الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تغيرات المناخ.. القطب الشمالي يسجل انكماشا قياسيا لغطاء الجليد الشتوي

  • مشاركة :
post-title
القطب الشمالي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

سجل القطب الشمالي أدنى مستوياته في تاريخ سجلات الأقمار الصناعية الممتد على مدى 47 عامًا من الجليد على الإطلاق، خلال فصل الشتاء الحالي، وهو التحول الذي يرى العلماء أنه مدفوع بدرجات الحرارة وتغير المناخ.

ومن المعروف أن الجليد البحري يصل عادة إلى أدنى مستوياته في شهر فبراير من كل عام، بينما يصل إلى أقصى امتداد له في شهر سبتمبر، بعد فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي مباشرة، إذ ينكمش عادة في فصل الصيف ما بين 1 إلى 2 مليون ميل مربع، أي أقل بنحو 4 مرات من الشتاء.

ومنذ عام 2007 بدأ تسجيل المستويات الصغيرة من الجليد، وتبين أن ذروة الشتاء هذا الموسم حدثت، 22 مارس الماضي، مع تسجيل 5.53 مليون ميل مربع فقط من الجليد البحري، وهو لا يعتبر الأقل تسجيلًا فحسب، بل وصل ذروته بعد 10 أيام من المعتاد، بحسب المركز الأمريكي لبيانات الجليد والثلوج.

علماء يقومون بقياس سمك الجليد

وبات هذا الرقم متجاوزًا الانخفاضات السابقة في مستويات الجليد البحري، مثل أعوام 2015، 2016، 2017، 2018، وأشار العلماء إلى أن درجات حرارة الهواء فوق المتوسط، التي تتراوح بين 2 إلى 4 درجات فهرنهايت، ربما لعبت دورًا في عدم تشكل الجليد، خاصة في مناطق مثل خليج سانت لورانس وبحر أوخوتسك، التي شهدت غطاءً جليديًا أقل بكثير من المعتاد.

وفي الوقت ذاته؛ أظهرت الأقمار الصناعية أن بعض أجزاء من القطب الشمالي شهدت كميات من الجليد أكبر من المتوسط، لكن التكوين لم يكن واسعًا بما يكفي لتعويض العجز الذي شوهد في أماكن أخرى، وهو التحول الذي من المرجح أن يكون مدفوعًا بتغير المناخ.

دورة الجليد الطبيعية على مدار العام

كما تم الإبلاغ عن ظواهر متطرفة مماثلة حول القطب الجنوبي، إذ وصل الجليد البحري في أنتاركتيكا إلى 764 ألف ميل مربع فقط، عام 2025، وهو ما يعادل مستويات عامي 2022 و2024 الأدنى على الإطلاق.

وتفقد القارة القطبية الجنوبية نحو 150 مليار طن من الجليد سنويًا، وفقًا لوكالة ناسا، إذ يؤدي ذوبان الجليد حول جرينلاند إلى فقدان 270 مليار طن إضافية من الجليد، ما يؤثر بدوره على أنماط الطقس حول العالم، ويحمل معه تأثيرًا كبيرًا على النظم البيئية وكذلك عمليات الشحن.

وبشكل عام، يرى العلماء أن الاتجاه النزولي في الحد الأدنى السنوي لمساحة الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية هو 6500 كيلومتر مربع سنويًا، أو 2.3% لكل عقد مقارنة بمتوسط ​​الفترة من 1981 إلى 2010.

انهيار الجليد يؤثر على النظم البيئية والطقس حول العالم

ويعود سبب الانهيار الجليدي المتسارع إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي ترفع درجة حرارة كلا القطبين بسرعة كبيرة، ويتسبب هذا الاحترار في ذوبان الجليد بكلا المنطقتين، إذ تكمن المشكلة في أن ارتفاع درجة حرارة المحيط تؤدي إلى ذوبان الجانب السفلي من الصفائح الجليدية، التي تنفصل بسبب ذلك وتسير في المحيط.

وعلى مدار 6 أشهر متتالية، تحطم الغطاء الجليدي البحري المحيط بالقارة، ووصل لمستوى أقل بكثير من أي شيء مسجل من قبل، إذ تباطأت الدورة الانقلابية في المحيط الجنوبي بنحو 30% منذ التسعينيات.

وبحلول منتصف القرن، أشار العلماء إلى أنه يمكن أن تنخفض أكثر بكثير، بسبب ذوبان المياه من الصفائح الجليدية في القارة، إذا لم يتم تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير، محذرين من أن ذلك يولد سلسلة من التأثيرات التي سترفع معها مستويات سطح البحر.

ولكن المأساة الكبرى التي كشفها العلماء، هي أن الذوبان المتسارع للجليد الممتد غرب القارة القطبية الجنوبية، أصبح خارجًا عن سيطرة الإنسان تمامًا، ولم يعد بالإمكان فعل شيء حتى لو انخفضت الانبعاثات بشكل كبير.