يشعر آلاف الأفغان، الذين فروا عقب انسحاب الجيش الأمريكي الكارثي من البلاد خوفًا من طالبان، بأنهم تعرضوا للخيانة بسبب قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنهاء برنامج الحماية المؤقتة الذي منحهم بايدن إياه.
وشن ترامب حملة ممنهجة، عقب نجاحه في الانتخابات الرئاسية، على المهاجرين ضمن أجندة أمريكا أولًا، وعمل على ترحيل الآلاف إلى بلدانهم الأصلية، وفي الوقت نفسه، سارع إلى حرمان المهاجرين من الحماية القانونية المؤقتة، ما أدى إلى توسيع نطاق المرحلين المحتملين منهم.
إجلاء وحماية
وتتيح الولايات المتحدة برنامج وضع الحماية المؤقتة للأشخاص، الذين تشهد بلدانهم الأصلية كارثة طبيعية أو صراعات مسلحة أو أي حدث استثنائي آخر، إذ يوفر الحماية من الترحيل وإمكانية الحصول على تصاريح عمل، لمدة تتراوح بين 6 أشهر و18 شهرًا، ويمكن تجديده بواسطة وزير الأمن الداخلي الأمريكي.
ووفقًا للتقديرات، يوجد نحو 14.600 أفغاني من الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، بعد الانسحاب الأمريكي، عام 2021، مؤهلين لفقدان وضع الحماية المؤقتة، يوليو المقبل، بموجب قرار إنهاء الوضع، بحسب رويترز، وهو الوضع الذي وصفه ترامب بأنه تجاوز حدود القانون.
ظالم وصادم
وفي عام 2023، تم تجديد تصنيف وضع الحماية المؤقتة الأصلي لهؤلاء لمدة 18 شهرًا، وكان الأفغان يأملون في تجديده مرة أخرى، إلا أن إشعارًا صدر من وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، قلب الدنيا رأسًا على عقب، بعد أن أكدت أنه أصبح من الآمن الآن عودة الناس إلى أفغانستان، مشيرة إلى التحسن في الأمن والاقتصاد.
ومن المنتظر أن يتم إلغاء برنامج الحماية المؤقتة لهم، 14 يوليو، ويشمل هؤلاء أفغانًا عملوا سابقًا مع الولايات المتحدة في أفغانستان، إضافة إلى صحفيين ونشطاء سياسيين وآخرين يخشون انتقام طالبان، وهو القرار الذي وصفه العديد من الأفغانيين بالظالم والصادم وخيانة لمن تعاونوا معهم 20 عامًا.
رعب وتهديد
وبحسب مؤسس منظمة "أفغان من أجل غد أفضل" مقرها نيويورك، فإن الأفغانيين يشعرون بالرعب بعد قرار ترامب، مستغربًا من السرعة المذهلة التي انتقلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية من وصف الأفغان بالحلفاء إلى اعتبارهم تهديدًا محتملًا على أمن أمريكا.
وأدان أعضاء في الكونجرس وقدامى المحاربين الأمريكيين ومنظمات حقوق الإنسان القرار ووصفوه بأنه قاسٍ وخطير، وفقًا لرويترز، وقارنوا بين هذا الإعلان والخطوة المفاجئة التي اتخذها ترامب، هذا الأسبوع، بالترحيب بمجموعة من البيض من جنوب إفريقيا كلاجئين، قائلين: "أظهر العنصرية الصارخة للإدارة".
مجرد هراء
وفي السياق ذاته، رفضت منظمة مشروع أنار الأفغانية، المتخصصة في شؤون الهجرة، مقرها سان فرانسيسكو، بيان وزارة الأمن الداخلي الأمريكي، مؤكدة أن القول إن أفغانستان أصبحت آمنة، وأن اقتصادها مستقر مجرد هراء، إذ سيواجه العديد من المرحلين الاضطهاد أو الانتقام أو التعذيب وحتى الإعدام.
وأبدت المنظمة استغرابها مما وصفته بالخيانة من الحكومة الأمريكية، التي وعدت هؤلاء الأشخاص مرارًا وتكرارًا بتوفير الحماية لهم، ولكنهم الآن تركوهم تحت رحمة سياسة قاسية مناهضة للهجرة، وأن قرار قطع المساعدات عن أفغانستان سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في البلاد.