الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عناد ترامب ينقذ والتز.. الرئيس يرفض منح "الليبراليين انتصارا" رغم الضغوط

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره للأمن القومي مايك والتز

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت مصادر مطلعة لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن أن الرئيس دونالد ترامب، رفض إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز، بعد تسببه في أزمة كبيرة للإدارة الأمريكية؛ نتيجة إضافة صحفي بالخطأ إلى مجموعة محادثة سرية على تطبيق "سيجنال"، معتبرًا أن إقالته ستمثل "انتصارًا للإعلام الليبرالي والديمقراطيين".

الاجتماع الحاسم

وفقًا لمصدرين مطلعين تحدثا لمجلة "بوليتيكو" طلبا عدم الكشف عن هويتهما، اجتمع نائب الرئيس جيه دي فانس ورئيسة مكتب البيت الأبيض سوزي وايلز، وكبير مسؤولي شؤون الموظفين سيرجيو جور مساء الأربعاء الماضي، مع الرئيس ترامب، حيث اقترحوا عليه النظر في إمكانية إقالة والتز بعد يوم عصيب من العناوين الصحفية المثيرة حول ما بات يُعرف بـ "فضيحة سيجنال".

اعترف ترامب خلال الاجتماع بأن والتز ارتكب خطأً فادحًا، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم إقالته في الوقت الحالي، حيث نقلت المجلة عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله: "لا يريدون إعطاء الصحافة انتصارًا".

ووفقًا للمصادر، اعترف ترامب بأن والتز ارتكب خطأً فادحًا، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم إقالته في الوقت الحالي لسبب واحد: "لن يمنح انتصارًا للإعلام الليبرالي والديمقراطيين".

تناقض صارخ

رغم بقاء والتز في منصبه بعد خمسة أيام من نشر "ذا أتلانتيك" قصتها المثيرة، إلا أن المصادر تؤكد أن مستقبله ما زال غير مضمون.

ونقلت "بوليتيكو" عن أحد المصادر توقعه: "سيتمسكون به الآن، لكنه سيرحل خلال أسبوعين".

في الوقت نفسه، يشن كبار المسؤولين في الإدارة حملة دفاع علنية عن والتز، إذ ضم نائب الرئيس فانس يوم الجمعة والتز في رحلته رفيعة المستوى إلى جرينلاند، وتحدى الصحفيين بقوله: "إذا كنتم تعتقدون أنكم ستجبرون رئيس الولايات المتحدة على إقالة أي شخص، فأنتم مخطئون! نحن ندعم فريق الأمن القومي بأكمله".

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في بيان رسمي أن "الرئيس ترامب يواصل الثقة التامة في فريق الأمن القومي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي مايك والتز".

جذور الأزمة

وصل الإحباط من والتز إلى ذروته في البيت الأبيض، عندما ادعى للصحفيين أنه "لم يلتق أبدًا، ولا يعرف، ولم يتواصل أبدًا" مع جيفري جولدبرج، رئيس تحرير "ذا أتلانتيك" الذي تم إدراجه في الدردشة.

وأضاف في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" مساء الثلاثاء: "لن أعرفه إذا اصطدمت به، أو إذا رأيته في طابور للشرطة".

لكن في اليوم التالي، ازداد انزعاج المسؤولين في الإدارة بعد انتشار منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر والتز واقفًا بجانب المحرر في حدث سفارة قبل سنوات، كما أغضب المسؤولين الكبار أيضًا ما اعتبروه رفضًا من والتز لتحمل المسؤولية، ولم يعجبهم تلميحه بأن الصحفي اقتحم محادثة "سيجنال" عن عمد.

صراعات السلطة

أشارت "بوليتيكو" إلى أن المشكلة تجاوزت خطأ "سيجنال" لتكشف عن صراعات داخلية أعمق.

بدأ حلفاء ترامب المتعددون يدّعون أن والتز كان يُنظر إليه من قبل البعض في الإدارة على أنه "أكبر من حجمه".

ونقلت "بوليتيكو" عن أحد المصادر قوله: "الناس لا يحبونه، يعتقد أنه شخصية رئيسية وهو ليس كذلك، إنه موظف، ويواجه صعوبة في استيعاب ذلك".

كما تدهورت علاقة والتز مع رئيسة مكتب البيت الأبيض سوزي وايلز منذ تعيينه في الإدارة.

وتشير المجلة إلى أنه وفي إحدى المرات، سعى والتز إلى إبعادها عن اجتماعات رفيعة المستوى لمجلس الأمن القومي، قائلاً إنه سيطلعها لاحقًا، لكن وايلز ردت عليه بأن هذا ليس قراره.

درس من الماضي

مر ترامب بتجربة مماثلة خلال الأشهر الأولى من فترة ولايته الأولى، حين واجه ضغوطًا خارجية مماثلة لإقالة مستشار الأمن القومي آنذاك مايكل فلين، بعد ظهور أخبار عن كذبه حول محادثاته مع مسؤولين روس.

استسلم ترامب للضغط وأقال فلين، ليندم على ذلك لاحقًا، إذ شعر الرئيس وبعض مستشاريه أنهم باستسلامهم انحنوا أمام رواية روسية ستلاحق رئاسته، في حين يبدو أن ترامب لا يريد تكرار الخطأ نفسه، حيث نقلت "بوليتيكو" عن أحد المصادر قوله: "قوة ترامب الخارقة كانت أنه لا يهتم أو يستجيب للصحافة".