الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في طريقها لأوكرانيا.. موسكو تسابق الزمن والخسائر بـ"دبابات" كوريا الشمالية

  • مشاركة :
post-title
دبابات كوريا الشمالية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

بدأت كوريا الشمالية، وفقًا لمؤشرات حديثة، تكثيف إنتاجها من الدبابات في خطوة جديدة ضمن سلسلة مساعداتها المتبادلة مع روسيا في حربها بأوكرانيا، وهو ما قد يمثّل نقلة نوعية في مستوى الدعم العسكري الذي تقدمه بيونج يانج لموسكو.

وذكر موقع "آسيا تايمز" أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون زار منشأة رئيسية لإنتاج الدبابات، وشدّد على ضرورة تحديث قواته المدرعة عبر تطوير دبابات ومدافع ذاتية الدفع محلية الصنع. 

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) بأن "كيم"، الذي كان برفقة كبار المسؤولين، أشاد بالتقدم في مجالات القوة النارية، وإخراج المحركات، والحرب الإلكترونية، وراحة الطاقم، معتبرًا ذلك مؤشرًا على اقتراب البلاد من إنتاج دبابات عالية الأداء على الطراز الكوري.

وخلال الزيارة، دعا "كيم" إلى إعادة التفكير استراتيجيًا في الحرب المدرعة، وإلى تطوير القدرة على الإنتاج واسع النطاق، واصفًا ذلك بأنه جوهري لتحقيق ما سماه بـ"الثورة الثانية في القوات المدرعة". وبينما لم تُكشف تفاصيل موقع المصنع، رجّح مشرع كوري جنوبي أن يكون في مدينة كوسونج بمقاطعة بيونجان الشمالية، وربما مرتبطًا بالنماذج التي عرضت في معرض عسكري عام 2023.

يأتي هذا التطور وسط تعميق التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا. فرغم تخلف الدبابات الكورية الشمالية عن نظيراتها الأمريكية والكورية الجنوبية من حيث القدرات، فإن بيونج يانج ترى في إنتاج الدبابات وسيلة محتملة لدعم روسيا، خاصة مع استنزاف الأخيرة لجزء كبير من قواتها المدرعة بعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال المكثف في أوكرانيا.

ووفقًا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، فقد جنت كوريا الشمالية نحو 20 مليار دولار من بيع الذخائر وتقديم الدعم الفني والبشري لروسيا. كما أشار تقرير لموقع "آسيا تايمز" إلى أن الدعم الروسي ربما ساهم في تسريع برامج كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية والغواصات النووية.

وبحسب الخبراء الذين تحدثوا لـ"آسيا تايمز"، فإن أهمية الدبابات الكورية الشمالية لا تكمن فقط في أدائها الميداني، بل في قدرتها على سد النقص الكمي في الترسانة الروسية. فقد خسرت روسيا نحو 3960 دبابة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، بحسب مجموعة "أوريكس" المتخصصة في المعلومات مفتوحة المصدر، بينما انخفض مخزونها من دبابات T-62 من نحو 1897 وحدة عام 2022 إلى 1082 وحدة فقط بحلول 2024، نصفها تقريبًا في حالة جيدة.

ويرى المحللون أن اعتماد روسيا على دبابات T-62، التي أنتجت في الحقبة السوفيتية، أصبح حلًا اضطراريًا لتعويض الخسائر السريعة في ساحة المعركة. ومع تراجع قدرة موسكو على إنتاج دبابات جديدة بمعدل لا يتجاوز 500-600 دبابة سنويًا، تبدو إمدادات كوريا الشمالية بمثابة وسيلة لكسب الوقت أكثر من كونها تغير موازين القوة.

وفي هذا السياق، أشار معهد روبرت لانسينج في تقرير حديث إلى أن إعادة بناء الترسانة الروسية إلى مستويات ما قبل الحرب قد يستغرق عقدًا كاملًا، ما يُزيد من أهمية أي دعم عسكري خارجي، حتى لو كان من طرازات قديمة.