الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تمويه لتصعيد جديد.. كوريا الشمالية "تزرع" منصات الصواريخ بقصور "كيم"

  • مشاركة :
post-title
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون يتابع إطلاق صواريخ باليستية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

كشفت صور أقمار صناعية حديثة أن كوريا الشمالية شرعت في بناء منصات إطلاق صواريخ جديدة مموّهة بالقرب من قصور عائلة الزعيم كيم جونج أون في العاصمة بيونج يانج، وهي مناطق سبق استخدامها في اختبارات صاروخية سابقة، ما يشير إلى احتمالية تصعيد جديد في أنشطة الاختبارات العسكرية خلال العام الجاري.

وتُظهر الصور التي حلّلها موقع NK Pro (منصة أبحاث في كوريا الشمالية) والملتقطة عبر أقمار شركة Planet Labs، قيام السلطات الكورية في أبريل الماضي ببناء مسارين دائريي الشكل ومنصات خرسانية على أنقاض قرى تم هدمها في منطقة سامسوك شرق بيونج يانج، بعد عملية إزالة تمت في ديسمبر الماضي. وتبلغ مساحة كل منصة نحو 3000 متر (50×60).

ولاحقًا، تم تغطية أجزاء من هذه الطرق والمنصات بالتراب، في محاولة لإخفاء معالمها، وهي أساليب سبق استخدامها من قبل كوريا الشمالية لتمويه مواقع مشابهة على شكل ملاعب جولف أو حدائق ضمن مجمع عسكري واسع يحيط بمساكن عائلة كيم.

كما رُصدت علامات احتراق على النصف الشمالي من إحدى المنصات بين 24 و26 أبريل، ما قد يشير إلى نشاط مرتبط بإطلاق صاروخي.

وأكد الباحث سام لير من مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي، أن صور الأشعة تحت الحمراء أظهرت بالفعل نشاط صب الخرسانة وآثار نباتات محترقة حول إحدى المنصات، لكنه أشار إلى صعوبة الجزم بسبب غياب صور عالية الدقة في التواريخ ذاتها، بحسب موقع "آسيان تايمز".

ولم تعلن كوريا الشمالية حتى الآن عن أي اختبار صاروخي من تلك المنطقة، كما لم تصدر كوريا الجنوبية - التي تتابع عادة اختبارات جارتها الشمالية في الوقت الفعلي - أي إنذار بهذا الشأن. ومع ذلك، لم تكن سيول في بعض الأحيان توثق بدقة تجارب صواريخ قصيرة المدى أو صواريخ كروز.

إلى الغرب من الموقع الجديد، رُصدت خنادق على شكل سداسي بقطر يبلغ نحو 50 مترًا، يُعتقد أنها أساسات لمبنى قيد الإنشاء، وقد تم تغطيتها بالخرسانة بحلول أول أمس (4 مايو).

وتتزامن هذه التحركات مع أعمال إنشائية جديدة في قصر على ضفاف نهر تايدونج يعتقد أنه تابع لعائلة كيم على حد قول موقع "آسيان تايمز"، حيث بدأت منذ منتصف مارس الماضي عملية ردم جزء من بركة مائية تمهيدًا لبناء هيكل جديد بجوارها. ولم تعرف التسمية الرسمية لهذا القصر، بينما يعرف القصر الشرقي المقابل له باسم "دار ضيافة جينداليه" بحسب أطلس 38 North الرقمي، وهي تسمية مستوحاة من زهرة الآزاليا التي ترتبط بالأسرة الحاكمة.

كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون حضر ستة اختبارات لصواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية أجريت في تلك المنطقة ما بين أبريل 2023 وأكتوبر 2024، تحديدًا في منصة إسمنتية مغطاة بالعشب أمام "دار ضيافة جينداليه".

كما شهدت المنطقة في أوائل 2024 عمليتي إطلاق لصواريخ من طراز MLRS متعددة القاذفات، أحدهما في وادٍ صغير تم تسوية أرضه وتجهيزه بطريقة مشابهة للمنصات الجديدة الجاري العمل بها حاليًا.

وإلى جانب هذه المواقع، كانت كوريا الشمالية جهّزت حديقة عشبية أخرى في اتجاه مجرى النهر استعدادًا لاختبار صاروخ فرط صوتي متوسط المدى في يناير الماضي، كما أنشأت مجمعًا آخر يشبه ملعب غولف في جنوب بيونج يانج أواخر العام الماضي.

تأتي هذه التحركات في إطار نمط متكرر من تمويه منصات الإطلاق وتوزيعها في مناطق قريبة من مواقع ذات طابع مدني أو ترفيهي، في محاولة واضحة لتفادي الرصد المسبق والتشويش على أجهزة المراقبة الدولية.