رغم تصريحاتها العلنية بأن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) بحاجة إلى إعادة توجيه أو حتى إلغائها تمامًا، كانت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم هي من تعمل بهدوء خلف الكواليس للحفاظ على الموظفين الرئيسيين في أماكنهم، وأخذ الموافقة على سداد مبالغ التعويضات للولايات التي تضررت سابقًا من الكوارث.
وحسب تقرير نشرته NBC News، مع اقتراب موسم الأعاصير في الولايات المتحدة، يبدو أن هناك اعترافًا داخليًا في إدارة ترامب بأنه "في غياب خطة جاهزة لكيفية تحرك البلاد إلى الأمام بدون وكالة إدارة الطوارئ، فإن عناصر مهمة من الوكالة وعملها يجب أن تظل في مكانها في الوقت الحالي".
دور أكبر
نقلت NBC News عن ثلاثة مصادر مطلعة على تصرفات نويم الأخيرة، أنها "لعبت دورًا أكبر من حجمها" مقارنة بالوزراء السابقين في الضغط على البيت الأبيض، لدعم إدارة الطوارئ الفيدرالية وتعويض الولايات.
ويحق لحكومات الولايات والحكومات المحلية بموجب القانون أن تسترد الحكومة الفيدرالية 75% من تكاليف الكوارث، بينما أي مبلغ أعلى من ذلك يُحدد بصيغة ثابتة، أو من قِبل الرئيس في حال عدم استيفاء الشروط.
وفي الماضي، كان البيت الأبيض يوافق عمومًا على ما يراه مسؤولو الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ مناسبًا بناءً على تلك الصيغ، تاركين لوزير الأمن الداخلي مهمة المصادقة على القرارات بشكل عام.
لكن التقرير لفت إلى أنه "مع سعي إدارة ترامب لتقليص دور الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ وتشجيع المزيد من الولايات على إنقاذ نفسها -على الأقل اعتبارًا من الأسبوع الماضي- عارض البيت الأبيض، مرارًا وتكرارًا، توصيات الوكالة، لكن نويم تدخلت"، وفقًا لأحد المصادر.
مع هذا، أشارت مصادر بوازرة الأمن الداخلي إلى عدم وجود خلافات بين الرئيس ترامب ووزيرته للأمن الداخلي. بل زعموا أن نويم "تطبق رؤية الرئيس".
تقليص وكالة الطوارئ
في اجتماع متلفز لمجلس وزراء الرئيس دونالد ترامب في مارس الماضي، قالت نويم: "نحن نعمل على إلغاء وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية".
قبلها، بعد فترة وجيزة من تنصيبه لولاية ثانية، أثناء جولته في ولاية كارولاينا الشمالية لتفقد المناطق المتضررة من إعصار هيلين، تحدث ترامب نفسه عن إمكانية "التخلص" من الوكالة.
وبينما لم يُعلن عن أي تغيير في موقف إدارته -بما في ذلك نويم- حيث أُقيل القائم بأعمال مدير الوكالة كاميرون هاميلتون، من منصبه بعد يوم واحد من إدلائه بشهادته في جلسة استماع في الكونجرس، مؤكدًا أنه لا يعتقد أن "إلغاء" الوكالة يصب في مصلحة الشعب الأمريكي، كانت وزيرة الأمن الداخلي تدعم ما هو ضروري من أعمال الوكالة.
ونقل التقرير عن وثائق داخلية إن نويم وافقت في 19 مايو على طلب من ديفيد ريتشاردسون -القائم بأعمال مدير الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ المُعيّن حديثًا- للاحتفاظ بـ2652 موظفًا كانت مدة خدمتهم تنتهي بين أبريل وديسمبر.
وينتمي هؤلاء الموظفون إلى مجموعة موظفي الاستجابة عند الطلب (CORE) التابعة للوكالة، والتي تُوظّف فيها الأفراد دائمًا لفترات محددة تتراوح بين سنتين وأربع سنوات، وأدى رحيلهم هذا العام إلى فقدان الوكالة عددًا كبيرًا من الموظفين الرئيسيين خلال موسم الأعاصير.
ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومي، بلغ إجمالي عدد موظفي مجموعة الاستجابة عند الطلب في الوكالة 8802 موظف، اعتبارًا من السنة المالية 2022.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن أحد موظفي إدارة الطوارئ الفيدرالية أنهم بدوا مندهشين ومسرورين لأن نويم قررت الاحتفاظ بموظفي الاستجابة خلال موسم الأعاصير، بعد أن تحركت إدارة ترامب لخفض عددهم.
أيضًا، في الأسبوع نفسه الذي كانت فيه إدارة الطوارئ الفيدرالية تتحرك للإبقاء على هؤلاء الموظفين الرئيسيين في أماكنهم، وافق البيت الأبيض فجأة على طلبات تعويض التعافي من الكوارث من 10 ولايات، بما في ذلك بعض الطلبات التي توقفت لعدة أشهر، وهو ما يمثل 20% من جميع الموافقات من هذا القبيل في فترة ولاية ترامب الثانية، وفقًا لبيانات إدارة الطوارئ الفيدرالية على الإنترنت.