أعلن إيلون ماسك، وزير كفاءة الحكومة في البيت الأبيض، رسميًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي الوكالة التي قدمت لعقود المساعدات الإنسانية والغذائية لأكثر من 100 دولة حول العالم.
كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي اختفى موقعها الإلكتروني السبت دون أي تفسير، واحدة من الوكالات الفيدرالية الأكثر استهدافًا من قبل إدارة ترامب في حملة متصاعدة على الحكومة الفيدرالية والعديد من برامجها.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، كافح إيلون ماسك من أجل السيطرة على الوكالة، بحسب مجلة "نيوزويك"، وتم تصنيفها على أنها وكالة إجرامية، وباتت عبارة عن مجرد كرة من الديدان، ولا يمكن إصلاحها ويجب التخلص من الأمر برمته.
وفي وقت مبكر من يوم الاثنين، صدرت تعليمات لموظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالبقاء خارج مقر الوكالة في واشنطن، وفقًا لإشعار تم توزيعه على أكثر من 600 موظف بعدم الحضور إلى المكان، حيث تم إغلاق أنظمة الكمبيوتر تمامًا.
وتعتبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، المسؤولة عن المساعدات الإنسانية، ودعم البلدان النامية والمتضررة من النزاعات، من خلال المنح المقدمة للمنظمات غير الحكومية والحكومات والمنظمات الدولية.
وبميزانية تتجاوز 50 مليار دولار، تلعب الوكالة التي أنشأها الرئيس جون كينيدي في عام 1961 أثناء الحرب الباردة لمواجهة النفوذ السوفييتي، دورًا محوريًا في توزيع المساعدات العالمية، وتعد المسؤولة عن المساعدات الإنسانية.
وفي المقام الأول، تدعم الوكالة الأمريكية البلدان المتضررة من النزاعات والدول النامية، من خلال المنح المقدمة للمنظمات غير الحكومية والحكومات والمنظمات الدولية؛ ما جعل الولايات المتحدة الآن أكبر ممول للمساعدات الإنسانية في العالم على الإطلاق.
وتدير الوكالة الأمريكية مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية والتنموية والأمنية في أكثر من 120 دولة، ولكن في الوقت ذاته لا تكلف ميزانية الولايات المتحدة سوى 1% من ميزانيتها على المساعدات الخارجية.
وفي السنة المالية 2023، صرفت الوكالة 72 مليار دولار أمريكي، وهي أحدث سنة مالية كاملة تتوفر عنها معلومات. وفقًا للمجلة، تم إرسال أكبر قدر من المساعدات - أكثر من 16 مليار دولار أمريكي - إلى أوكرانيا في ذلك العام.
ويعد معظم موظفي الوكالة الأمريكية في الخارج من المتعاقدين في مجال الخدمات الشخصية داخل البلاد، وقد تم قطع الوصول إلى أنظمتهم وبريدهم الإلكتروني دون أي اتصال بشأن وضعهم الوظيفي أو ما هو المتوقع منهم.
وتقود الوكالة الجهود الأمريكية للتخفيف من حدة الفقر والمرض والاحتياجات الإنسانية، وتساعد المصالح التجارية الأمريكية من خلال دعم النمو الاقتصادي في الدول النامية. وبحسب دبلوماسيين أوروبيين، لشبكة "سي بي إس" الإخبارية، فإنهم ينظرون إلى خطوة التفكيك باعتبارها "هدية استثنائية لروسيا والصين".
ويعتبر إيلون ماسك أحد المقربين من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وعينه وزيرًا رفقة رائد التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي، لوزارة كفاءة الحكومة "حديثة الإنشاء"، التي يطلق عليها لقب DOGE.