الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استخدموا الأطفال دروعا بشرية للهروب.. تفاصيل العملية الإسرائيلية الفاشلة بخان يونس

  • مشاركة :
post-title
جيش الاحتلال يفشل في عملية عسكرية بخان يونس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

توغلت قوة إسرائيلية خاصة في جنح الليل إلى قلب خان يونس جنوب قطاع غزة، متنكرة بزي نازحات، في مهمة زُعم أن هدفها كان اعتقال أحد أبرز قادة الفصائل الفلسطينية، غير أن الكمين الذي نُصب بعناية انقلب على منفذيه، وتحول إلى معركة شرسة انتهت بمقتل الهدف وفشل ذريع في تحقيق المهمة الأساسية للعملية.

وبعد تنفيذ العملية، شن الاحتلال أكثر من 40 غارة على مدى 40 دقيقة لتأمين انسحاب القوة الخاصة، تزامنًا مع إطلاق نار مكثف من الطائرات المروحية والدبابات الإسرائيلية؛ مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

بداية العملية

فجر يوم الاثنين، نفذت وحدة إسرائيلية خاصة عملية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، استهدفت فيها القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين، أحمد كامل سرحان، الذي كان يشغل منصب مسؤول "العمل الخاص" في الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية.

وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، في بيان رسمي، أن القائد أحمد سرحان "استُشهد بعد أن خاض اشتباكًا بطوليًا مع القوة الخاصة الإسرائيلية"، مؤكدة أن العملية التي هدفت إلى اختطافه من منزله باءت بالفشل، رغم تنفيذها بتخطيط استخباراتي وعسكري معقد، وفق البيان.

أحمد سرحان القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين الذي استشهد في العملية العسكرية الإسرائيلية
روايات إسرائيلية متضاربة

رسميًا، لم تكشف إسرائيل حتى الآن عن تفاصيل ما جرى في خان يونس.

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الهدف الرئيسي للعملية لم يكن تصفية أحمد سرحان، بل اعتقاله واستجوابه لاستخلاص معلومات حساسة عن الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة.

أما مراسل إذاعة جيش الاحتلال، فقد وصف العملية بأنها "تعثرت ولم تحقق هدفها الحقيقي"، مؤكدًا أنه "لا حاجة لاغتيال شخص بتعريض قوة خاصة للخطر، إذ يمكن مهاجمته جوًّا"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وفي تصريح مقتضب، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إيفي ديفرين، إن "قوات الجيش في ذروة عملية عربات جدعون ونعمل في جميع أنحاء قطاع غزة".

وذكرت وسائل إعلام عبرية في البداية أن العملية كانت تهدف إلى "إنقاذ محتجزين" إسرائيليين في خان يونس، وذكرت صحيفة "معاريف" أن الجيش الإسرائيلي نشر خمس فرق عسكرية داخل قطاع غزة، وأضافت أن السيناريو المطروح في الأوساط العسكرية الإسرائيلية هو أن الحرب في غزة قد تستمر من 72 إلى 96 ساعة فقط، في حال استمرار هذا النمط من العمليات البرية والجوية، لكنها حذرت من أن إسرائيل قد تنجر إلى مستنقع ميداني عميق في القطاع.

ويُرجّح أن الدافع الرئيسي للعملية كان محاولة الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة حول الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس وفصائل أخرى، وأكدت التقارير الإسرائيلية والفلسطينية أن السرية والتخفي كانت سمة أساسية للعملية، لكنها فشلت بسبب المقاومة المسلحة المفاجئة من جانب أحمد سرحان ومقاتلي اللجان الشعبية.

بيان حماس

وقالت حركة "حماس" في بيان لها، الاثنين، إن الاحتلال فشل مجددًا، بعد فشله في اختطاف القائد أحمد كامل سرحان في خان يونس، واختطاف زوجته وطفله، واستخدامهما درعا بشريا للانسحاب من المكان، انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

وحمّلت "حماس" حكومة الاحتلال المسؤولية عن حياة الزوجة والطفل، وكل المختطفين في معتقلاته، كما طالبت المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة، والتدخل الفوري لحمايتهم والإفراج عنهم.

تنكر واشتباكات عنيفة

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن جثمان سرحان، الذي استُشهد ميدانيًا، نُقل إلى مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، وأظهرت الصور القادمة من مكان العملية أن القوة الإسرائيلية الخاصة أحضرت معها حزمة من المراتب، ربما بهدف التمويه والاندماج مع المدنيين أو توفير الحماية.

وحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، فإن القوة الإسرائيلية كانت متنكرة في زي نساء نازحات من غزة، وحاولت التوغل في منطقة غرب شارع صلاح الدين، شمال خان يونس، في محاولة للوصول إلى موقع يُعتقد وجود محتجزين إسرائيليين فيه، لكن العملية فشلت، وأسفرت عن استشهاد سرحان وخطف زوجته وأطفاله.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن الاشتباكات دامت نحو 40 دقيقة، وشملت أكثر غارة متنوعة، استخدمت فيها إسرائيل أسلحة ثقيلة، ومروحيات هجومية، ومدفعية ميدانية.

مراتب دخل بها جنود الاحتلال لمحاولة التخفي وسط النازحين
خسائر في الأرواح

كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بوقوع ستة شهداء، إضافة إلى عشرات الجرحى، نتيجة الغارات الجوية التي استهدفت بشكل مكثف منطقة خان يونس، وطال القصف مناطق متفرقة، بما في ذلك محيط مستشفى ناصر، ما أثار مخاوف من استهداف الطاقم الطبي والمرافق الصحية.

وأدى القصف المدفعي والجوي أيضًا إلى انقطاعات مُتكررة في خدمة الإنترنت في مناطق متعددة من خان يونس، ما تسبب في صعوبات كبيرة في التواصل والإبلاغ عن الإصابات والدمار.

وفي وقت لاحق، أُفيد بسقوط خمسة شهداء جراء غارة على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، إلى جانب قصف عنيف طال المنطقة الشرقية من مخيم البريج وسط القطاع.

استخدم جيش الاحتلال المراتب لإخفاء جنوده وسط النازحين