الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

على غرار "بيرل هاربر".. هجوم "شبكة العنكبوت" يغير قواعد الصراع الروسي الأوكراني

  • مشاركة :
post-title
الحرب العالمية الثانية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في السابع من ديسمبر عام 1941، فاجأت اليابان العالم بهجومها على بيرل هاربر، حيث اجتازت حاملات الطائرات الإمبراطورية المحيط الهادئ خلسة، ووجّهت ضربة مباغتة للبحرية الأمريكية في جزر هاواي، مدمرة 328 طائرة و19 سفينة، من بينها ثماني بوارج حربية.

لم يكن الهدف من وراء العملية مجرد تدمير منشآت عسكرية، بل إعادة تعريف الحرب البحرية باستخدام حاملات الطائرات بدلًا من البوارج التي كانت تُمثل عماد القوة آنذاك.

واليوم، بعد 84 عامًا، تعيد أوكرانيا التاريخ نفسه، لكن هذه المرة بطائرات بدون طيار، استخدمتها لمهاجمة روسيا.

بيرل هاربر أوكرانية

في هجوم جريء وواسع النطاق، شنّت أوكرانيا أخيرًا عملية نوعية استهدفت خمس قواعد جوية روسية، بعضها يبعد آلاف الكيلومترات عن الجبهة، في أقصى شمال روسيا وسيبيريا.

العملية التي أطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت"، نُفذت باستخدام طائرات بدون طيار تم تهريبها داخل شاحنات خشبية، وأُطلقت لاحقًا عن بُعد في عملية تجسدت فيها أعلى درجات الدقة والتخفي.

كما في بيرل هاربر، لم تكن روسيا مستعدة، إذ أصابت الضربات الجوية عشر طائرات عسكرية روسية، من بينها ثماني قاذفات استراتيجية من طراز Tu-95، وقاذفة Tu-22، وطائرة إنذار مبكر من طراز A-50.

وتمامًا كما قلبت بيرل هاربر مفاهيم الحرب البحرية، يقلب هذا الهجوم مفاهيم التفوق الجوي التقليدي، إذ تشير التقديرات إلى أن طائرات مسيّرة بكلفة عشرات الآلاف من الدولارات فقط ألحقت أضرارًا بمعدات قد تصل قيمتها إلى ملياري دولار.

تغيير موازين الحرب

في عام 1941، أدرك قادة العالم أن زمن البوارج انتهي، وأن حاملات الطائرات باتت سيدة المعارك. واليوم، تقدم أوكرانيا الدليل الحي على أن الطائرات المأهولة الضخمة والثقيلة باتت أهدافًا سهلة لطائرات مسيّرة خفيفة، ورخيصة، ويمكن إطلاقها من أي مكان.

كما فعل اليابانيون، اخترق الأوكرانيون عمق الأراضي المعادية، ووجهوا ضربة مفاجئة أربكت القوات الروسية، وأثبتت أن التفوق لا يُقاس بعدد الطائرات، بل بمرونة التكتيك وجرأة التنفيذ.

الرئيس فولوديمير زيلينسكي وصف الهجوم بأنه "نتيجة رائعة بكل معنى الكلمة"، مؤكدًا أنه كان حصيلة عام ونصف من التخطيط والتنفيذ الدقيق.

وفي مواجهة نقص حاد في ذخائر الدفاع الجوي "باتريوت"، اختار الأوكرانيون بديلًا أكثر جرأة، وهو تدمير القاذفات الروسية وهي جاثمة على المدرجات بدلًا من محاولة اعتراض صواريخها في الجو.

يقول زيلينسكي: "لقد لعبنا ورقتنا الرابحة وهي الإبداع الأوكراني".