مع استمرار التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين، أبدى مسؤولون في باكستان والهند استعدادهما لوقف الهجمات لكنهم تمسكوا بإعلان كل طرف ذلك، فيما أعلنت الولايات المتحدة استعدادها للتوسط بينهما.
ويشهد البلدان منذ الأربعاء تبادلاً لإطلاق النار والقصف عبر الحدود، بالإضافة إلى إطلاق طائرات مُسيّرة وصواريخ في المجال الجوي لكل منهما، على خلفية مذبحة وقعت الشهر الماضي في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، والتي اتهمت نيودلهي إسلام آباد بالمسؤولية عنها.
ومن جهته، صرّح وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، اليوم السبت، بأن بلاده ستدرس خفض التصعيد شريطة أن توقف الهند هجماتها.
وجاءت تصريحات "دار" بعد إعلان مماثل من الهند على لسان القائدة العسكرية العقيد صوفيا قريشي، التي أكدت التزام بلادها بـ"عدم التصعيد" إذا ردت باكستان بالمثل.
ومع ذلك، حذر وزير الخارجية الباكستاني من أن أي ضربات جديدة من الهند "سيتبعها رد منا"، وأوضح في تصريحات لقناة "جيو نيوز" الباكستانية أنه نقل هذه الرسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال اتصال هاتفي بينهما، بعد أن تحدث الأخير مع الجانب الهندي.
وأضاف دار: "استجبنا لأن صبرنا نفد.. إذا توقفوا هنا، فسنفكر في التوقف أيضًا".
من جهتها، ذكرت الهند أنها استهدفت قواعد جوية باكستانية ردًا على إطلاق إسلام آباد عدة صواريخ عالية السرعة على البنية التحتية العسكرية والمدنية في ولاية البنجاب في وقت مبكر من اليوم.
وكانت باكستان أعلنت في وقت سابق عن اعتراضها لمعظم هذه الصواريخ، مشيرة إلى أن ضربات انتقامية على الهند جارية.
وفي السياق ذاته، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس بأن الوزير روبيو تحدث مع نظيره الهندي إس. جايشانكار، مؤكدًا على "حاجة كلا الجانبين إلى تحديد أساليب لتهدئة التوتر وإعادة التواصل المباشر لتجنب سوء التقدير"، عارضًا الدعم الأمريكي لتسهيل "المناقشة البناءة".
وخلال مؤتمر صحفي في نيودلهي، اتهمت القائدة الهندية العقيد صوفيا قريشي باكستان باستهداف مرافق صحية ومدارس في قواعدها الجوية الثلاث في الشطر الهندي من كشمير، مؤكدة أن "الرد على الإجراءات الباكستانية كان بالشكل المناسب".
كما صرحت قائدة الجناح الجوي فيوميكا سينج بأن الهند ملتزمة بـ"عدم التصعيد" شريطة أن ترد باكستان بالمثل، لكنها أشارت إلى رصد تحركات للقوات البرية الباكستانية نحو المناطق الأمامية، ما يوحي بنية هجومية لتصعيد الموقف.
وأكدت أن "القوات المسلحة الهندية تظل في حالة عالية من الجاهزية العملياتية"، وأنها نفذت "ضربات دقيقة فقط على أهداف عسكرية محددة ردًا على الإجراءات الباكستانية"، شملت البنية التحتية التقنية ومراكز القيادة والسيطرة ومواقع الرادار ومناطق تخزين الأسلحة، مع الحرص على "أدنى حد من الأضرار الجانبية"، مضيفة أن "كل الأعمال العدائية تم التصدي لها بشكل فعال والرد عليها بشكل مناسب".
وتركز معظم القتال أمس الجمعة في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير والولايات الهندية المجاورة، وأعلنت الهند عن إسقاط طائرات باكستانية مُسيّرة.
وفي أحدث التطورات، أعلنت باكستان عن شن عملية عسكرية على الهند في وقت مبكر اليوم، مستهدفة عدة قواعد، بينها موقع لتخزين الصواريخ في شمال الهند، في تصعيد وصف بأنه الأسوأ بين الجارتين منذ نحو ثلاثة عقود.
وجاء الهجوم الباكستاني بعد وقت قصير من إعلان إسلام آباد أن الهند أطلقت صواريخ على ثلاث قواعد جوية اليوم، إحداها قرب العاصمة الباكستانية، لكن الدفاعات الجوية الباكستانية اعترضت معظمها.
وتشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 48 شخصًا منذ الأربعاء على جانبي الحدود، إلا أن هذه الأرقام لم يتم التحقق منها بشكل مستقل.