أعلنت الصين عن إطلاقها "جيوتيان" أول حاملة مسيّرات في التاريخ، يونيو المقبل، في إطار سباق التسلح مع الولايات المتحدة، ولديها القدرة على حمل أكثر من ألف مسيّرة، وتمر بمرحلة تركيب الأنظمة وإجراء الاختبارات الفنية، التي وصفها المحللون بأنها جيش بكين "الطائر".
وتأتي تسمية حاملة المسيرات بـ"جيو-تيان"، ويعني بالعربية "سماء عالية جدًا"، ليؤكد قدرتها على السيطرة على مجريات الأمور جوًا وأرضًا، من ارتفاع شاهق.
موعد إطلاقها
ومن المتوقع أن تُنفذ أولى رحلاتها التجريبية بحلول نهاية يونيو من العام الجاري، بحسب صحيفة "الشعب اليومية" الصينية.
قدرات فائقة
وتُصنف "جيوتيان" كطائرة استطلاع هجومية متقدمة بعيدة المدى، إذ يبلغ طول جناحيها 25 مترًا، ويصل الحد الأقصى لوزنها عند الإقلاع إلى 16 طنًا، بينما تبلغ حمولتها القصوى من الأسلحة والمعدات نحو 6 أطنان.
وتعتمد الطائرة على محرك "توربوفان"، الذي يوفّر لها أداء عاليًا، إذ تستطيع التحليق على ارتفاع يصل إلى 15 ألف متر، وبسرعة قصوى تصل إلى 700 كيلومتر في الساعة. ويبلغ مداها العملياتي نحو 7,000 كيلومتر، وتستطيع الطيران لأكثر من 12 ساعة متواصلة دون توقف.
وتتميز "جيو-تيان" بقدرتها الكبيرة على حمل الأسلحة، حيث زُودت بثماني نقاط تعليق خارجية تتيح لها حمل قنابل موجهة بوزن يصل إلى 1000 كيلوجرام، إضافة إلى صواريخ جو جو، وصواريخ جو أرض، وصواريخ مضادة للسفن، وذخائر أخرى.
China’s first aerial mothership, Jiutian SS-UAV, is scheduled for its maiden flight in June.
— Li Zexin (@XH_Lee23) May 18, 2025
It can cruise at 15,000m high carrying over 100 small drones or 1,000 kg of missiles, with a range of 7,000km.
Don’t worry, China’s military is peace-oriented from the start. We grow… pic.twitter.com/koCXA4uq6g
مزودة بتكنولوجيا حديثة
ويرى خبراء عسكريون تحدثوا لصحيفة "الشعب" الصينية، أن أحد أبرز نقاط القوة في هذه الطائرة هو تجهيزها بأنظمة حرب إلكترونية متقدمة، تُمكنها من التشويش على رادارات العدو وتعطيلها، إلى جانب نظام تشويش بالأشعة تحت الحمراء الاتجاهية يستخدم أشعة الليزر للتصدي للصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، وهو ما يعزّز قدرتها على البقاء في بيئات قتالية معقدة.
استخدامات متنوعة
وتعتمد الطائرة على تصميم "البنية المفتوحة"، وتحتوي على مقصورة مهام قابلة للاستبدال تتيح تغيير الحمولة والوظائف خلال أقل من ساعتين، ما يمنحها مرونة عالية في تنفيذ مهام متنوعة تشمل النقل والإسقاط الجوي، الدعم المعلوماتي، المواجهة الإلكترونية، الضربات الجوية، والدعم اللوجستي في ساحة المعركة. كما يمكن استخدامها لأغراض مدنية مثل الإغاثة والإنقاذ في حالات الطوارئ.
حاملة المسيرات
ومن أبرز خصائص "جيو-تيان" أيضًا احتواؤها على "مقصورة المهام المتعددة" في بطن الطائرة، القادرة على حمل مئات الذخائر أو الطائرات المسيّرة الصغيرة، وهو ما جعل بعض المحللين يطلقون عليها لقب "حاملة الطائرات بدون طيار".
كما يمكن للطائرة أن تعمل كمنصة طائرة للاتصالات ونقل البيانات بين المسيّرات الصغيرة، حيث يتم تشغيلها وإدارتها من قبل طواقم خلفية، ما يجعلها مثالية لنشر طائرات صغيرة مزودة بصواريخ كروز لتنفيذ مهام استطلاع وهجوم دقيقة.