شنّت القوات الروسية، ليلة أمس الأحد، واحدة من أكبر هجمات الطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب على أوكرانيا، في استعراض للقوة يأتي قبل يوم واحد من المحادثة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
هجوم يستهدف كييف
كشفت المصادر الأوكرانية لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الهجوم شمل نحو 273 طائرة مسيّرة متفجرة وأخرى خداعية، حلّقت في سماء أوكرانيا واستهدفت بشكل رئيسي العاصمة كييف.
وأشارت السلطات الأوكرانية إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا وإصابة عدة أشخاص آخرين بينهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات.
وأوضحت القوات الجوية الأوكرانية، حسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية، أنه تم اعتراض 88 مسيّرة، بينما اختفت 128 طائرة أخرى من شاشات الرادار خلال فترة الهجوم التي استمرت نحو 9 ساعات.
مساعي السلام
يأتي هذا الهجوم بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إضافة إلى قادة حلف الناتو.
وأكد الكرملين، أمس الأول السبت، أن المكالمة بين ترامب وبوتين ستكون ثاني مكالمة معلنة بينهما بشأن أوكرانيا منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي.
وفي حين وافق زيلينسكي على وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط، يضيف بوتين شروطًا مسبقة يعلم أن أوكرانيا لن تقبل بها، ما يعكس تباطؤًا روسيًا في قبول أي هدنة مؤقتة، كما تشير "نيويورك تايمز".
لقاء زيلينسكي وفانس
التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، في أول لقاء بينهما منذ اجتماع متوتر في البيت الأبيض في فبراير الماضي، وحضر الاجتماع أيضًا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وذلك بعد حضورهم قداس تنصيب البابا ليو الرابع عشر في روما.
وأوضح البيت الأبيض في بيان له، أن الاجتماع ركّز على الوضع الحالي للمفاوضات نحو وقف إطلاق النار وتحقيق سلام دائم.
وكان ترامب التقى أيضًا زيلينسكي في لقاء خاص في الفاتيكان قبل جنازة البابا فرنسيس في 26 أبريل الماضي، وتحدث لاحقًا بحرارة عن الزعيم الأوكراني.
انتقادات لإدارة ترامب
وجّهت السفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا، بريدجيت برينك، انتقادات لاذعة لنهج إدارة ترامب تجاه الحرب، موضحة سبب استقالتها من منصبها الشهر الماضي.
وقالت "برينك" إنها لا يمكن أن تنفّذ "بحُسن نية" سياسة "تضغط على الضحية، أوكرانيا، بدلًا من المعتدي، روسيا".
وكتبت "برينك" في مقال نُشر الجمعة الماضي، في صحيفة "ديترويت فري برس": "السلام بأي ثمن ليس سلامًا على الإطلاق - إنه استرضاء".
تصعيد ودبلوماسية متزامنان
تشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية، تتزايد وتيرة الهجمات الروسية على طول الجبهة الشرقية في أوكرانيا، حيث تمهّد موسكو الطريق لعمليات هجومية واسعة النطاق هذا الصيف، وفقًا للجيش الأوكراني ومسؤولين غربيين نقلت عنهم "نيويورك تايمز".
وتحذّر المخابرات العسكرية الأوكرانية من أن هدف روسيا هو القدرة على شن هجمات بأسراب تضم أكثر من 500 طائرة مسيّرة بعيدة المدى بشكل منتظم.
وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا تطوير أسلحتها، بتجهيز بعضها بمحركات نفاثة وأنظمة ملاحة "ستارلينك"، ما يتيح لها التحليق على ارتفاعات أعلى ولمسافات أبعد مع حمل ذخائر أكثر فتكًا.
ويؤكد زيلينسكي، بعد لقائه البابا الجديد والمسؤولين الأمريكيين في روما، استعداده لوقف إطلاق النار، مشددًا على أن "الضغط مطلوب ضد روسيا حتى يرغبوا في وقف الحرب"، وفقًا لما نشره على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبه، أكد البابا ليو، الذي عرض الفاتيكان كمكان لمحادثات السلام، أن "الكرسي الرسولي مستعد دائمًا للمساعدة في جمع الأعداء وجهًا لوجه للتحدث مع بعضهم البعض"، مشيرًا إلى "أوكرانيا الشهيدة".