في أول مقابلة إعلامية منذ مغادرته البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إنه "لا يعتقد أن انسحابه المبكر من السباق الرئاسي كان ليغير نتيجة الانتخابات"، متجنبًا ذكر اسم نائبته السابقة كامالا هاريس، حسبما نقلت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
وانسحب بايدن من السباق في يوليو 2025 بعد أدائه السيئ في المناظرة التلفزيونية الأولى مع الرئيس الحالي دونالد ترامب، بعدما ظهر عليه التردد والتلعثم وفقدان تسلسل أفكاره عدة مرات.
وفي أعقاب تلك المناظرة، ألقى بايدن باللوم على قلة النوم ونزلة البرد التي كان يعاني منها، مصرًا في البداية على البقاء في السباق الانتخابي.
قرار صعب
في مقابلته مع برنامج "توداي" على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وصف بايدن (82 عامًا)، قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي بأنه كان صعبًا لكنه "القرار الصحيح"، إلا أنه عاد ليؤكد أنه "لا يعتقد أن الأمر كان سيختلف".
ووفقًا للصحيفة، بدا الرئيس الأمريكي السابق ضعيفًا بشكل واضح خلال المقابلة، إذ كان يسعل باستمرار، ما أثار مجددًا تساؤلات حول حالته الصحية والتي كانت محل جدل كبير خلال الفترة الأخيرة من رئاسته.
تأتي هذه المقابلة بعد مرور أكثر من 100 يوم على بدء الولاية الثانية لترامب، وقبيل نشر مجموعة من الكتب المرتقبة حول الحملة الرئاسية التي ستسلط الضوء على قرارات بايدن.
حالة بايدن العقلية
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مساعدي البيت الأبيض قرروا عدم إخضاع بايدن لاختبار إدراكي قبل أشهر من تخليه عن حملة إعادة انتخابه، خوفًا من إثارة تساؤلات حول قدراته العقلية، فيما اتُهِم الحزب الديمقراطي بالتستر على ما وصف حينها بالتدهور العقلي الواضح له، ما جعل الحزب يبدو غير صادق في الفترة التي سبقت الانتخابات، وساهم في نهاية المطاف في فوز ترامب بالرئاسة.
استرضاء روسيا
في جزء آخر من المقابلة، وجّه بايدن انتقادات شديدة اللهجة لسياسة إدارة ترامب الخارجية، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا، متهمًا الرئيس الحالي بـ"استرضاء" روسيا من خلال الضغط على كييف للتنازل عن أراضيها.
ووصف بايدن هذا النهج قائلًا: "إنها سياسة استرضاء حديثة.. ما الذي يحدث هنا؟ أي رئيس يتحدث بهذه الطريقة؟ هذا ليس نحن.. نحن نتحدث عن الحرية والديمقراطية والفرص، وليس عن المصادرة".
وصرح ترامب سابقًا بأنه يتوقع احتفاظ روسيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014، كجزء من اتفاق سلام، واتهم نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، بعرقلة المفاوضات برفضه هذا الاقتراح.
سياسة التنازل
وحذَّر بايدن بشدة من أن بوتين "يعتقد أن أوكرانيا جزء من روسيا"، مضيفًا أن "أي شخص يعتقد أنه سيتوقف إذا تم التنازل عن الأراضي بموجب شروط اتفاق السلام هو شخص أحمق ببساطة".
وأضاف: "لا أفهم كيف يعتقد الناس أنه إذا سمحنا لدكتاتور، بأن يقرر أنه سيستولي على أجزاء كبيرة من الأراضي التي ليست ملكه، فإن ذلك سيُرضيه".
التوتر بين ترامب وزيلينسكي
كما تطرق بايدن إلى التوتر الذي نشأ بين ترامب وزيلينسكي، في فبراير الماضي، عندما وبخ الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني وطالبه بإظهار المزيد من الامتنان للدعم الأمريكي خلال لقاء في المكتب البيضاوي.
وعلق بايدن على هذه الواقعة قائلًا: "وجدت أن ما حدث كان دون مستوى أمريكا من حيث الطريقة التي تم بها".
وتأتي هذه المقابلة في وقت حساس على الساحة الأمريكية والعالمية، إذ تثير سياسات إدارة ترامب الجديدة تجاه روسيا وأوكرانيا وغيرها من القضايا الدولية الكثير من المخاوف بين المراقبين والحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.