الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ذروة التحدي.. سجين السلفادور سلاح الديمقراطيين في وجه مخالفات الجمهوريين

  • مشاركة :
post-title
نزلاء في سجن السلفادور - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في وقتٍ تتزايد فيه التوترات السياسية بين الحزبين الأمريكيين حول ملف الهجرة وحقوق المهاجرين، أقدم أربعة نواب ديمقراطيين على تحدي قرارًا جمهوريًا بمنع الزيارات الرسمية إلى السلفادور، متوجهين إلى هناك للدفاع عن مهاجر أمريكي تم ترحيله خلافًا لأوامر قضائية، وهي زيارة، لم تموّل من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وتعكس اشتداد الخلافات حول مدى شرعية تصرفات إدارة ترامب.

زيارة رغم الرفض الرسمي

رغم رفض الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي السماح بتنظيم وفود رسمية من الكونجرس إلى السلفادور، قرر أربعة نواب ديمقراطيين السفر إلى الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى بمبادرة شخصية، بحسب ما أفاد به موقع "أكسيوس" الأمريكي، هذه الخطوة تمثل تحديًا مباشرًا للقيود التي فرضها الجمهوريون على الزيارات الخارجية ذات الطابع السياسي.

وأوضح مكتب النواب الديمقراطيين أن هدف الزيارة يتمثل في لقاء مسؤولين في السفارة الأمريكية في سان سلفادور للدفاع عن إطلاق سراح كيلمار أرماندو أبريجو جارسيا، إضافة إلى تلقي إحاطات سرية حول قضيته، و"أبريجو جارسيا، وهو مقيم في ولاية ماريلاند، تم ترحيله بشكل خاطئ إلى السلفادور رغم صدور أمر قضائي بمنع ترحيله".

كانت المحكمة العليا الأمريكية أصدرت قرارًا بإعادة أبريجو جارسيا إلى الولايات المتحدة، لكن كلًا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس السلفادور نايب بوكيلي تجاهلا الأمر القضائي، ما زاد من تعقيد القضية.

واحتُجز جارسيا في البداية في أحد أكثر السجون شهرة في البلاد، وهو مركز مكافحة الإرهاب، إلا أن السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين أشار عقب لقائه به إلى أنه تم نقله إلى مركز احتجاز آخر أقل حدة.

تفاصيل الزيارة وأهدافها

وصل النواب الأربعة الديمقراطيين روبرت جارسيا، وماكسويل فروست، وياسمين أنصاري، وماكسين دكستر، إلى العاصمة السلفادورية سان سلفادور صباح اليوم الاثنين، وفقًا لما أعلنت مكاتبهم.

وكان النائبان "جارسيا" و"فروست" قد قدّما طلبًا رسميًا لرئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب الجمهوري جيمس كومر للسفر إلى السلفادور، غير أن طلبهما قوبل بالرفض الصريح، وردّ كومر قائلًا: "إذا كنتما ترغبان في مقابلته، يمكنكما إنفاق أموالكما الخاصة، لكنني لن أوافق على استخدام سنت واحد من أموال دافعي الضرائب في الرحلة التي طلبتماها".

وأكد مكتب النواب الديمقراطيين الأربعة في بيان مشترك أن الرحلة لم يتم تمويلها من الأموال العامة، في محاولة لتجاوز العرقلة الجمهورية.

النائب الأمريكي روبرت جارسيا
مقاومة ضد سياسات الترحيل

أصبحت قضية أبريجو جارسيا رمزًا لصراع سياسي أوسع بين الديمقراطيين والجمهوريين حول سياسات الترحيل، خاصة تلك التي نُفّذت في عهد إدارة ترامب، ويرى الديمقراطيون في ترحيله تجاوزًا فاضحًا للسلطة التنفيذية وتحديًا صريحًا للأوامر القضائية.

ويشير البيان المشترك إلى أن هذه الرحلة جاءت "لتذكير الشعب الأمريكي بأن اختطاف المهاجرين وترحيلهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة ليس الطريقة التي نمارس بها العدالة في أمريكا" كما قال النائب روبرت جارسيا.

اتهامات جمهورية

من جانبهم، رد الجمهوريون والبيت الأبيض على هذه الجهود مؤكدين أن أبريجو جارسيا عضو في عصابة MS-13، في محاولة لتبرير ترحيله وتجاهل أوامر القضاء، هذا الاتهام أثار جدلًا داخليًا حتى بين الديمقراطيين، حيث أبدى بعضهم حساسية تجاه هذه الهجمات الجمهورية التي قد تؤثر على صورة الحزب في ملف الأمن والهجرة.

رغم ذلك، أكد النواب الديمقراطيون أن جهودهم لا تقتصر على أبريجو جارسيا فقط، بل تشمل الدفاع عن مهاجرين آخرين محتجزين دون محاكمة عادلة أو اتباع للإجراءات القانونية الواجبة.

تمثل هذه الرحلة رسالة سياسية واضحة مفادها أن بعض النواب الديمقراطيين لن يترددوا في اتخاذ خطوات فردية للدفاع عن العدالة وحقوق المهاجرين، حتى إن جاءت خارج القنوات الرسمية أو على خلاف مع إدارة الكونجرس، ويبدو أن هذه القضية ستظل محورًا للخلاف السياسي بين الحزبين في واشنطن، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات وتزايد التوتر حول سياسات الهجرة.