تحت شعار "زيد في الحس"، انطلقت مساء أمس، في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة التونسية، فعاليات الدورة الثامنة لـ"أيام قرطاج الموسيقية"، ليتجدد اللقاء بين الجمهور وكبار الفنانين، وكذلك المواهب التونسية الشابة، ويشارك بالدورة التي تستمر حتى 28 يناير الجاري، نحو 29 عرضًا موسيقيًا من 15 دولة، من بينها فرنسا وبلجيكا والكاميرون ومالي ومصر ولبنان والأردن وفلسطين والمغرب.
تكريمات
شهد الحفل الذي قدّمته الإعلامية زينب المالكي، وتناوبت على تقديم فقراته فرق موسيقية عصرية وكلاسيكية وصوفية، تكريم بعض الرموز الموسيقية التونسية، بينهم الفنان الراحل رضا ديكي الذي أعدت له هيئة المهرجان شريطًا قصيرًا يضم شهادات لبعض الأصدقاء ممن تعرفوا عليه عن قرب، ووقفوا على مميزات شخصيته الطريفة وحساسيته المفرطة ونضاله ضد الرداءة بكل معانيها.
كما عزفت مجموعة شبابية وغنّت له: "أنا عندي رانديفو"، و"أنا نغني على الحب"، و"ديكي ديكي" التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والغناء، وفي نهاية الحفل تسلم درع التكريم نجل شقيقته معز بن عبدالله.
كما كرّمت الدورة الثامنة الموسيقار المصري اللبناني سليم سحاب، والفنان التونسي فوزي الشكيلي، الذي غنّت له الفنانة عليا السلامي أغنية ذكرت أنها مثّلت أول صعود لها على المسرح، سنة 1987، عندما رافقها بالعزف على البيانو.
موعد بين الفنان والجمهور
من جانبها؛ ثمّنت درصاف حمداني مديرة الدورة، جهود كل القائمين على إعداد المهرجان الذي يلتقي فيه عدد من المشروعات الموسيقية مع الجمهور العريض، إذ قالت: "الأيام الموسيقية هي بالأساس اكتشافات وموعد مهم للجمهور مع فنانين يحبهم ويتمنى مواكبة عروضهم، هؤلاء الفنانين الذين كتبوا ولحّنوا واختاروا نهجًا موسيقيًا بديلًا، ولا تكتفي التظاهرة بتقديم عروضهم فقط، بل تمنحهم فرصة تبادل التجارب مع فنانين آخرين من بلدان مختلفة من خلال اللقاء بين الفنانين وبعضهم البعض وأيضًا بينهم وبين الجمهور وبين الفنان والمهني بكل اختصاصاته".
وأشارت إلى أن "أيام قرطاج الموسيقية" تسعى إلى تطوير الصناعة الموسيقية وتوسيع آفاقها وتخصص برنامجًا للقاءات والندوات والورش لطرح جُملة من المسائل في علاقة الموسيقى وصُنّاعها وكذلك بالفنان وحقوقه.
صوت حب الحياة ونبذ الكراهية
فيما أكدت حياة قطاط قرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية، أن أيام قرطاج الموسيقية بدأت تؤسس لمكانتها الخاصة في المشهد الثقافي، باعتبار الموسيقى لغة عالمية إنسانية يجتمع حولها كل شعوب المعمورة باختلاف جنسياتهم وثقافاتهم.
وشبّهت وزيرة الشؤون الثقافية، الأيام الموسيقية بحديقة الزهور الجميلة والمتنوعة، لكن الخيط الناظم لعقدها المتميّز هو صوت الفن والتميّز والخيال الخلاق، الذي يجعل صوت الفن يعلو في أفق الإبداع اللا متناهي، وهو ما يحيل على شعار الدورة "زيد في الحس" صوت حب الحياة ونبذ الكراهية والحقد الذي يؤسس لذائقة بديلة وجمالية جديدة ومتجددة.
وأشارت حياة قطاط إلى أن "أيام قرطاج الموسيقية" مناسبة تتيح للموسيقيين عرض خبراتهم وتبادل تجاربهم، من خلال الندوات والورش والسوق الفنية، إذ تجمع 29 عرضًا من 15 دولة ترسيخًا لمبدأ تبادل الثقافات وتلاقحها وتنوعها والهدف الأسمى هو الإنسان والارتقاء بفن متجذّر في جماليته عال في روحانيته، يتّجه إلى الأذن لينفد إلى الروح والعقل.
وسبق حفل الافتتاح انطلاق "ماركت أيام قرطاج الموسيقية"، وهو معرض للآلات الموسيقية المحلية والعالمية موجه للعاملين بالقطاع الموسيقي ومجال الصناعات الموسيقية، واستحدث هذا العام.