الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نصائح باتباع خطى كارتر.. تخوفات بين الديمقراطيين من ظهور بايدن مجددا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يواجه ظهور الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الإعلامي المتكرر انتقادات حادة داخل الحزب الديمقراطي، إذ يرى قادة ومستشارو الحزب أنه يعوق جهود إعادة البناء بعد الهزيمة في انتخابات 2024.

وأمس الخميس، ظهر بايدن في برنامج "ذا فيو" التلفزيوني الشهير رفقة زوجته جيل، وانتقد بشدة أداء إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، واصفًا المائة يوم الأولى من ولايته الثانية بأنها "الأسوأ لأي رئيس على الإطلاق".

وأوضحت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن الرئيس السابق نفى خلال المقابلة التقارير المتعلقة بتراجع قدراته العقلية أثناء فترة رئاسته، وتحمل في الوقت نفسه مسؤولية خسارة الديمقراطيين في انتخابات 2024 قائلًا: "كنت أنا المسؤول.. وهو فاز".

وتعد هذه المقابلة الثانية لبايدن خلال أسبوع واحد، إذ سبقها ظهوره على شبكة "بي بي سي" البريطانية، الثلاثاء الماضي، وأيضًا وجّه انتقادات لسياسة ترامب الخارجية، وخاصة في ما يتعلق بإدارته للحرب الروسيةالأوكرانية.

حروب الماضي تضر المستقبل

يرى الاستراتيجي الديمقراطي أنتوني كولي، الذي عمل سابقًا في إدارة بايدن، أن "الانتخابات تتعلق بالمستقبل، وفي كل مرة يظهر فيها جو بايدن، نخوض حربًا قديمة"، مضيفًا في تصريحات نقلتها "ذا هيل": "كل مقابلة يجريها تقدم مقارنة مع ترامب ليست مفيدة للعلامة التجارية الديمقراطية، التي تحتاج إلى رسل موثوقين ومحاربين يمكنهم الوصول إلى المستقلين والمعتدلين وإلهام القاعدة الانتخابية".

ورغم اعتبار كولي أن اعتراف بايدن بمسؤوليته عن الأحداث التي أدت إلى انتخاب ترامب "جيد"، إلا أنه تساءل عن جدوى ذلك، قائلًا: "العديد من الديمقراطيين -من القادة المنتخبين إلى أنصار الحزب المخلصين- مستعدون فقط لطي هذه الصفحة.. لا أعتقد أنه يدرك مدى اتساع وعمق هذا الشعور".

وذهب استراتيجي ديمقراطي آخر أبعد من ذلك، إذ ذكرت الصحيفة أنه يرى أن بايدن بحاجة إلى "تحمل مسؤولية أفعاله" و"الاعتراف بأنه تسبب في خسارة الديمقراطيين"، متسائلًا: "لماذا لا يمكنه الاعتراف بأنه ما كان يجب أن يترشح مرة أخرى في المقام الأول؟".

نموذج كارتر

يدعو بعض الديمقراطيين بايدن لاتباع نهج الرئيس الأسبق جيمي كارتر بعد انتهاء فترة رئاسته، بالتركيز على العمل المجتمعي بدلًا من الظهور الإعلامي.

وفي هذا السياق، قال ستيف شال، الحليف القديم لبايدن والذي أدار لجنة عمل سياسي داعمة له في دورات انتخابية سابقة، لصحيفة "ذا هيل": "هناك طريقة لبايدن لبناء فترة ما بعد رئاسته.. أتمنى حقًا أن يتبنى الشيء الذي كان علامته المميزة لمدة 50 عامًا: إنسانيته".

وأضاف شال: "بحلول نهاية حياة كارتر، تم تذكيرنا بطبيعة الرجل اللائقة والمتواضعة بفضل أفعاله، وليس كلماته.. أتمنى حقًا أن يتبع بايدن مسارًا مماثلًا.. الخروج والعمل في المجتمع، والقيام بأشياء تسلط الضوء على ما فعلته إدارته لمساعدة الناس.. دع صور تفاعلاته الإنسانية والقصص التي ترويها تعيد بناء سمعته، هذا أقوى بكثير من لعب دور المحلل السياسي".

المدافعون عن بايدن

رغم موجة الانتقادات، لا يزال للرئيس السابق مؤيدون أقوياء داخل صفوف الحزب الديمقراطي، إذ نقلت الصحيفة الأمريكية عن الاستراتيجي الديمقراطي أنتجوان سيورايت، الذي قضى وقتًا مع بايدن بعد انتهاء إدارته، قوله: "أعتقد أنه كان من الجيد لجو بايدن أن يكون صادقًا ومنفتحًا بشأن الأوضاع السابقة والحالية، وما يعتقد أنها قد تكون بناءً على تجاربه الحياتية".

وأضاف سيورايت: "إذا كنت تعرف جو بايدن كما أعرفه وقضيت وقتًا معه بعد الرئاسة كما قضيت، فستعلم أنه لا يزال يفعل ما هو في مصلحة البلاد.. لا يزال بإمكانه أن يكون مفيدًا للبلاد، وللكونجرس، والدستور، والمجتمع".

ودافع سيورايت عن اختيار برنامج "ذا فيو" لأول مقابلة أمريكية لبايدن بعد انتهاء رئاسته، معتبرًا أنه "جمهور متنوع للغاية يعبر العديد من قطاعات البلاد".

صراع الأجيال

مع بروز أصوات أصغر سنًا في الحزب الديمقراطي، تتزايد التساؤلات حول جدوى الظهور الإعلامي المستمر للرئيس السابق، وبحسب ما نقلته "ذا هيل"، قال الاستراتيجي الديمقراطي جون راينيش: "لا أعرف من يطلب هذا.. في الواقع، أعتقد أن الكثير من الناس بدأوا في إيلاء المزيد من الاهتمام لجيل أصغر من الديمقراطيين خالٍ من الأعباء والذين بدأوا أخيرًا في نقل الحزب بعيدًا عن الأشخاص الذين بقوا في المنصب لفترة طويلة جدًا".

وفي سياق آخر، أشارت "ذا هيل" إلى أن مقابلات بايدن تأتي في وقت تظهر فيه سلسلة من الكتب تتناول العام الأخير من إدارته، بما في ذلك اتهامات بتراجع قدراته العقلية، في حين نفى بايدن والسيدة الأولى السابقة هذه الاتهامات خلال مقابلة "ذا فيو"، ووصفها بأنها "خاطئة"، بينما أكدت جيل بايدن أن "الأشخاص الذين كتبوا تلك الكتب لم يكونوا معنا في البيت الأبيض".

وتوقع استراتيجي ديمقراطي، لم تذكر الصحيفة اسمه، أن الجدل حول القدرات العقلية لبايدن سيستمر ويؤثر على المشهد السياسي القادم، قائلًا: "هناك فرصة جيدة لأن يكون الاختبار الأكثر أهمية لأي ديمقراطي في سباق 2028 هو كيف ومتى ينتقدون بايدن على حكمه السياسي في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة من حياته السياسية".