقعات إلى أن سرعة الرياح وهطول الأمطار ستكون قريبة جدًا من معدلها الطبيعي، وهو ما يعني زيادة كبيرة في عدد الأيام الحمراء، وبالتبعية من المنتظر أن يتم تسجيل رقم عبور قياسي يتراوح بين 45 ألفًا و50 ألفًا خلال الفترة المقبلة وحتى انتهاء الطقس الصافي.
إيقاف القوارب
وتحاول الحكومات البريطانية المتعاقبة اتخاذ التدابير اللازمة، فيما يعرف باسم حرب "إيقاف القوارب"، كان أشهرها قانون رواندا من قِبل حكومة سوناك، إلا أنه تسبب في جدل كبير بين نواب يريدون تشديد العقوبات وسياسيين يطالبون باحترام حقوق الإنسان.
ومع تولي حكومة ستارمر السلطة، وضع خطة جديدة، بحسب صحيفة the globe and mail، ركّزت أهدافها على شن حرب على العصابات المسؤولة عن جلب طالبي اللجوء، وكسر قبضتهم على هذه التجارة، وفرض عقوبات وإغلاق شركات التوظيف بجانب الاحتجاز والترحيل.