الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الضغط على نتنياهو.. الإسرائيليون يأملون تدخل ترامب لوقف حرب غزة

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال خلال العدوان على غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما أعلنت حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو عن خطط لتكثيف هجومها على غزة، واستدعاء آلاف من جنود الاحتياط، يأمل العديد من الإسرائيليين، وخاصة كبار قادة جيش الاحتلال، أن يتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويفرض نوعا من الاتفاق بوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني، وإعادة المحتجزين.

وقال عاموس هاريل، المحلل الأمني ​​البارز في صحيفة "هآرتس" العبرية، إن ضغط الرئيس الأمريكي سيكون السبيل الوحيد لنتنياهو لمقاومة "الضغط السياسي الهائل للمضي قدمًا" في التصعيد، والوجود العسكري طويل الأمد في غزة الذي فرضه عليه الوزيران اليمينيان المتطرفان في حكومته، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش.

وأضاف هاريل في بودكاست هآرتس: "ما لم يقرر ترامب التدخل، فقد نواجه عملية عسكرية واسعة النطاق، وفي رأيي، ستكون كارثة".

وانتقد هاريل تراجع اهتمام الرئيس الأمريكي بالحرب على غزة، وقال: "من الواضح تمامًا أن ترامب أقل اهتماما من ذي قبل، ويتحدث أقل عن الصراع الفلسطيني، ربما لخوفه من الفشل هناك".

لكن مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي، كشفت أن " ترامب يشعر بخيبة أمل من نتنياهو وقرر المضي قدما بخطوات في الشرق الأوسط بدونه".

ووفقًا لصحيفة "إسرائيل هيوم"، فقد شهدت العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب تدهورًا ملحوظًا، وسط تبادل مشاعر الإحباط وخيبة الأمل. وأكدت المصادر للصحيفة أن ترامب لم يعد مستعدًا لانتظار خطوات من الجانب الإسرائيلي، وقرر التحرك بمفرده لضمان مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.

وفي الأيام الأخيرة، أعربت إدارة ترامب لإسرائيل عن اعتقادها بأنه ستكون هناك تطورات وتقدم في المفاوضات بشأن صفقة المحتجزين، قبل زيارة الرئيس الأمريكي الأسبوع المقبل إلى السعودية والإمارات وقطر، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر تحدثت إلى صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.

ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن الإنذار الموجه لحماس، بالموافقة على إطار مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يتضمن إطلاق سراح 10 محتجزين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 45 يومًا، قبل نهاية زيارة ترامب، لا يزال قائمًا.

ويعتزم ترامب زيارة الشرق الأوسط في جولة تشمل السعودية وقطر والإمارات، من المقرر أن تبدأ في 13 مايو الجاري، ولن تشمل إسرائيل.

وأفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، الأسبوع الماضي، بأن إسرائيل ستشن عملية برية جديدة في غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس بحلول عودة ترامب من زيارته إلى المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر أمني، أن حكومة نتنياهو عازمة على المضي قدمًا في الخطة العسكرية بغزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الخطة الإسرائيلية ليست مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل تتضمن أدوات ضغط دولية، وتحركات سياسية قبل زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة.

وحسب الصحيفة، فإن الخطة التي تحمل اسم "عربات جدعون"، تم تصميمها بشكل يقلل خطر المساس بالمحتجزين إلى أدنى حد ممكن، لكنها تظل معرّضة لتعقيدات ميدانية لا يمكن التنبؤ بها، إذ تهدف الحملة إلى تحقيق هدفين متوازيين هما الضغط على حماس والجهاد الإسلامي للموافقة على صفقة تبادل المحتجزين بشروط مقبولة إسرائيليًا، وتوجيه ضربة قاصمة للبنية التحتية العسكرية والتنظيمية لحماس، تمهيدا لترتيب "اليوم التالي" في القطاع.

الخطة تشمل تفكيك الحركة بالكامل، عبر نزع سلاحها، وشل قدرتها على السيطرة على مجموعات صغيرة قد تلجأ إلى حرب عصابات محلية ضد قوات جيش الاحتلال.

وبدأت هذه المرحلة فعليًا وستستمر لعشرة أيام إضافية على الأقل، حتى تنتهي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في 16 مايو، وربما تمتد بعدها، ويجري خلالها نقل سكان غزة المدنيين تدريجيا إلى مناطق رفح الفلسطينية التي باتت خالية تقريبا من السكان بعد حملة "تعقيم" واسعة النطاق.

وتشمل هذه المرحلة إنشاء مراكز لوجستية بإشراف شركة أمريكية، لتوزيع مساعدات إنسانية ومراقبة تحركات السكان، وستدخل المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، ثم يتم فحصها ومرافقتها من قِبل جيش الاحتلال إلى مناطق "آمنة".

كما سيقوم جيش الاحتلال بالتعاون مع "الشاباك" بإنشاء نقاط تفتيش ذكية تهدف إلى تصفية مرور عناصر حماس بين المدنيين، وتُستخدم في هذه النقاط تكنولوجيا متقدمة لكشف وتصفية عناصر حماس والجهاد.

وفي المرحلة الثانية، يبدأ جيش الاحتلال بإطلاق نار كثيف يستهدف مواقع حماس، يتزامن مع دعوات واسعة للمدنيين بمغادرة مناطقهم إلى الملاجئ الآمنة في رفح جنوب قطاع غزة، وتستهدف هذه المرحلة عزل المدنيين عن عناصر حماس، وممارسة ضغط شعبي على حماس لوقف القتال والقبول بصفقة المحتجزين.

كما تأمل إسرائيل بأن يقود الضغط النفسي والاقتصادي والإنساني، إلى دفع السكان الطوعيين للهجرة إلى دول ثالثة، في تطبيق فعلي لخطة ترامب لغزة، إذ تجري مفاوضات مع عدد من الدول لاستقبال الراغبين في المغادرة، وتوفير حوافز اقتصادية لجعل هذه الدول جاذبة للمهاجرين الغزيين.

وتتضمن المرحلة الثالثة اجتياحا تدريجيا لقطاعات محددة من غزة، في مسعى للسيطرة العسكرية الطويلة، وسيُستبدل الجنود النظاميون بوحدات احتياطية لحماية الجبهات الشمالية والشرقية، بينما تنزل القوات الأساسية إلى قطاع غزة. وتشمل هذه المرحلة استخدام استخباراتية دقيقة لتحديد أماكن وجود القيادات الميدانية لحماس، والاشتباك مع ما تبقى من مقاومة داخل الأحياء.

وأفادت "هآرتس" الأسبوع الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي حذّر حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، من أن توسيع الهجوم على غزة، كما وافقت عليه الحكومة الأمنية، قد يعرّض حياة المحتجزين المتبقين في القطاع للخطر. وأظهر استطلاع حديث للرأي، أن 84% من الإسرائيليين أن تحقيق النصر في غزة مستحيل دون عودة الـ 59 محتجزًا المتبقيين في القطاع.