الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مؤشرات إيجابية بشأن سير المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

اختتمت الولايات المتحدة وإيران، اليوم السبت، الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، التي جرت في العاصمة الإيطالية روما في "أجواء بنّاءة"، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

ومن المقرر أن تنعقد جولة جديدة من المحادثات في 26 أبريل الجاري في سلطنة عُمان، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والذي أشار أيضًا إلى أن "المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء".

وبدأت جولة المحادثات بين الوفد الإيراني برئاسة عراقجي والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وفريقه بوساطة سلطنة عمان، بحسب التلفزيون الايراني الرسمي ومسؤول أمريكي نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية، ووصف الجانبان الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوع في مسقط بـ"البنّاءة" أيضًا.

وجرت جولة المفاوضات الأخيرة في مقر إقامة سفير عُمان، الذي ترعى بلاده هذه المحادثات، وفق ما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للتلفزيون الايراني الرسمي، الذي أشار إلى أن النقاشات استمرت لمدة أربع ساعات، وعرض لقطات للوفد وهو يغادر مكان انعقاد المحادثات.

وقالت وكالة "تسنيم" ومراسلة التلفزيون الإيراني إن "أجواء المناقشات كانت بنّاءة"، بينما أوضح بقائي أن "الوفدين موجودان في غرفتين منفصلتين، ويقوم الوزير العماني بنقل الرسائل بينهما".

مفاوضات رفيعة

يُعّد اجتماع روما هو الثاني رفيع المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحاديًا عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وبعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أعاد ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها خلال ولايته الرئاسية الأولى حيال طهران التي انقطعت علاقتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 1980، بعد وقت قصير على الثورة الإسلامية في إيران.

وفي مارس المنقضي، دعا ترامب الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على اتفاق جديد، وهدّد بقصف إيران إذا فشلت التسوية الدبلوماسية، لكنه عاد ليقول الخميس: "لست في عجلة من أمري" للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفًا "أعتقد أن إيران ترغب في الحوار".

وعشية هذه المحادثات، أعرب "عراقجي" عن "شكوك جدية بشأن نوايا الجانب الأمريكي ودوافعه"، لكنه أكد "مشاركته في مفاوضات السبت على أي حال".

وعلى "إكس"، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "ندرك أن الطريق لا يخلو من العقبات" قبل التوصل إلى اتفاق".

النووي الإيراني

تشتبه بلدان غربية، تتقدمها الولايات المتحدة، إضافة إلى إسرائيل -العدو الإقليمي لطهران- في أن الأخيرة تسعى إلى التزوّد بالسلاح النووي، وهو ما تنفيه إيران، وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، الأربعاء الماضي، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي إن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قنبلة نووية.

ودفع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأمريكية، طهران إلى الابتعاد تدريجيًا عن النص.

وتخصّب إيران حاليًا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3,67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.

وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، الدول الأوروبية على اتخاذ "قرار مهم" بشأن ما إذا كانت ستفعّل "آلية الزناد" التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيًا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.

وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة نفوذها الإقليمي وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية، بما يشمل الأغراض المدنية "خطوطا حمراء" بالنسبة للغرب، وفق الوكالة الفرنسية.

وأكدت إسرائيل، أمس الجمعة، التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها "مسار تحرك واضح" لمنع ذلك.

وحذّر عراقجي، أمس، من "تقديم مطالب غير معقولة وغير واقعية" بعدما دعا ويتكوف في مطلع الأسبوع إلى تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني بما فيه الشق المدني.

كان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ البالستية الذي يثير مخاوف في العالم.