كشفت استطلاعات رأي ومقابلات صحفية أُجريت مع جنود روسيا المشاركين في الحرب على أوكرانيا عن وجود دعم كبير من جانبهم لاستمرار الحرب تحت قيادة بوتين حتى يحقق أهدافه.
وتتواصل الحرب الروسية الأوكرانية على قدم وساق منذ أكثر من 3 سنوات، قتل خلالها عشرات الآلاف من الجانبين، وخسرت كييف ما يقرب من ربع أراضيها، على الرغم من الدعم الأوروبي والأمريكي المتواصل.
أهداف ومطالب
وفي الوقت الذي يتم فيه استنزاف الاقتصاد الروسي؛ جراء العقوبات الأوروبية والأمريكية، أبدى العديد من الروس داخل الجيش والمجتمع دعمهم لاستمرار الحرب حتى تحقق روسيا أهدافها الحربية الأصلية ومطالبها الإقليمية.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز مع العديد من الجنود الروس الذين يقاتلون حاليًا في أوكرانيا، تبين أن القوات الروسية تعارض وقف إطلاق النار غير المشروط، الذي يدعو إليه الغرب وزيلينسكي.
المقاطعات الأربع
ويعتقد الجنود أن الكرملين يجب أن يستمر في القتال حتى يتمكن الجيش الروسي من السيطرة على كامل مناطق لوجانسك ودونيتسك وزابوريزهيا وخيرسون، وهي المقاطعات الأربع التي يطالب بوتين بضمها.
كما دعا الجنود بوتين إلى عدم تقديم أي تنازلات سواء لأوكرانيا أو الغرب، حتى لا تضطر روسيا من وجهة نظرهم إلى قتال أوكرانيا مرة أخرى في غضون خمس أو عشر سنوات، حتى لا تذهب سدى جميع الخسائر الروسية في الحرب حتى الآن.
لا سلام بلا أهداف
وفي استطلاع رأي أجرته منظمة كرونيكلز الروسية، بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، رفض نصف المشاركين تقريبًا أي اتفاق سلام مع أوكرانيا لا يحقق أهداف الحرب الأولية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما أظهر استطلاع آخر نشرته وكالة "فيرستكا" الروسية المعارضة شمل عسكريين روس، تأييد 18% فقط لفكرة انسحاب روسيا من أوكرانيا قبل تحقيق أهداف الحرب المعلنة لبوتين.
حرب وجودية
أما الأغلبية الساحقة منهم فأيدت بنسبة 70% استمرار الحرب، في الوقت الذي أشار فيه حوالي خُمس المشاركين فقط إلى اعتقادهم بأن الحرب ستنتهي في الأشهر المقبلة.
وفي تعليقه على تلك الاستطلاعات القادمة من المجتمع الروسي والجيش، أكد معهد دراسات الحرب أن الكرملين انخرط في تبرير أهداف بوتين الحربية باعتبارها وجودية للدولة الروسية.
خسائر فادحة
ذلك الأمر جعل الرئيس الروسي يتمكن من حشد الدعم المجتمعي لإطالة أمد الحرب حتى تحقق روسيا أهدافها والمتمثلة في "ضم المناطق الأربع، ونزع النازية من أوكرانيا ونزع السلاح الخطير منها، والحياد الأوكراني".
ولكن خبراء المعهد أكدوا أن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة في ساحة المعركة بمعدلات من المرجح ألا تُحتمل على المديين المتوسط والطويل، وفي ظل استمرار استنزاف المواد والأفراد والموارد، سيواجه بوتين تحديات صعبة عند اتخاذ القرارات بين عامي 2026 و2027.
استعراض القوة
يأتي ذلك في الوقت الذي أجرى فيه الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي مكالمة هاتفية استمرت ساعتين، ووصف "بوتين" المحادثة بأنها ذات معنى، ولكنه أكد صراحة أنه من الضروري تطوير المزيد من المسارات للوصول نحو السلام.
يذكر أن القوات الروسية شنت ليلة أمس الأحد، واحدة من أكبر هجمات الطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب على أوكرانيا، في استعراض للقوة شمل نحو 273 طائرة مسيّرة متفجرة، استهدفت بشكل رئيسي العاصمة كييف.