الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حان وقت الرحيل.. عودة بايدن إلى الحياة تثير غضب الديمقراطيين

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أثارت عودة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى الساحة الإعلامية هذا الأسبوع موجة من الاستياء داخل الحزب الديمقراطي، حيث يرى كثيرون أن الوقت قد حان لابتعاده نهائيًا عن الحياة السياسية وفسح المجال أمام جيل جديد من القادة.

وفي مقابلة على برنامج "ذا فيو" برفقة السيدة الأولى السابقة جيل بايدن، الخميس الماضي، أقر بايدن بمسؤوليته عن عودة دونالد ترامب إلى الحكم، رغم دفاعه عن قراره الاستمرار في سباق الانتخابات العام الماضي حتى اللحظات الأخيرة. إلا أن ظهوره لم يُقابل بالحفاوة المتوقعة داخل أوساط الحزب.

دعوات للتنحي

وقال تشاك روتشا، الاستراتيجي الديمقراطي البارز: "مع كامل الاحترام، لقد حان وقت رحيل جو بايدن وترك الراية للجيل الجديد من الديمقراطيين"، مضيفًا أنه "كل مرة يظهر فيها أو يدلي بتصريح، نجد أنفسنا مضطرين للدفاع عنه وتذكير الناس بأننا خسرنا مجددًا أمام ترامب"، بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

وأشار "روتشا" إلى أن الظهور الإعلامي الأخير تم تجاوزه بسرعة في دورة الأخبار بعد الإعلان عن اختيار بابا جديد، وهو ما رآه تطورًا إيجابيًا.

وتقول "بوليتيكو" إن عودة بايدن تأتي في وقت يحاول فيه الحزب الديمقراطي النهوض من وضعه الصعب، إذ لا يسيطر على أي من مجلسي الكونجرس، ويعاني من انقسامات داخلية حول مستقبله واستراتيجيته في مواجهة ترامب.

مستقبله الصحي غامض

وتزداد الضغوط مع اقتراب نشر تسجيل صوتي لمقابلة بايدن مع المحقق الخاص روبرت هور، التي أثارت شكوكًا حول قدراته الذهنية، إضافة إلى صدور كتاب جديد يوم 20 مايو بعنوان "الخطيئة الأصلية"، يتناول قراره الترشح مجددًا "رغم الأدلة على تدهوره العقلي"، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وترى شخصيات ديمقراطية أن هذه التطورات تعيد فتح جراح قديمة، لا تتعلق فقط بعمر بايدن، بل أيضًا بقضايا مثل التضخم والسياسات الثقافية التي أثارت انقسامًا داخل الحزب.

وقالت أماندا ليتمن، المؤسسة المشاركة لحركة "Run for Something" التقدمية، إن كل ظهور إعلامي لبايدن يعيدنا إلى الوراء، ويذكّر الناس بجيل من القادة أوصلنا إلى هذه الفوضى.

وأضافت: "في وقت تعتبر فيه الانتباهات موردًا نادرًا، نحن بحاجة لإعطاء مساحة للجيل القادم من القادة الذين يمكنهم إعادة بناء الحزب".

لا يمكن تجاهل بايدن

لكن رغم هذا النقد، يرى البعض أن لبايدن دورًا لا يزال مهمًا في المرحلة المقبلة. وقالت آشلي إتيان، المستشارة السابقة لبايدن ولرئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، إن بايدن يمكن أن يضيف قيمة إذا ركّز على الخطاب البنّاء.

وأضافت: "نحن بحاجة إلى مصارحة وتقييم حقيقي لما حدث، وإلا فإن الكتب والمصادر الخارجية ستملأ الفجوات وتعمّق الأزمة".

مصدر في فريق بايدن، تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه، أكد أنه لا توجد فعاليات عامة مقررة للرئيس السابق في الأسابيع المقبلة.

وقالت إيريكا لوي، مساعدة سابقة لبايدن، إنه لا مبرر لإقصائه من النقاش الدائر حاليًا داخل الحزب، مضيفة: "بايدن هو الشخص الوحيد الذي هزم ترامب. رغم أننا نواجه أزمة في الرسائل السياسية، لا يمكن تحميله وحده المسؤولية".

وخلال المقابلة، قال بايدن إنه يعمل حاليًا على تأليف كتاب جديد، وأشار إلى أن الجمهوريين استخدموا "الطريق الجنسي" لهزيمة نائبته كامالا هاريس، لكنه أقر بمسؤوليته عن هزيمة الحزب، قائلًا: "كنت المسؤول وترامب فاز، لذا أتحمل المسؤولية".

وقالت الاستراتيجية الديمقراطية كارن فيني إن اعتراف بايدن العلني بالمسؤولية كان مهمًا، لكن كثيرًا من الديمقراطيين شعروا بالخيانة حين قرر الترشح مجددًا، رغم تعهده في البداية بأنه سيكون "رئيسًا انتقاليًا".

وقال الاستراتيجي الديمقراطي في جورجيا، أندرو هيتون، إن الحزب في حالة تشبه "الحريق الكبير"، مضيفًا: "نعم، من المهم أن نفهم كيف بدأ، لكن الآن ليس وقت البحث في تفاصيل حملة إعادة انتخاب بايدن. دعونا فقط نمضي قدمًا".