الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مفاجأة صادمة للعلماء.. قصة العودة المذهلة لـ"أرنب نادر" انقرض منذ 120 عاما

  • مشاركة :
post-title
أرنب في أحد الغابات

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بعد اختفائه عن الأنظار لأكثر من 120 عامًا، اعتبره خلالها العلماء منقرضًا، عاد الأرنب القطني النادر إلى الحياة فجأة، في واحدة من الأمور التي وصفها العلماء بأنها أمر لا يصدق على الإطلاق، وكشف الفريق البحثي عن التفاصيل المثيرة التي قادتهم إلى ذلك الاكتشاف.

ويرجع آخر توثيق رسمي تم تسجيله لـ"أرنب أوميلتيمي القطني"، إلى عام 1904، وبحسب موقع earth، لم يتم رصده مجددًا خلال القرن الماضي، مما جعل العلماء يعتقدون أن الأرنب القطني قد انقرض تمامًا، ولم يعد له وجود على كوكب الأرض نهائيًا، إلى أن ظهرت المعجزة في أمريكا الجنوبية.

الغابات الوعرة

كان السكان المحليون في جنوب غرب المكسيك، يعتمدون على الصيد في الغابات الوعرة في جبال سييرا مادري ديل سور، وهي سلسلة جبلية شهيرة، ولعقود من الزمن كانوا يتحدثون عن وجود أرنب ذي ذيل داكن غريب، يتطابق مع مواصفات الأرنب القطني، إلا أن العلماء طوال تلك الفترة كانوا يعتبرون ذلك مجرد خلط بينه وبين أرنب آخر.

افترض العلماء أن المشاهدات تتعلق بأنواع أرنب أكثر انتشارًا، وبدون صور واضحة أو عينات حديثة لم يتمكن أحد من تأكيد بقاء الأرنب النادر حتى الأن، ولكن في نهاية المطاف أحضر الصيادون معهم في إحدى المرات جثث طازجة لذلك الأرنب عقب اصطياده، ما شكّل صدمة للعملاء وأعادوا تقييم افتراضاتهم.

السياسة والتمويل

هنا اكتشف العلماء أن غياب أرنب أوميلتيمي القطني الطويل لم يكن راجعًا بالكامل إلى ندرته، بل تبين أن نطاق انتشاره كان فقط محدودًا للغاية، واقتصر على ما يعرف بالغابات السحابية في السلاسل الجبلية تحديدًا، وبالنسبة للعلماء لم تكن تلك الأماكن العالية في مرمى اهتماماتهم.

الأرنب القطني النادر

ويرجع ذلك إلى صعوبة الوصول إلى تلك الغابات بسبب الطبيعة الوعرة والتضاريس الصعبة التي جعلت المنطقة من أقل مناطق التنوع البيولوجي دراسةً في المكسيك، بجانب عدم الاستقرار السياسي ومحدودية التمويل، لذلك لم تكن تلك المناطق ذات أولوية عالية عند إجرائهم المسوحات العلمية.

رحلة استكشافية

وما زاد الطين بلة، أن الاختلافات الجسدية الدقيقة بين أرنب أوميلتيمي والأنواع الشائعة الأخرى أدت إلى سنوات من سوء التحديد، إلى أن ظهرت الأدلة الجديدة التي بددت الشكوك والخلط، ولمدة 5 سنوات كاملة قاد عالم البيئة خوسيه ألبرتو ألمازان كاتالان، رئيس معهد الإدارة والحفاظ على التنوع البيولوجي رحلة استكشافية بهدف العثور على الأرنب المفقود.

وخلال تلك الفترة قام العلماء بوضع مصائد الكاميرات في غابات صنوبرية مختارة بعناية، وهي أجهزة تفعل بالحركة وتسجل صورًا عند مرور الحيوانات بجانبها أو بالقرب منها، وفي الأخير تكللت الجهود باكتشاف الأرنب بين أشجار الصنوبر والتنوب في المرتفعات.

دور حاسم

استطاع العلماء التقاط صورًا لا لبث فيها لأرنب أوميلتيمي، وأكد عالم البيئة أنه اتضح لهم أن الأرنب القطني يفتقر إلى الذيل الأبيض الرقيق الذي يربطه الكثيرون بالأرانب، ويمتلك ذيلًا قصيرا أسودًا وبنيته متماسكة وهي الأمور التي ميزته بوضوح عن الأنواع الأخرى في المنطقة.

ويعتقد الخبراء أن وعي المجتمع سيلعب دورًا حاسمًا في منع تكرار اختفاء هذه الأرانب، وستساعد الإرشادات الواضحة والبحوث المستمرة في ضمان بقاء هذه الأرانب النادرة على الخريطة، مشددين على أن حمايته تتجاوز فكرة الحفاظ على نوع نادر إلى الحفاظ على الشبكة البيئية الكاملة في الغابات السحابية والمرتفعات البعيدة، من خلال الحفاظ على توازن العلاقات بين المفترس والفريسة وجودة التربة.