يدرس الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفع العقوبات عن تركيا، واستئناف بيع الطائرات المقاتلة إليها، بعد محادثة مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان.
نقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، عن مصدرين مطلعين، قولهما إن ترامب أبدى اهتمامه بإتمام صفقة بيع طائرات "إف-16 وإف-35" المقاتلة لتركيا، عقب مكالمة هاتفية مع نظيره أردوغان يوم الأحد الماضي.
ووفقًا للمصدرين، أعرب ترامب عن نيته في وضع اللمسات الأخيرة لإتمام الصفقة، إذا تمكن الجانبان الأمريكي والتركي من التوصل إلى اتفاق يُعطّل نظام إس-400 الروسي التركي.
تحليل قانوني
طلب فريق ترامب تحليلًا قانونيًا وفنيًا لكيفية تجنب اعتبار تركيا تنتهك قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، وفقًا لمصدر مطلع على الطلب.
أفادت وكالة "بلومبرج"، في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة وافقت على تمديد إعفاء يسمح لتركيا بشراء الغاز الطبيعي الروسي حتى مايو.
ضرورة إنهاء العقوبات
وتحدث ترامب وأردوغان هاتفيًا يوم الأحد، وتتطلع الحكومة التركية إلى تعزيز خططها لزيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي في المستقبل القريب.
وفي بيان صادر عن مكتب أردوغان بشأن المكالمة، أشار إلى أن "الرئيس التركي أبلغ ترامب بأنه من أجل تطوير التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية، من الضروري إنهاء عقوبات قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، وإتمام عملية شراء طائرات إف-16، وإعادة مشاركة تركيا في برنامج إف-35".
مثمرة للطرفين
تأتي هذه الاعتبارات الأمريكية بعد أن عرضت المملكة المتحدة على تركيا عرضًا لشراء 40 طائرة مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون الأسبوع الماضي.
ويصف الخبراء طائرة إف-35 بأنها "رمز للمكانة"، وقال جوناثان شانزر، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، "نادي إف-35 مخصص في الواقع للحلفاء الموثوق بهم"، وفقًا لـ"فوكس نيوز".
وكذلك، قال جوناثان باس، خبير التجارة الدولية: "تركيا اقتصاد رئيسي، نحتاجهم أن يكونوا على الجانب الصحيح من السياج.. نحتاجهم من منظور سلسلة التوريد".
استبعاد تركيا
عام 2019، علّقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج إف-35 بعد شرائها نظام إس-400 الصاروخي الروسي المتنقل، وذلك بسبب مخاوف تجسس مرتبطة بامتلاك نظام يُشغّله الكرملين على مقربة شديدة من تقنية أمريكية مثل إف-35، مشيرة إلى أن هذا يُعرّض نظام أمن الطائرات المقاتلة للخطر.
وقال البيت الأبيض آنذاك: "لا يمكن لطائرة إف-35 أن تتعايش مع منصة جمع معلومات استخباراتية روسية سيتم استخدامها للتعرف على قدراتها المتقدمة"، مضيفًا أن الشراء سيكون له "تأثيرات ضارة" على مشاركة تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
في المقابل، أكدت تركيا مرارًا وتكرارًا عدم وجود تعارض بين نظام إس-400 وطائرات إف-35، واقترحت تشكيل لجنة للتحقيق في القضية.
وتُصرّ أنقرة على أنها أوفت بالتزاماتها تجاه برنامج إف-35، وأن هذا التعليق يُخالف الاتفاقيات.
ووافق الكونجرس العام الماضي على بيع 40 طائرة إف-16 ومعدات تحديث لـ 79 من أسطوله الحالي إلى تركيا بقيمة 23 مليار دولار، ولكن هناك مفاوضات جارية بين وزارة الدفاع التركية وشركة لوكهيد مارتن، التي تصنع الطائرة.