في مشهد يكشف هشاشة غير متوقعة في بنية الأمن الإسرائيلي، توالت الاختراقات الأمنية منذ السابع من أكتوبر 2023 بشكل غير مسبوق، ما أضعف رواية "الجيش الذي لا يقهر"، من تسلل الجواسيس إلى القواعد العسكرية، ثم سرقة أسلحة وذخائر حساسة، وأحداث أخرى أكثر خطورة تمس مباشرةً أمن دولة الاحتلال، آخرها قضية الجواسيس السبعة.
وفي التقرير التالي نرصد أبرز 7 اختراقات ضربت المنظومة الأمنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي وكبدتها خسائر فادحة منذ حرب السابع من أكتوبر عام 2023.
الجواسيس السبعة
وفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشفت تحقيقات جديدة عن جندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن خلية من 7 إسرائيليين يشتبه في تواصلهم مع جهات إيرانية.
ووفق مكتب المدعي العام الإسرائيلي فإن من بين هؤلاء الجواسيس جندي هارب، ومن المتوقع أن تقدم لائحة اتهام ضدهم بارتكاب سلسلة من المخالفات الأمنية الخطيرة.
ومن بين أمور أخرى، يُشتبه في قيامهم بتصوير وجمع معلومات عن القواعد والمنشآت العسكرية، بما في ذلك قواعد القوات الجوية في نبطيم ورمات ديفيد، ومعسكر كاريا في تل أبيب، ومواقع بطاريات القبة الحديدية، ومحطة الخضيرة للطاقة وغيرها من البنى التحتية للطاقة.
وأكد مكتب المدعي العام الإسرائيلي أن "هذه واحدة من أخطر القضايا التي تم التحقيق فيها في السنوات الأخيرة، فيما أوضح السيناتور يارون بنيامين، رئيس إحدى الدوائر الأمنية إنه "على مدى عامين، نفّذ السبعة ما يصل إلى 600 مهمة لصالح إيران.
متسلل لقاعدة عسكرية
في يوليو الماضي، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير لها تسلل أحد الأشخاص إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية في منطقة بيت شيمش، وهو يرتدي زي جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتمكن من تخريب مركبات عسكرية وسرقة أسلحة، ما سلّط الضوء على ثغرات أمنية فادحة في المواقع العسكرية التي من المفترض أن تكون تحت حماية مشددة.
جندي مزيف مع نتنياهو
وفي ديسمبر الماضي، كشفت صحيفة "ماكو" العبرية عن رجل إسرائيلي انتحل شخصيات عدة منها جندي في جيش الاحتلال وفرد من الشاباك، وتمكن من التسلل إلى مواقع عسكرية حساسة، بل وتم التقاط صور له مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع دون أن يُكتشف أمره، ما يعكس مستوى خطير من الإهمال الأمني.
سرقة معلومات سرية
وفي يناير الماضي، تم الكشف عن شخص قدَّم نفسه كضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي وانضم إلى القتال في قطاع غزة، بل وتمكن من الوصول إلى معلومات سرية للغاية وتوثيقها، وعلى أثر ذلك، تم اعتقاله بتهمة التجسس بعد أن تبادل هذه المعلومات مع جهات أخرى، وفق ما روته عدة صحف عبرية.
التجسس على الجيش
في حادثة أخرى، فبراير الماضي، تم الكشف عن شاب بدوي إسرائيلي انضم إلى حركة حماس الفلسطينية، وقام بالتجسس على مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنوبية، وأُعتقل أثناء محاولته العودة إلى إسرائيل. كما كشفت التقارير أنه كان ينقل معلومات حساسة حول مواقع عسكرية إسرائيلية، بحسب "القناة الـ13" العبرية.
تمرد وتحريض
وفي مايو الماضي، انتشر مقطع فيديو يُظهر جنديًا ملثمًا يدعو للتمرد ضد رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف جالانت. ووصفت قيادة جيش الاحتلال الفيديو بأنه يشكل خرقًا خطيرًا للأوامر العسكرية، أدى إلى فتح تحقيق موسع حول مدى ولاء الجنود في الميدان، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
قنبلة داخل وزارة الدفاع
وفي تطور خطير آخر، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قيام أحد الجنود بإلقاء قنبلة صوت على مدخل وزارة الدفاع الإسرائيلية بمعسكر تل هشومير، ما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر. ورغم عدم وقوع إصابات، إلا أن الحادث كشف عن مدى هشاشة التدابير الأمنية داخل قلب المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية.
وتتوالى الفضائح الأمنية في إسرائيل واحدة تلو الأخرى، ما يعيد فتح النقاش حول مدى فاعلية الأجهزة الأمنية. مع تعدد الحوادث التي تزعزع الثقة في القدرات الأمنية لإسرائيل، تصبح التساؤلات حول جاهزية هذه الأجهزة أكبر من أي وقت مضى.