تفاعلت وسائل الإعلام الإيرانية بقوة مع جولات المفاوضات النووية الأخيرة بين طهران وواشنطن، واعتبرتها مؤشرًا على أن "الجمهورية الإسلامية" باتت في موقع قوة يُجبر الولايات المتحدة على العودة إلى طاولة التفاوض. وبينما من المنتظر أن تُستأنف المحادثات غير المباشرة بين الطرفين في سلطنة عمان خلال الأيام المقبلة، فإن الخطاب الإعلامي الإيراني، يُظهر ثقة متزايدة في موقع إيران الإقليمي والدبلوماسي.
أمريكا ترضخ
"قوة إيران العسكرية أجبرت أمريكا على التفاوض".. بهذا العنوان تصدّرت صحيفة "كيهان" المحافظة، المعروفة بعدائها التاريخي لأي تسوية مع الولايات المتحدة، تغطيتها لنتائج جولة المفاوضات التي جرت أخيرًا في روما. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها: "الأمريكيون هم من يحتاجون إلينا الآن، والمفاوضات معنا تضيف لهم شرعية افتقدوها في المنطقة".
ورغم التقدم المعلن، لم تخفِ الصحيفة هجومها على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفة إياه بـ"المضطرب نفسيًا" و"غير الموثوق"، مؤكدة أن طهران لا تزال متمسكة بعدم التواصل المباشر مع واشنطن، وأن المفاوضات تجري عبر وسطاء فقط.
ارتياح اقتصادي محلي
وفيما كانت المحادثات النووية مستمرة، أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" بأن سوق الأسهم الإيرانية شهدت "ارتفاعًا تاريخيًا" أمس السبت، بالتوازي مع تحسن قيمة الريال الإيراني في السوق السوداء، إذ وصل سعر الدولار لنحو 830 ألف ريال، بعد أن كان قد تجاوز المليون قبل بدء المفاوضات.
تفاؤل حذر
أما الصحف الإصلاحية، مثل "هممیهن" و"شرق"، فقد أبدت ترحيبًا حذرًا بالتطورات، لكنها رفضت في الوقت ذاته فكرة المفاوضات المباشرة في هذه المرحلة. "هممیهن" اعتبرت أن التفاوض المباشر "غير منطقي ولا ممكن حاليًا"، بينما رأت "شرق" أن ما يجري يُظهر "فرصًا جديدة لفهم مطالب الطرف الآخر بشكل تدريجي"، لكنها أكدت في الوقت ذاته على أن هناك "خطوطًا حمراء واضحة" لا يمكن لإيران تجاوزها، وعلى رأسها التخلي الكامل عن برنامجها النووي أو صواريخها الباليستية.
ومن المقرر أن تُعقد محادثات فنية جديدة في سلطنة عُمان الأربعاء المقبل بين خبراء من الجانبين، يليها لقاء رفيع المستوى يوم السبت بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.