زعم تقرير جديد صادر عن أعضاء من الأمم المتحدة، أن روسيا "نشرت آلاف الجنود والأسلحة الكورية الشمالية لإرهاب أوكرانيا"، وأن هناك "عددًا لا يحصى من الأنشطة غير القانونية"، كما يكشف اعتماد موسكو على نظام بيونج يانج المعزول عن العالم الغربي.
ونقلت شبكة NBC News الأمريكية عن فريق مراقبة العقوبات المتعددة الأطراف، الذي يضم 11 دولة عضو في الأمم المتحدة -بينهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان- أن نظام كيم جونج أون دفع بأكثر من 11 ألف جندي، وما لا يقل عن 100 صاروخ باليستي، وما يصل إلى 9 ملايين طلقة من المدفعية المختلطة وذخيرة قاذفات الصواريخ المتعددة إلى روسيا في عام 2024.
وذكر التقرير أن هذا "التعاون غير القانوني أسهم في "قدرة موسكو على زيادة هجماتها الصاروخية على المدن الأوكرانية، بما في ذلك توجيه ضربات مُستهدفة للبنية التحتية المدنية الحيوية".
تعميق التعاون
وفق تقرير فريق مراقبة العقوبات المتعددة الأطراف، نشرت كوريا الشمالية 3000 جندي إضافي في روسيا في الفترة بين يناير ومارس 2025، وفي المقابل فإن موسكو ترد دعم بيونج يانج بالمثل، حيث دعمت برامج أمريكا الشمالية للصواريخ الباليستية، ما أدى إلى "تحسينات في أداء توجيه الصواريخ"، بحسب التقرير.
ويُعتقد أن روسيا زودت كوريا الشمالية "بمعدات دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات، إضافة إلى معدات حرب إلكترونية متطورة".
وقالت اللجنة إن الأدلة تُظهر أن كوريا الشمالية وروسيا انخرطتا في العديد من الانتهاكات لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك نقل الأسلحة، والتدريب الروسي للقوات الكورية الشمالية، وتزويد كوريا الشمالية بالنفط المكرر بما يتجاوز حدود مجلس الأمن.
وأضافت: "على الأقل في المستقبل المنظور، تعتزم كوريا الشمالية وروسيا مواصلة وتعميق تعاونهما العسكري في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
كانت كوريا الشمالية أكدت للمرة الأولى في أبريل الماضي أن قواتها تقاتل إلى جانب القوات الروسية في الحرب ضد أوكرانيا، قائلة إنها ساعدت موسكو في استعادة السيطرة على منطقة كورسك.
روح التضامن
أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم أونج أون بنشر القوات بموجب اتفاقية دفاع مشترك وقّعها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو 2024، وفقًا لما ذكرته اللجنة العسكرية المركزية في كوريا الشمالية في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
وتتضمن المعاهدة تعهدًا بالدفاع المشترك في حال تعرض أي من البلدين لهجوم.
وجاء في البيان الكوري الشمالي أن عملية استعادة السيطرة على كورسك "انتهت بنجاح"، وأنه "شرف لنا أن نتحالف مع دولة قوية مثل الاتحاد الروسي".
ونُقل عن كيم قوله: "إن الذين ناضلوا من أجل العدالة جميعهم أبطال وممثلون لشرف الوطن الأم".
وفي أبريل، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن كوريا الشمالية "تصرفت انطلاقًا من روح التضامن والعدالة والرفقة الحقيقية".
مع هذا، نفت كل من كوريا الشمالية وروسيا أي عمليات نقل للأسلحة.
محاولات السلام
يأتي تقرير اللجنة الأممية في الوقت الذي تستمر فيه الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار الروسية في جميع أنحاء أوكرانيا، وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان دبلوماسيو كييف سيشاركون في جولة جديدة من محادثات السلام التي اقترحتها موسكو في أوائل الأسبوع المقبل في إسطنبول.
وتقول موسكو إنها مستعدة لإجراء محادثات سلام في حين يستمر القتال، وتريد مناقشة ما تسميه "الأسباب الجذرية" للحرب، بما في ذلك مطالبها بأن تتنازل أوكرانيا عن المزيد من الأراضي، وأن يتم نزع سلاحها ومنعها من التحالفات العسكرية مع الغرب.
ويُعتقد أن مئات الآلاف من الجنود من كلا الجانبين قد أصيبوا أو قُتلوا في أعنف حرب شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن أياً من الجانبين لم ينشر أرقامًا دقيقة للخسائر.
كما لقي عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين حتفهم نتيجة حصار القوات الروسية وقصفها للمدن الأوكرانية.
واليوم السبت، أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن هجمات روسية أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، أحدهما طفلة في التاسعة من عمرها.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن القوات الروسية أطلقت نحو 109 طائرات مسيّرة وخمسة صواريخ خلال ليل أمس الجمعة وحتى اليوم.
وجاء ذلك بعد أن أعلن أندري يرماك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن كييف مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة مع روسيا في إسطنبول يوم الاثنين، لكنه قال إن الكرملين يجب أن يقدم أولاً مذكرة تفاهم وعد بها تحدد موقفه بشأن إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
أمّا روسيا، فتقول إنها لن توقف هجماتها حتى تُلبى شروطها أولًا.
وطالب الكرملين أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقبول "الحياد" الدائم بين موسكو والغرب، والتنازل عن مطالبها بأربع مناطق في شرق البلاد ضمتها روسيا بعد أشهر من بدء الحرب. بينما تقول كييف إن ذلك بمثابة استسلام، وسيتركها بلا دفاع في مواجهة الهجمات الروسية المستقبلية.