عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول اجتماع له مع سياسيين مواليين للأكراد، لأول مرة منذ 13 عامًا، في محاولات لإنهاء الأزمة الكردية المستمرة منذ عقود مع الدولة التركية.
أردوغان يجتمع بالأكراد
التقى أردوغان، أمس الأربعاء، برفين بولدان وسري ثريا أوندر، النائبين البرلمانيين عن حزب الشعوب الديمقراطي، بالقصر الرئاسي، في العاصمة التركية أنقرة.
ونشرت صحيفة "ميلي جازيته" التركية، اليوم الخميس، نقلًا عن مصادر حكومية، بشأن الاجتماع، "إن تطورات ملحوظة بشأن العملية ستحدث في أبريل"، مضيفة "أن حزب العمال الكردستاني سيعقد مؤتمرًا لحل نفسه في أقرب وقت ممكن".
وأضافت المصادر أن عملية "تركيا خالية من الإرهاب" وصلت إلى بعد جديد وأسرع مع هذا الاجتماع، وذكرت أن شهر أبريل سيكون شهرًا حافلًا بالأحداث فيما يتعلق بالأمر.
خطوات نحو حل الحزب
وذكرت مصادر في حزب الشعوب الديمقراطي، "أن عملية إصلاح جديدة ستبدأ بعد حل الحزب ونزع سلاحه".
وصرّح أوندر: "كان اجتماعًا إيجابيًا للغاية، وسار على ما يرام. نحن أكثر تفاؤلًا".
وقبيل الاجتماع، قال أوندر إنهم سيعرضون على أردوغان الوضع الراهن لمحادثات السلام، مضيفًا أنهم يعتقدون أن وتيرة المفاوضات ستتسارع.
وحضر الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعة كل من رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالين، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إفكان علاء.
الأول منذ 13 عامًا
كان هذا أول اتصال مباشر بين أردوغان وممثلي الحزب المؤيد للأكراد منذ 12 يونيو 2012، عندما كان رئيسًا لوزراء تركيا.
كان بولدان وأوندر من بين الذين زاروا زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبدالله أوجلان في محاولة لوضع نهاية للقتال، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في تركيا.
نزع السلاح
ودعا عبدالله أوجلان، أواخر فبراير، إلى حل الحزب ونزع سلاحه، وبعد أيام، أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار.
وناشد الحزب إطلاق سراح أوجلان من سجن الجزيرة الذي يُحتجز فيه منذ عام 1999، ليُدير ويُنفّذ بنفسه مؤتمرًا للحزب يُفضي إلى حلّ الحزب.
ووصف أردوغان آنذاك التطورات بأنها "فرصة لاتخاذ خطوة تاريخية نحو هدم جدار الإرهاب" بين الأتراك والأكراد، إلا أنه منذ ذلك الحين، لم يُحرز تقدمًا ملموسًا.
بداية جديدة
يُعدّ وقف إطلاق النار أول مؤشر على حدوث انفراجة منذ انهيار محادثات السلام بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، صيف عام 2015.
بدأ تمرد حزب العمال الكردستاني في أوائل الثمانينيات، مقدمًا نفسه في البداية كجزء من ثورة شيوعية عالمية، ومطالبًا بدولة كردية مستقلة.
تطورت هذه الأهداف بمرور الوقت قبل أن تستقر على مطالب بالمساواة في الحقوق وحكم ذاتي أكبر للأكراد بتركيا.