الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علاء دامو: "غزة إلى الأوسكار" يوثق رحلة السينمائيين الفلسطينيين وسط الموت

  • مشاركة :
post-title
المخرج الفلسطيني علاء دامو

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

 ـ عرض الفيلم في كان السينمائي بداية لمشاركات دولية أكبر 

ـ تأثرت بقصة مخرج فقد أحد أطرافه في سبيل الصورة

ـ الاحتلال الإسرائيلي يستهدف صناع السينما والكاميرا يعتبرونها سلاحًا

في مشهد يتقاطع فيه الألم مع الإصرار، والموت مع الحلم، يخرج المخرج وصانع الأفلام الفلسطيني علاء دامو بفيلمه الوثائقي "غزة إلى الأوسكار" ليقدم شهادة بصرية حية عن صناع السينما في قطاع غزة، أولئك الذين قرروا أن يكتبوا روايتهم بأنفسهم، رغم الحرب والحصار والاستهداف المباشر.

في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، يؤكد علاء دامو أنه يسعى من خلال فيلمه الذي يشارك في مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته هذا العام، لتوثيق تجربة حقيقية عاشها مع صناع السينما في غزة الذين تحدّوا الموت، وصنعوا أفلامهم في وقتٍ كان الناس فيه يبحثون فقط عن "العيش والملح"، بينما هم يبحثون عن الصورة والرسالة.

علاء دامو
السينما في زمن الحرب

الفيلم ليس مجرد عمل توثيقي، بل رحلة ممزوجة بالأمل والألم، يستعرض دامو في فيلمه تفاصيل الحياة اليومية لصنّاع الأفلام في غزة، يؤكد أن الاحتلال يتعامل مع الكاميرا كأنها سلاح، والتواجد في الأماكن المفتوحة بمثابة مجازفة قد تكلفهم حياتهم.

يقول دامو: "كنت أوثق معاناتهم في التنقل وفي التقاط الصورة، فالاحتلال يتعامل مع الكاميرا كما لو أنها كلاشنكوف، والتواجد في أماكن التصوير يمثل خطرًا دائمًا، لأن الاحتلال يحارب صناع السينما في غزة، وهم مهددون في كل لحظة".

ورغم كل تلك التحديات، يصر السينمائيون الفلسطينيون على أن يكونوا الراوي والرواية في آنٍ واحد، لأنهم – كما يؤكد دامو – الأقدر على سرد قصصهم الحقيقية، وهم على يقين بأنه إن لم يحكوها بأنفسهم، فهناك من سيحكيها بدلًا عنهم ويفقدها معناها الحقيقي.

بوستر الفيلم
مفارقة الحياة والموت

يحكي الفيلم عن المفارقة القاسية بين واقع الموت المستمر وحلم الحياة الذي يتمسّك به السينمائيون، إذ يواصلون عملهم وسط القصف والدمار فقط ليُسمع صوتهم، ويقول دامو: "الفيلم يجسد قصة سينمائيين يصرّون على إيصال قصصهم التي لم تُحكَ بعد، ويصرّون على مواصلة المسيرة رغم الخطر، لأن لديهم إيمانًا حقيقيًا بقيمة الرواية الذاتية".

ويتتبع الفيلم كيف يلتقط هؤلاء الفنانون الصورة في لحظات محددة بحذر شديد، فقط كي يوثقوا اللحظة ويخبروها للعالم، ويشرح دامو: "كنا دائمًا نتوخى الحذر، ونختار توقيتات معينة للتصوير كي نوثق كيف يحصل المخرجون في غزة على الصورة التي تعني لهم رواية حقيقية لحكايات لم تُروَ".

فيلم 24 ساعة
رحلة شخصية

يكشف دامو أنه يحاكي السينمائيين في الفيلم من خلال شخصية تمثل تجربته الخاصة، حيث اضطر إلى ترك المكان الذي يعيش فيه بسبب النزوح، وهو ما تسبب بفقدانه لشغفه، لكنه يستعيده بعد توثيق قصة حقيقية لنجاة مواطنه الفلسطيني من الموت ثلاث مرات في يوم واحد، قائلاً: "خلال 24 ساعة فقط، وثّقت قصة شخص نجا من الموت أكثر من ثلاث مرات، هذه التجربة أعادتني للسينما وأعادت لي الشغف، وأكدت لي أن توثيق القصص ضرورة كي تصل إلى العالم".

من أكثر القصص المؤثرة في الفيلم قصة المخرج والمصور سامي شحاتة، الذي فقد أحد أطرافه أثناء مهمة تصوير قرب مخيم النصيرات، يقول دامو: "كان سامي يرتدي درع الصحافة، معتقدًا أنه سيحميه من استهداف الاحتلال، لكنه فقد أحد أطرافه خلال التصوير، وكان وقتها يعمل على فيلم يوثق فيه حكايته، فأصبح هو نفسه جزءًا من الحكاية".

من غزة إلى "كان"

يرى دامو أن انطلاق عرض الفيلم من مهرجان "كان" هو خطوة أولى نحو مزيد من المشاركات العالمية، مؤكدًا أن "غزة إلى الأوسكار" لا يوثق فقط حكايات السينمائيين، بل يسجل كيف استطاعوا إيصال صوتهم إلى أهم محفل سينمائي عالمي، ويختم قائلًا: "كان من واجبي كمخرج فلسطيني أن أُسلط الضوء على هذه الفئة من الفنانين، الذين حولوا الكاميرا إلى فعل مقاومة، والفيلم إلى رسالة حياة وسط الموت، ولذلك كان هذا العمل بمثابة تكريم لحالة سينمائية فريدة وصلت من غزة إلى الأوسكار".