بعد أربع ساعات مشحونة لكنها شهدت "أجواء بنّاءة"، بحسب وسائل إعلام إيرانية، اختتمت الجولة الثانية من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في روما، اليوم السبت، حيث ترأس الوفدين مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وجرت المحادثات في وقت لا يزال فيه النقاش محتدمًا داخل إدارة ترامب، وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، حول ما إذا كانت الدبلوماسية أو الضربات العسكرية هي الأكثر احتمالًا لمنع طهران من الحصول على قنبلة، كما يشير تقرير لموقع "أكسيوس".
ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الحالي "يعمل ترامب على كبح جماح الصقور، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويركّز على التوصل إلى اتفاق".
كان الرئيس الأمريكي، أمس الجمعة، ذكر للصحفيين في المكتب البيضاوي: "أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة ورائعة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".
وأضاف: "إذا امتلكوا سلاحًا نوويًا، فستكونون جميعًا في غاية التعاسة لأن حياتكم ستكون في خطر كبير".
المرحلة التالية
في حين ركّزت الجولة الأولى التي عُقدت في سلطنة عُمان الأسبوع الماضي، على تحديد لهجة وشكل المحادثات، قال مسؤولون أمريكيون إن هدفهم في الجولة الثانية هو التوصل إلى إطار لكيفية المضي قدمًا في المفاوضات.
وأصدر الوسطاء العُمانيون بيانًا بعد المحادثات قالوا فيه إن الأطراف "اتفقت على الدخول في المرحلة التالية" من المفاوضات بهدف التوصل إلى "اتفاق عادل ودائم وملزم يضمن إخلاء إيران بالكامل من الأسلحة النووية والعقوبات، والحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن "المحادثات غير المباشرة المفيدة" التي عقدت اليوم سوف تتبعها "محادثات فنية" في الأيام المقبلة، وجولة أخرى من المحادثات على مستوى أعلى يوم السبت المقبل.
وحسب ما ذكر التقرير، بدأت المحادثات قبل وقت قصير من الظهر (بالتوقيت المحلي) في مقر إقامة السفير العماني في الحي الدبلوماسي الهادئ في روما. هناك، تجمع عشرات الصحفيين في الشارع الضيق أمام المجمع الدبلوماسي العماني.
ووصل "عراقجي" أولًا بعد تنقل قصير بالسيارة من السفارة الإيرانية -التي تقع على بُعد 300 قدم من نهاية الشارع- وبعد 30 دقيقة، جاء موكب ويتكوف الذي فشل في الوصول إلى المدخل -المزدحم بالإعلام- واضطر إلى الرجوع للخلف والعودة إلى الشارع الضيق.
اجتماعات أخرى
بينما يشارك في المحادثات وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بصفته الوسيط الرئيسي، كانت الولايات المتحدة قد طلبت تغيير مكان انعقاد الاجتماع جزئيًا، بسبب وقت السفر الطويل بين واشنطن ومسقط "لكن الإيرانيين أرادوا أن تظل عُمان -إحدى الدول القليلة التي تتمتع بعلاقات ودية مع الجانبين- وسيطًا".
وحسبما ذكر "أكسيوس"، سافر "ويتكوف" إلى روما بعد اجتماع غير معلن عنه في باريس، أمس الجمعة، مع مسؤولين إسرائيليين كبيرين، حيث "تسلل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد بارنيا، إلى باريس لحضور اجتماع غير رسمي في محاولة للتأثير على الموقف الأمريكي قبل المحادثات".
كما التقى المبعوث الأمريكي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبيل بدء المحادثات. وفي الوقت نفسه، نقل التقرير عن مصدر -لم يوضحه- أن ديرمر موجودٌ الآن في روما، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيلتقي ويتكوف لمناقشة تطورات محادثات السبت.
لا استسلام
بينما قال مسؤولون أمريكيون قبل اجتماع السبت، إن هدفهم هو التوصل إلى اتفاق يتضمن القضاء على برنامج اليورانيوم الإيراني، لكن الإيرانيين أوضحوا أن هذا "يتجاوز الخط الأحمر".
من جانبه، أشار علي شمخاني، المستشار البارز للمرشد الأعلى الإيراني، إلى مبادئ إيران للاتفاق النووي، وذلك عبر منشور على "إكس".
وأكد "شمخاني" أن المفاوضين الإيرانيين لديهم "السلطة الكاملة" للتوصل إلى اتفاق قائم على "الجدية والتوازن"، لكن مثل هذا الاتفاق يجب أن يتضمن ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب منه مرة أخرى، كما فعل ترامب في عام 2018.
وبينما حثَّ نتنياهو الولايات المتحدة على قبول اتفاق فقط، أكد مستشار المرشد الإيراني أن أي اتفاق يجب أن يشمل رفع العقوبات المفروضة على إيران، ولن يشمل إطلاقًا التفكيك الكامل للبنية التحتية النووية الإيرانية.
وأضاف أنه خلال المحادثات، يجب على الولايات المتحدة احتواء إسرائيل والتوقف عن التهديد بمهاجمة إيران.
وختم قائلًا: "إيران جاءت من أجل اتفاق متوازن، لا من أجل الاستسلام".