الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"بوتين توقف".. ماذا يحمل تهديد ترامب للرئيس الروسي؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في تصعيد عسكري هو الأعنف منذ قرابة عام، شنّت روسيا فجر أمس الخميس هجومًا واسع النطاق على العاصمة الأوكرانية كييف، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة 90 آخرين، وفقًا للسلطات المحلية.

الهجوم الذي وصفه مراقبون بأنه الأعنف منذ صيف العام الماضي، تسبب في أضرار مدمرة، ودفع آلاف المدنيين إلى الاختباء في محطات المترو، بينما ارتفعت سحب الدخان فوق المدينة.

ترامب يوبخ بوتين

وفي تطور لافت، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صمته وانتقد الهجوم الروسي، موجّهًا توبيخًا نادرًا لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، رغم موقفه المؤيد سابقًا للكرملين، ما أثار تساؤلات حول مواقف إدارة ترامب الجديدة من الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي خضمّ التصعيد، كتب ترامب منشورًا نادرًا على منصته "تروث سوشيال"، قال فيه مخاطبًا بوتين: "فلاديمير، توقف"، واصفًا الضربات الروسية بأنها "غير ضرورية، وتوقيتها سيء للغاية".

الموقف المفاجئ لترامب جاء بعد ساعات فقط من مهاجمته نظيره الأوكراني فولودمير زيلينسكي، ودعوته أوكرانيا لقبول خطة سلام أمريكية مثيرة للجدل، تُبقي على المكاسب الروسية وتقدم لكييف وعودًا غامضة بشأن أمنها المستقبلي.

هجوم مكثف

وبدأ الهجوم الروسي في وقت مبكر من صباح الخميس، واستهدفت الصواريخ والطائرات المسيّرة العاصمة الأوكرانية بشكل مكثف، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، ووصف المسؤولون المحليون المشهد بأنه كارثي، إذ أصاب أحد الصواريخ مبنى سكنيًا من طابقين يضم 12 شقة، بينما تهدمت نوافذ مبانٍ مجاورة وتضررت عشرات المرافق المدنية، وفق صحيفة "كييف إندبندنت".

ولجأ أكثر من 16 ألف شخص إلى محطات المترو للاحتماء، فيما لم يُرصد أي هدف عسكري بالقرب من مواقع الانفجارات، ما يعزز الاتهامات الموجهة لموسكو.

70 صاروخًا و150 مُسيّرة

الرئيس الأوكراني في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أن روسيا أطلقت ما يقرب من 70 صاروخًا، من بينها صواريخ باليستية، إلى جانب 150 طائرة بدون طيار هجومية (مُسيرة) استهدفت مدنًا عدة، لكن كييف كانت الهدف الأبرز.

وأشار إلى أن الهجوم استُخدِم كغطاء لاستهداف 150 موقعًا على خطوط المواجهة، واصفًا الوضع بـ"الأشد" في منطقة بوكروفسك، أحد أهم المراكز اللوجستية للجيش الأوكراني في شرق البلاد.

وكان زيلينسكي قد تحدث في مؤتمر صحفي من جنوب إفريقيا، التي يزورها ضمن رئاسة بلاده لمجموعة العشرين، وأكد أنه لا يرى أي مؤشرات على خضوع روسيا لضغوط لوقف القتال، وأضاف: "تعرضنا للهجوم، واحتُللنا، ودُفن العديد من الأطفال والبالغين أحياءً، هذه صفقة كبيرة ونحن مستعدون للتفاوض، لكن ليس مع الإرهابيين".

الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، الذي حضر المؤتمر الصحفي، شدد على ضرورة الحوار والدبلوماسية، داعيًا لاحترام ميثاق الأمم المتحدة، ومؤكدًا رفضه لأي شروط مسبقة في مفاوضات السلام.

غموض أمريكي

منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، شهدت السياسة الأمريكية تجاه الحرب الأوكرانية تحوّلات كبيرة، وخفّضت واشنطن مستوى تمثيلها في مفاوضات السلام الجارية بلندن، بل وهددت بالانسحاب منها بالكامل.

وفي تصريحات أدلى بها لاحقًا من المكتب البيضاوي، أكد ترامب أنه لا ينحاز لأي من طرفي النزاع، لكنه يريد "وقف الحرب وإنقاذ الأرواح"، مشيرًا إلى أن روسيا قدّمت ما وصفه بـ"تنازل كبير" يتمثل في وقف محاولات السيطرة على كامل أوكرانيا.

وعندما سُئل عن مضمون هذه التنازلات، أجاب: "التوقف عن السيطرة على البلاد بأكملها".

هدنة عيد الفصح

أشار زيلينسكي إلى أن بلاده وافقت في مارس الماضي على وقف لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، بناءً على اقتراح أمريكي، لكن بوتين رفض، واكتفى بإعلان هدنة قصيرة خلال عيد الفصح، وُصفت بأنها أقرب إلى حملة علاقات عامة منها إلى وقف فعلي للأعمال العدائية.

وبالفعل، استُؤنفت الضربات بعد أقل من يومين، فيما بدا أن موسكو تحاول استخدام التصعيد العسكري كورقة ضغط في المفاوضات الجارية.

وحسب "نيويورك تايمز" الأمريكية، تؤكد السلطات الأوكرانية أن موسكو صعّدت هجماتها على المدنيين تزامنًا مع بدء مفاوضات السلام، مستغلةً الوضع للتأثير على الموقف الأمريكي والأوروبي.

كما جاء الهجوم على كييف بعد أقل من عام على قصف مستشفى للأطفال في العاصمة، الذي أودى بحياة أكثر من 20 شخصًا، في واحدة من أسوأ موجات العنف السابقة.

كما طالت هجمات روسية مدينتي سومي وكريفي ريه، مخلفةً خسائر بشرية فادحة، ما يطرح تساؤلات حول نوايا الكرملين الحقيقية في أي تسوية سلمية.