70 مهرجانًا سينمائيًا تقام سنويًا على أرض المغرب، تتنوع أفكارها وتخصصاتها، وسط مناداة الكثيرين من القائمين عليها بتوزيع عادل للدعم المقدم لها وفقًا لحجم كل مهرجان، وهو الدافع وراء اجتماع مديري هذه المهرجانات وتدشين اتحاد سينمائي جديد بالمغرب، يتولى رئاسته المخرج المغربي بن يونس البحكاني والذي يترأس أيضا مهرجان السعيدية السينمائي.
يؤكد البحكاني لموقع "القاهرة الإخبارية" أنه كان هناك إصرار من جانب مديري المهرجانات السينمائية في المغرب على إنشاء الاتحاد منذ مدة، إلى أن اتخذوا قرارًا في لقاء بمدينة طنجة بمناسبة الدورة 22 للمهرجان الوطني للفيلم في شهر سبتمبر الماضي، حيث تواجد أغلب مديري المهرجانات المغربية في هذا الحدث السينمائي.
ويضيف: "كان لقاؤنا بهدف أول اجتماع انبثقت عنه لجنة تحضيرية قامت بالعمل على مدار 3 أشهر للتحضير، للجمع التأسيسي الذي انعقد بالعاصمة المغربية الرباط وتم انتخاب المجلس التنفيذي الذي أتولى رئاسته".
الربط بين إقالة رئيس مركز السينما وتأسيس الاتحاد
تزامن تدشين الاتحاد الجديد مع إقالة رئيس مركز السينما المغربي، وعن حقيقة وجود رابط مشترك بين الواقعتين، يقول "بن يونس": "ليس هناك أي ارتباط بين إقالة رئيس المركز وتأسيس الاتحاد، ولا دخل لنا في الشؤون الإدارية للمركز السينمائي المغربي، والاتحاد شرع للتفكير والبحث عن السبل التي تساهم في تطوير المهرجانات ورقيها والدفع بها ليجد كل مهرجان مكانه اللائق في مدينته وولايته والجهة التي ينتمي إليها".
وتابع: "فكرة إنشاء الاتحاد بدأت منذ وقت ليس بالقصير فقد سبق لمديري المهرجانات السينمائية أن تحاوروا في الأمر بأكثر من مناسبة، أولًا لجمع الشمل في شكل اتحاد ينظم أهدافهم، وتمكن أبرز الأهداف في تشكيل قوة اقتراحية مع المعنيين بالمهرجانات السينمائية الذين أخذوا على عاتقهم مهام تنشيط الحركة السينمائية في المدن أو الأقاليم أو الجهات، للتفاوض مع المسؤولين عن القطاع السينمائي على الصعيد المركزي أو على مستوى الجهات وكذلك تنظيم أسلوب الاشتغال مع المهنيين أنفسهم، وتنسيق تيمات المهرجانات حتى لا يحدث تكرار، مع ضبط مواعيد وأجندات المهرجانات في تنشيط الفعل السينمائي طيلة أشهر السنة بمختلف مناطق المملكة".
يضيف "البحكاني: "نبحث عن سبل خلق شراكات قوية وتبادل الخبرات للارتقاء بالمهرجانات، وجعلها فرصة للتواصل والتثقيف والترفيه، وبحث سبل تطويرها وتنميتها مع المسؤولين عن القطاع، ويمكن طرح فكرة تطوير بعض المهرجانات لتصبح أقوى وأرقى، إضافة إلى السعي لإقناع المنتخبين والمجالس والفاعلين بغية احتضان المهرجانات السينمائية ومرافقتها ودعمها ماديًا ومعنويًا، كما نهدف إلى ترسيخ قيم التعايش والترويج لصورة المغرب سياحيًا".
القانون يكفل الدفاع عن المهرجانات
يعد الاتحاد هيئة مستقلة عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، وعن المركز السينمائي المغربي، وغير تابع لأي مؤسسة، حيث يتكون من مدراء المهرجانات السينمائية المغربية، ويقول عن مدى الصلاحيات المكفولة للاتحاد للتنسيق بين المهرجانات والمطالبة بتوزيع عادل للدعم: "القانون المدني المغربي يكفل لنا هذا الحق في الدفاع عن المهرجانات والحصول على دعم محترم، ونهدف إلى أن تراعي لجنة الدعم مستوى وجهود كل مهرجان".
أزمة الدعم
وعن إجمالي الدعم المقدم للمهرجانات، قال إن الإجمالي المالي للدعم تقدر قيمته بـ 2 مليار ونصف درهم مغربي، تتوزع حسب كل مهرجان، ولكن ليس بشكل عادل ولذلك أسسنا الاتحاد.
ويضيف: "الدعم يعيش أزمة، وعدد كبير من المهرجانات لا تستفيد جيدًا من الدعم وتكافح من أجل استمرارها، بينما هناك مهرجانات كبرى تعد على أصابع اليد هي التي تحظى بالدعم الأكبر".
وعن تشكيل لجنة الدعم التي تتولى توزيع الدعم العادل على المهرجانات الفنية، لضمان استحقاقاتها يقول: "لجنة الدعم يتم تعيينها كل سنتين ويعينها الوزير الوصي على القطاع باقتراح بعض أعضائها من مدير المركز السينمائي ونحن نرى أن الدعم الحالي في تراجع مستمر ودون طموحاتنا للنهوض بالسينما".
تطوير مهرجان السعيدية السينمائي
يطمح البحكاني في أن يحظى الاتحاد بثقة صناع السينما في المغرب؛ للنهوض بهذا القطاع ورفع مستوى المهرجانات السينمائية، ليكون لها إشعاع محلي وإقليمي ودولي، فضلًا عن تطوير مهرجان السعيدية السينمائي "سينما بلا حدود" حتى يعبر كل الحدود، وأن تصبح مدينة السعيدية المغربية قبلة للسياح والمثقفين والفنانين والإعلاميين من كل أقطاب العالم، موضحًا أن الدورة المقبلة من المهرجان ستقام في شهر أغسطس المقبل.