الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فؤاد يمين: المسرح اللبناني في أفضل حالاته.. واخترت "كلو مسموح" لمزجها بين الغناء والتمثيل

  • مشاركة :
post-title
الفنان اللبناني فؤاد يمين

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

"مجانص" لا يشبهني.. لكنني أحببت طرافته وخفة ظله
أعدنا كتابة النص بروح لبنانية معاصرة
العمل في مصر حلم وطموح لأي ممثل عربي.. وفخور بتجاربي هناك

يظهر اسم الفنان اللبناني فؤاد يمين كأحد أكثر الوجوه حضورًا وصدقًا على الساحة اللبنانية والعربية، لما يجسده من أداء صادق وغوص في النص ليعيد تشكيله ويقدمه بقالب جديد ومختلف، من الكوميديا إلى الدراما، من المسرح إلى الشاشة، ليبني مسيرته بخطي واثقة ومواقف لا تخلو من الجرأة.

وفي أحدث أعماله الفنية، يشارك "يمين" مع الفنانة اللبنانية كارول سماحة في المسرحية الغنائية "كلو مسموح"، لكنه لا يكتفي بدور تمثيلي ساخر، بل يشارك أيضًا في إعادة كتابة النص ليناسب الجمهور المحلي، في توليفة تجمع بين الكلاسيكية العالمية والنكهة اللبنانية الأصلية.

شخصية محورية

يؤكد فؤاد يمين لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن ما حمّسه ليكون جزءًا عبر مسرحية "كلو مسموح"، يرجع إلى عوامل يعددها بقوله: "ما جذبني للمشاركة في مسرحية "كلو مسموح" أنها عمل عالمي يعود إلى عام 1934، أي قبل أكثر من تسعين عامًا، وهي من نوعية المسرحيات الموسيقية التي تمزج بين الغناء والرقص، وهو النوع الأقرب إلى قلبي، كما أن هذا هو تعاوني الثالث مع المخرج اللبناني روي الخوري، والتجارب السابقة معه كانت دائمًا مميزة، فكل هذه العناصر اجتمعت لتجعل من العمل تجربة فنية لا تفوت، ويسعدني أن أكون جزءًا منها".

ويضيف: "أجسّد في المسرحية شخصية "مجانص"، وهو إنسان طريف رغم كونه رجل عصابات هارب من بلده، يختبئ على متن السفينة متنكرًا بزي مختلف تمامًا عن واقعه، ما يخلق الكثير من المواقف الكوميدية، فهذه الشخصية محورية في العمل، وتتميز بحس فكاهي عالٍ، لا أعتقد أنها تشبهني، باستثناء طرافتها وخفة ظلها، وهو الجانب الذي أحببته كثيرًا فيها".

إضافة حقيقية

وعن التعاون مع الفنانة اللبنانية كارول سماحة وعودتها إلى خشبة المسرح بعد غياب لسنوات طويلة، يقول: "لا شك أنها تجربة مميزة بكل المقاييس، فهي فنانة شاملة ومتمكنة، تمتلك خبرة طويلة في الغناء والرقص والتمثيل، والوقوف إلى جانبها على خشبة المسرح يعد شرفًا كبيرًا لي، فهي صاحبة تاريخ فني غني، وعودتها إلى الجمهور من خلال عمل "ميوزكلي" بعد غياب تُعد خطوة موفقة، خصوصًا أن الجمهور يشتاق لهذا النوع من الأعمال منها".

ويضيف: "هذا العمل شكّل إضافة حقيقية لي كممثل وككاتب، لأننا نادرًا ما نحظى بفرصة المشاركة في مسرحيات مثل هذه النوعية خلال مسيرتنا، فالعمل على نص موسيقي له خصوصية، فهناك أهمية كبيرة لكيفية إدخال الأغنية داخل السياق الدرامي، وكيف تخدم القصة وتندمج معها بسلاسة، وهذا التحدي تحديدًا كان ممتعًا جدًا بالنسبة لي، والنص بحد ذاته يتمتع بشخصية مرحة ومسلية، ويمنح الممثل مساحة حقيقية للعب والتعبير، وهي من الأمور التي أبحث عنها دائمًا في أي عمل أقدمه".

نهضة كبيرة

يشير فؤاد يمين إلى أن العمل كان مليئًا بالتحديات، إذ يقول: "هناك تحديات واضحة في هذا العمل، أولها أن النص الأصلي كتب قبل أكثر من تسعين عامًا، وتحديدًا عام 1934، ما يعني أن طبيعته الدرامية تعود لعصر مختلف تمامًا، كما أن نوعية النكات والقصص المطروحة فيه لا تشبهني أو تشبه بيئتنا الحالية، لذلك كان هناك تفكير مشترك بيني والمخرج روي الخوري في كيفية إعادة صياغة بعض العناصر، وإضفاء روح العصر الذي نعيشه اليوم، وأضفنا نفسًا لبنانيًا محببا من خلال نكات قريبة من ثقافتنا ويحبها الجمهور اللبناني. ورغم الصعوبة، كانت التجربة ممتعة ومليئة بالتحدي الإبداعي".

ويضيف: "نعيش اليوم فعليًا نهضة حقيقية في المسرح اللبناني، خصوصًا بعد جائحة كورونا، لاحظنا تزايدًا كبيرًا في عدد العروض، والمسارح في لبنان ممتلئة دائمًا، والجمهور متعطش للفن، ومن الجميل أن ترى هذا التواصل العميق بين الممثلين والجمهور، وكأن هناك لغة مشتركة تبنى على الخشبة كل ليلة، ففي بيروت، من الصعب أن تجد كرسيًا شاغرًا في المسرح، وهذا دليل على أن المسرح اللبناني اليوم بخير، بل في أفضل حالاته".

البحث عن التحدي

يؤكد "يمين" أنه يبحث دائمًا عن التحدي في الأدوار التي يسعي لتقديمها، إذ يقول: "عندما أختار أدواري، أبحث أولًا عن التحدي والإضافة الحقيقية لمسيرتي كممثل، فالدور يجب أن يحمل شيئًا جديدًا لم أقدمه من قبل، ويمنحني مساحة لاكتشاف أبعاد مختلفة في الأداء، بالطبع هناك عناصر أخرى لا يمكن تجاهلها، مثل هوية المخرج أو المؤلف أو الجهة المنتجة، لأنها مؤشرات مهمة على جودة العمل، كذلك الجانب المادي له دوره، كما أن توقيت التصوير أو العرض يجب أن يكون مناسبًا. لكن يظل الأساس بالنسبة لي هو قيمة الدور نفسه: هل يحمل تحديًا؟ هل يقدم لي جديدًا؟ هذا هو السؤال الأهم".

حلم وطموح

لدى فؤاد يمين تجارب مصرية كثيرة، وحول ذلك يقول: "لدي تجارب عدة في مصر، شاركت خلالها بأعمال إلى جانب نجوم مصريين، وكان بعضها بأدوار بسيطة، لكنها شكّلت خطوات مهمة في مسيرتي. لا شك أن مصر تظل حلم وطموح كل ممثل عربي، نظرًا لغناها بالسينما والتلفزيون والمسرح، ولعدد الأعمال الهائل الذي يُنتج سنويًا، ومن الرائع أن يشارك الممثل في عمل مصري، خصوصًا أن الفنانين المصريين يتميزون بالموهبة، وخفة الظل، والخبرة العميقة في هذا المجال، لذلك أعتبر أن الوقوف على أرض مصر الفنية هو دائمًا نقطة تحول في مسيرة أي ممثل عربي".

ويضيف: "هناك عدة مشروعات أعمل عليها حاليًا، سواء في المسرح أو السينما من بينها عمل مميز أتولى فيه الكتابة والإخراج والتمثيل، ففي الفترة الأخيرة، تركيزي الأساسي كان على هذين المجالين، سواء من خلال التمثيل أو الكتابة، لأنني أؤمن أن المسرح والسينما يفتحان أمام الممثل فرصًا أعمق للتعبير والتجديد".