الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمريكا وأوروبا واليابان.. جبهة واحدة لتضييق الخناق على التجارة الإلكترونية للصين

  • مشاركة :
post-title
منصات التجارة الإلكترونية الصينية البارزة

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في خطوة قد تستهدف منصات التجارة الإلكترونية الصينية البارزة مثل "شي إن" (Shein) و"تيمو" (Temu)، نقلت وكالة "بلومبرج" وصحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية أن طوكيو تدرس تعديل سياسة الإعفاءات الضريبية الممنوحة للطرود الصغيرة التي تقل قيمتها عن 10 آلاف ين.

وبحسب ما أفادت به الأمانة العامة لمجلس الوزراء الياباني، فقد ناقش فريق الخبراء الضريبيين الأسبوع الماضي سبل إصلاح نظام الإعفاءات الحالي، في حين أكدت وزارة المالية أنها بدأت بالفعل مراجعة ما يُعرف بـ"الإعفاء الأدنى"، والذي يسمح بإعفاء السلع المستوردة منخفضة القيمة من الرسوم الجمركية وضريبة الاستهلاك.

ورجحت صحيفة "يوميوري" أن تميل الحكومة أكثر إلى فرض ضريبة الاستهلاك –التي تبلغ عادة 10%– بدلًا من الجمارك، خشية أن يؤدي فرض الرسوم إلى إثقال كاهل موظفي الجمارك.

تضييق عالمي

من المتوقع، في حال تعديل السياسات، أن تخضع الطرود المستوردة من منصات مثل Shein وTemu للضرائب، مما سينهي حالة الإعفاء التي تتمتع بها حاليًا معظم الطرود التي تقل قيمتها عن 10 آلاف ين، بحسب موقع "أوبزرفر" الصيني.

وقال وزير المالية الياباني كاتسو نو كاتو في مؤتمر صحفي: "لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد بشأن مراجعة سياسة الإعفاء، لكننا ندرس الخيارات مع مراعاة التجارب الدولية وتأثيراتها".

تأتي هذه الخطوة في سياق أوسع من التضييق الدولي على منصات التجارة الإلكترونية الصينية، فالاتحاد الأوروبي يخطط لإلغاء الإعفاءات على الطرود التي تقل قيمتها عن 150 يورو بحلول 2027 أو 2028، بينما أعلنت بريطانيا عن مراجعة مماثلة، واقترحت فرنسا فرض رسوم مؤقتة على الطرود منخفضة القيمة.

أما الولايات المتحدة، فقد اتخذت خطوات أكثر حدة، فابتداءً من مايو الجاري، انتهى العمل بسياسة "الإعفاء الأدنى" على الواردات الصينية التي لا تتجاوز قيمتها 800 دولار، في سياق تصعيد جمركي قاده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فرض رسومًا تصل إلى 145%.

هذا التصعيد انعكس مباشرة على أسعار السلع في منصات Shein وTemu، فبحسب "بلومبرج"، رفعت الشركتان أسعار مئات المنتجات، ووصلت بعض الزيادات إلى أكثر من الضعف، في حين ارتفع سعر مناديل المطبخ بنسبة 377%.

وتُظهر البيانات أن نحو 48% من الطرود الصغيرة المرسلة إلى الولايات المتحدة تذهب إلى المناطق الأكثر فقرًا، بينما يذهب 22% فقط إلى المناطق الثرية، ما يطرح تساؤلات اجتماعية حول تداعيات الإجراءات الحمائية.

استجابة محدودة

وسط هذه التحركات، عقدت الصين والولايات المتحدة جولة محادثات اقتصادية في جنيف يومي 10 و11 مايو، واتفق الطرفان على خفض متبادل في الرسوم الجمركية خلال 90 يومًا.

ووفقًا لرويترز، فقد خفضت الولايات المتحدة رسومها على الطرود الصينية من 120% إلى 54%، ثم إلى 30% لاحقًا.

رغم ذلك، يرى خبراء اقتصاديون أن الصين لم تقدم تنازلات مماثلة، وقال الاقتصادي الأمريكي البارز لاري سامرز لقناة CNN: "ترامب هو من تراجع أولًا. أحيانًا، التراجع هو الخيار الأفضل لتصحيح الأخطاء، حتى وإن تسبب في بعض الإحراج".

وتشير أرقام وزارة المالية اليابانية إلى أن عدد الطرود الصغيرة (أقل من 10 آلاف ين) التي دخلت البلاد خلال العام الماضي بلغ حوالي 170 مليون طرد، بقيمة إجمالية قدرها 4.26 تريليون ين، أي بزيادة قدرها 5 أضعاف مقارنة بعام 2019. وتشير التقديرات إلى أن هذه الطرود تشكل نحو 90% من مجمل الواردات البريدية، ما يعزز من دوافع الحكومة لفرض ضرائب إضافية تدعم الموازنة العامة.