الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المعارك بدأت بالفعل.. الأستراليون بين فكي "العمال والائتلاف" في انتخابات 3 مايو

  • مشاركة :
post-title
علم أستراليا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يستعد الشعب الأسترالي للنزول إلى صناديق الاقتراع 3 مايو المقبل، من أجل المشاركة في انتخاب أعضاء مجلس النواب، الذين بدورهم يشكلون الحكومة في حال الأغلبية، وهو ما يجعل المعركة حامية بين أكبر حزبين، في الوقت الذي تسعى فيه الأقليات السياسية لخلق برلمان معلق يمكنها من تحقيق أهدافها.

ودعا رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، اليوم الجمعة، إلى إجراء انتخابات وطنية في 3 مايو، بعد حصوله على إذن رسمي من الحاكم العام، الذي يمثل رئيس الدولة، الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، للدعوة إلى انتخابات، بموجب الدستور الرسمي للبلاد، وتم حل البرلمان رسميًا.

الساحة السياسية والأغلبية البرلمانية

ويهيمن حزب العمال والائتلاف الليبرالي-الوطني المعارض على الساحة السياسية في أستراليا، بجانب بعض الأحزاب الصغيرة من أبرزها "الخضر"، وبحسب شبكة "إيه بي سي أستراليا"، فإنه يتم تحديد الحكومة الأسترالية من خلال 150 سباقًا للحصول على 150 مقعدًا في مجلس النواب في جميع أنحاء البلاد.

ويعني الفوز بـ76 منها بالنسبة للأحزاب الرئيسية، هو الفوز بتشكيل الحكومة، وهي المهمة التي تواجه حزب العمال والائتلاف المعارض، ويقف التاريخ إلى جانب حزب العمال، إذ لم يقم الناخبون الاستراليون بطرد حكومة في ولايتها الأولى منذ عام 1931.

وخلال الانتخابات الأخيرة، تمكن حزب العمال بقيادة ألبانيز بصعوبة من تحقيق الأغلبية، بحصوله على 78 مقعدًا في مجلس النواب، أي أكثر بمقعدين فقط ما يحتاج إليه لتحقيق الأغلبية، بينما الصعوبة الأكبر تواجه الائتلاف المعارض بقيادة بيتر داتون، الذي حصل فقط على 57 مقعدًا.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز زعيم حزب العمال
الأمل والتفاؤل والخطر الأكبر

وفي خطابه للأستراليين، وعد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بإدارة حملة انتخابية تدور حول الأمل والتفاؤل، طالبًا دعم حزب العمال لمواصلة بناء مستقبل يليق بشعب أستراليا، مؤكدًا أنه لم تكن أصوات الأستراليين بهذه الأهمية من قبل، في ظل الظروف العالمية.

وذكر رئيس الوزراء الناخبين بوعود حزب العمال الانتخابية، التي تمثلت في خفض ديون الطلاب بنسبة 20%، وتخفيضات الضرائب الإضافية التي تم تشريعها بالفعل، واستثمار بقيمة 8.5 مليار دولار في برنامج الرعاية الطبية، وتمديد الخصم الحكومي على فاتورة الطاقة.

وهاجم ألبانيز، أفكار منافسه الليبرالي بيتر داتون، الذين وصفهم بالخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل أستراليا، مؤكدًا أنهم يتبعون خططًا، تتمثل في زيادات الضرائب، وخفض كل شئ خاص بالخدمات، وإذا نجحوا في تحقيق أهدافهم، سيكون وضع الأستراليون أسوأ، قائًلا: "الآن ليس الوقت المناسب للقطع والتدمير".

وطالب ألبانيز الأستراليين، في خطابه الحماسي، بأن يكونوا أكثر وضوحًا، وخيَّرهم بين خطة حزب العمال لمواصلة البناء أو وعد داتون بخفض الإنفاق، الذي يهدد مستقبل أستراليا، من وجهة نظره، واصفًا خدمة أستراليا بأنه أعظم شرف في حياته، وأنه وُلِد ليكون مستعدًا لمواجهة التحديات.

زعيم الائتلاف المعارض الليبرالي، بيتر داتون
إعادة أستراليا إلى المسار الصحيح

في المقابل، أطلق زعيم الائتلاف المعارض الليبرالي، بيتر داتون، حملته الانتخابية، وفقًا للشبكة الأسترالية، وركَّز في خطابه بشكل مباشر على تكلفة المعيشة، وطالب الأستراليين بالتصويت لمرشحيهم الليبراليين والوطنيين في الانتخابات المقبلة، حتى يتمكنوا من إعادة أستراليا إلى المسار الصحيح.

وأكد داتون، أن الأستراليين يواجهون ظروفًا صعبة ويحتاجون المساعدة ويفقدون الأمل في مستقبلهم، ضاربًا مثلًا بإفلاس 29 ألف شركة صغيرة خلال الولاية الأولى لحكومة حزب العمال الحالية، ولا يستطيعون تحمل 3 سنوات أخرى من حكم حزب العمال والاستمرار على نفس النهج.

وتمسك زعيم المعارضة في خطابه، بخطته لخفض الانفاق، التي رأى أنها أفضل بكثير من نظيرتها لحزب العمال، والتي تركز على خفض أسعار الطاقة، بدلًا من تخفيض الضرائب، التي تعزز الإنفاق على الدفاع، منهيًا بذلك ما وصفه بـ"الإنفاق المسرف" الذي يغذي التضخم.

وتشمل خطة الائتلاف المعارض، خفض برنامج الهجرة الدائمة بنسبة 25 %، لبناء 100 ألف منزل، متهمين حزب العمال بأنه نجح في استقطاب مليون شخص، وخلقوا أزمة سكن، وقضوا على حلم الأستراليين في امتلاك منزل، واصفًا الانتخابات الحالية بأنها اختيار لمن يستطيع إدارة الاقتصاد بشكل أفضل.

زعيم حزب الخضر آدم باندت
الأحزاب الصغيرة والبرلمان المعلق

وفي حين أن معظم التركيز ينصب على المعركة بين ألبانيز من حزب العمال وداتون من الائتلاف، إلا أن الأحزاب الصغيرة تسعى إلى زيادة حضورها في البرلمان في الانتخابات المقبلة، وهو ما يمكن أن يخلق برلمانًا معلقًا أو حكومة أقلية، ويحدث ذلك عندما لا يتمكن أي من الحزبين الرئيسيين من الفوز بالمقاعد الـ76 المطلوبة لتشكيل الحكومة.

ولتحقيق ذلك، بحسب الشبكة الأسترالية، أطلق زعيم حزب الخضر آدم باندت أكبر حملة على الإطلاق، وأدعى أنه بفضل الأستراليين، في طريقه للفوز بمقاعد على حساب حزب العمال في جميع أنحاء البلاد، نافيًا بشكل قاطع العمل مع حكومة ائتلافية أقلية أو قبول أي تعيينات ورازية.

حتى المنصب الوزاري، كما يقول باندت، ليس من أولويات حزب الخضر، وإنما الهدف الأساسي من هذه الانتخابات هو إبعاد الليبراليين ودفع حزب العمال بعيدًا، ويراها فرصة حقيقية لخدمة الشعب الأسترالي، أمام التلاعب في الأزمات والذي يدفع الاستراليين للتخلي عن الطعام من أجل دفع فواتير الإيجار.

وفي الأخير، يبقى أن القرار النهائي متروك في يد الأستراليين، الذين كسروا التوقعات والاستطلاعات خلال الانتخابات الماضية، خاصة في ظل الشعارات المرفوعة من الأحزاب، من محاربة الغلاء إلى استمرار البناء، وهو ما يجعل التنبؤ بالفائز الحقيقي أمرًا صعبًا، ويتوقف على الجولات الشعبية المكوكية لـ"ألبانيز" و"دانون"، خلال الأسابيع الثلاثة الحاسمة.