أطلق مجموعة من الشباب، ممن وصفوا بالجيل الجديد في الحزب الديمقراطي الأمريكي، حملات تمهيدية بملايين الدولارات، لإقصاء كبار التشريعيين في الكونجرس، وإطلاق دعوات تحت شعار "اختلاف الأجيال" لتنحية من قالوا عنهم "أصحاب المليارات الذين ولدوا قبل الهبوط على القمر "، ومنفصلين عن الواقع تمامًا.
وبعد الأشهر الثلاثة الأولى، من تولي دونالد ترامب منصبه، تصاعد الغضب الداخلي في الحزب ضد رد فعل القيادات الديمقراطية تجاه قرارت ترامب التي تأتي ضمن أجندته المعروفة بـ"أمريكا أولًا"، ووفقا لصحيفة "ذا هيل"، بلغ الأمر ذروته بعد ما وصفوه بالتنازل الديمقراطي بقيادة الشهير تشاك شومر زعيم الأغلبية في الشيوخ الأمريكي وآخرين تجاه الجمهوريين في قانون الميزانية.
نسب تأييد ضعيفة
وفي الوقت الذي يسعى فيه الحزب الديمقراطي إلى رسم مساره للاتجاه نحو انتخابات التجديد النصفى لعام 2026، بعد الانتكاسات الكبيرة في انتخابات 2024، التي أفقدتهم الرئاسة والكونجرس بمجلسيه، وإيجاد طريقة لمقاومة الجمهوريين والتصدي لهم، تزايدت الدعوات إلى التغيير الجيلي -على حد وصف الصحيفة- وبدأت شخصيات شابة في الظهور.
وفقا لاستطلاع رأي أجرته شبكة "سي إن إن"، فإن الديمقراطيين سجّلوا نسب تأييد ضعيفة بشكل عام حيث لم تتجاوز نسبة من ينظرون بإيجابية للحزب من الناخبين دون سن 35 عامًا سوى 30% فقط، وهو ما أدى إلى حالة من الإحباط من الوضع الراهن، التي أدت بدورها إلى تأجيج منافسين أصغر سنًا لخوض الانتخابات التمهيدية وتحدي المشرعين الكبار.
الاختلاف الجيلي
كانت السياسية الديمقراطية المخضرمة نانسي بيلوسي واحدة من الضحايا الذين وقعت عليهم عيون الشباب الصغار، التي تواجه تحديًا أمام الديمقراطي الشاب سايكات تشاكرابورتي، الذي أكد في حملته احترامه لمسيراتها، لكنه يرى أن أمريكا الآن مختلفة تمامًا عن التي عرفتها بيلوسي قبل 45 عامًا.
المشرع الديمقراطي براد شيرمان، يواجه تحديًا مماثلًا أمام نائبه السابق الشاب جيك راكوف، الذي أطلق حملته تحت شعار الاختلاف الجيلي والعلمي عن رئيسه السابق، مشددًا على الفوز بمجلس النواب وقلب الموازين في مجلس الشيوخ، لكن أولًا لابد من تغيير طريقة الحزب، وهو ما سيفعلوه في انتخابات 2026.
ولدوا قبل هبوط القمر
وفي ولاية إلينوي، بدأت المؤثرة الديمقراطية في وسائل التواصل الاجتماعي "كات أبو غزالة" البالغة من العمر 26 عامًا، تحديها للنائبة جان شاكوسكي الديمقراطية الكبيرة في السن، من خلال التأكيد على قولها أن نصف أعضاء الكونجرس الديمقراطيين هم من أصحاب الملايين والنصف الآخر "أشخاص ولدوا قبل الهبوط على سطح القمر".
أيضًا تستعد النائبة الشابة الديمقراطية ألكساندريا كورتيز، التي تلعب دورًا محوريًا في حشد قواعد الحزب في التجمعات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، لمواجهة المشرع الشهير تشاك شومر، وهو ما أثار تكهنات، وفقًا للصحيفة، باحتمالية خوض معركة شرسة تمهيدية بينهم على مقعد مجلس الشيوخ.
جيل زد وفقدان التواصل
وأبدى جيل زد في الحزب الديمقراطي معاناته من عدم تمثيلهم تمثيلًا كافيًا في المناصب العامة في جميع أنحاء البلاد، ويواجهون عوائق مالية أشد وطأة من نظرائهم من الأجيال الأكبر سنًا، وهو ما دفع أشهرهم ديفيد هوج نائب رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، إلى إطلاق حملة "قادة نستحق".
وتهدف الحملة التي تم إطلاقها بقيمة 20 مليون دولار، للبحث عن شباب الديمقراطيين الذين يترشحون لمناصب عامة، وإغراق حملاتهم بالأموال، وتقديم المشورة الاستراتيجية، وتوفير فريق من المتطوعين والعمل مع المرشحين لبناء منصة فائزة، ضد الديمقراطيين في الكونجرس ممن يشغلون مقاعد مضمونة منذ فترة طويلة.
ويرى عدد من المرشحين الديمقراطيين الشباب أن المشكلة الأكبر هي قلة التجارب الحياتية المختلفة في الكونجرس وفقدان التواصل، حيث يبلغ متوسط أعمار أعضاء الكونجرس 58 عامًا، بينما يبلغ متوسط أعمار الأمريكيين 38 عامًا، ولا ينفقون معظم رواتبهم على الإيجار و يمتلكون منازل ولا يحتاجون إلى التأمين الصحي.