واجه المستشار الألماني أولاف شولتس سيلًا من الانتقادات بعد مكالمته الهاتفية التي جمعته لأول مرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ الحرب الروسية الأوكرانية، التي حاول فيها إثناء موسكو عن حربها ضد أوكرانيا.. لكن دون جدوى.
البداية كانت من رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الذي انتقد المستشار الألماني بسبب محادثته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا: "لن يوقف أحد بوتين بالمكالمات الهاتفية، الهجمات الروسية التي وقعت الليلة الماضية أظهرت أن الدبلوماسية الهاتفية لا يمكن أن تحل محل الدعم الحقيقي من الغرب بأكمله لأوكرانيا".
ليتلقى المستشار شولتس بعد ذلك الكثير من الانتقادات بسبب مكالمته الهاتفية مع رئيس الكرملين بوتين، قبل وقت قصير من مغادرته لحضور قمة مجموعة العشرين، رغم توضيحه أن المحادثة تم التخطيط لها منذ فترة طويلة.
وقد برّر المستشار الألماني مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا: "أبلغت بوتين أن الأمر متروك له الآن لضمان انتهاء الحرب".
وقال "شولتس" في المكالمة الهاتفية إنه دعا بوتين إلى إنهاء الحرب على أوكرانيا وسحب قواته، وأن روسيا يجب أن تتفاوض مع أوكرانيا من أجل سلام عادل ودائم.
واتصل "شولتس" بـ"بوتين" بمبادرة منه، أول أمس الجمعة، وهي المرة الأولى منذ ديسمبر 2022، ودعا مرة أخرى إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا والاستعداد لإجراء مفاوضات سلام.
وجاءت انتقادات المكالمة الهاتفية، من بين أمور أخرى، من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اتهمه لاحقًا بمكالمته التي فتحت "صندوق باندورا"، في إشارة إلى أن المكالمة تجلب الكثير من الشر لأوكرانيا.
ويسافر "شولتس" إلى ريو دي جانيرو لمدة ثلاثة أيام تقريبًا للتحدث مع دول مجموعة العشرين حول، مكافحة الفقر وحماية المناخ والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط. وأعرب عن أسفه لأنه على عكس الاجتماعات السابقة لم تتم دعوة زيلينسكي.
ويرفض زيلينسكي الاستجابة للمطالب القصوى لرئيس الكرملين بوتين، التي أصر عليها أيضًا في المحادثة الهاتفية مع شولتس، قائلاُ:" لن يكون هناك مينسك 3، ونحن بحاجة إلى سلام حقيقي".
وتشير "مينسك 3" إلى الاتفاقيات السابقة التي سميت على اسم العاصمة البيلاروسية، التي كان المقصود منها توفير طريق للسلام في دونباس بعد عام 2014 .
وعقب المكالمة أعلنت أوكرانيا عن واحدة من أعنف الضربات الجوية التي شنّتها روسيا منذ بداية الحرب، وأطلقت قوات روسيا 120 صاروخًا و90 طائرة بدون طيار.