عاد تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي، إلى الظهور من جديد بعد أشهر من الاختفاء الكبير، عقب خسارته المدوية في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، برفقة نائبة الرئيس الأمريكي السابق، كامالا هاريس، أمام ترامب.
وتعرّض الديمقراطيون لزلزال كبير خلال الانتخابات الرئاسية 2024، حيث انسحب بايدن أمام ترامب؛ بسبب المناظرة الكارثية، وتلقت هاريس الضربة القاضية في 5 نوفمبر الماضي مع نائبها والز، بينما سيطر الجمهوريون على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، في انتخابات وصفت بأنها الأسوأ للحزب منذ عقود.
صمت الخاسرين
وعلل الخبراء تلك الخسارة المدوية بأنها ترجع إلى عدم قيامهم بما يكفي للاستماع إلى الأمريكيين، الذين كان المحرك الرئيسي لهم هو مصلحتهم الاقتصادية، حيث جعلوا الاقتصاد والتضخم على رأس أولوياتهم عند اختيار الرئيس الجديد.
ووسط صمت القادة الخاسرين واختفائهم، ضرب دونالد ترامب أركان الدولة الديمقراطية، بما في ذلك تغيير حق المواطنة بالولادة، والحد من الإنفاق الفيدرالي، وتقليص القوى العاملة، وفرض تعريفات جمركية على الحلفاء، والتقارب من روسيا.
إعادة تأهيل
ولكن الأيام الماضية، بحسب صحيفة "ذا هيل"، وفي الوقت الذي ما زالت فيه كامالا هاريس بعيدة عن الأضواء، عاد نائبها المفترض تيم والز للظهور من جديد في سلسلة من المقابلات والظهور العام كمقاتل ديمقراطي، وسعى إلى تفسير عدم فوز الديمقراطيين ببطاقة البيت الأبيض.
وخلال أحاديثه المختلفة، انضم حاكم ولاية مينيسوتا إلى أصوات المقاومة الديمقراطية ضد ترامب، وبدأ يستهدف الجمهوريين، وعلى رأسهم إيلون ماسك، ووجّه إليهم انتقادات لاذعة، وهو ما فسره الخبراء بأنها تعد بالنسبة لولز "جولة إعادة تأهيل".
الخسارة المروعة
وكثّف والز من وجوده الإعلامي، على عكس ما كان ينتهجه الحزب الديمقراطي خلال الفترة الماضية، واعترف بأن الحملة الانتخابية ذهبت في الاتجاه الخاطئ، وكان من المفترض أن يخاطر الديمقراطيون أكثر بالظهور علانية.
ويرى الخبراء الاستراتيجيون الديمقراطيون أن والز يسعى الآن إلى إبعاد نفسه عن الخسارة المروعة في نوفمبر، ويترك في الوقت نفسه الباب مفتوحًا أمامه وأمام الديمقراطيين، من أجل الترشح المحتمل للرئاسة الأمريكية في 2028.
الأصوات والشخصيات
وفي الوقت الذي لا يجد فيه الديمقراطيون أي قادة في الصفوف الأولى قادرين على الوقوف في وجه ترامب، يعد والز البالغ من العمر 60 عامًا أحد أهم الأصوات المهمة في الحزب في المستقبل، حيث بات الديمقراطيون في مكان لا يمكن فيه سوى الترحيب بجميع الأصوات والشخصيات البارزة.
وحظيت تعليقات والز بإشادة من الديمقراطيين، الذين كانوا يبحثون عن مقاتلين لمواجهة ترامب وماسك، بحسب الصحيفة، وأكدوا أنه صوت فعال في ظل معارضة الحزب لترامب، وإعادة بناء علامته التجارية التي وصفوها بـ"المترهلة".
يأس الديمقراطيين
وحذّر الخبراء من أن والز يتميز باللطف المتزايد، وإذا كان لديه طموح سياسي كبير، فعليه التخلي عن الخجل والظهور أكثر حزمًا أمام الشعب الأمريكي، إذا أراد الترشح للرئاسة، لأن الديمقراطيين الآن -وفقًا لهم- بحاجة إلى ذلك.
ويرى آخرون أن محاولات تيم والز بالظهور مرة أخرى، بهدف إعادة تأهيله سياسيًا، لم تنجح وتعثرت في سلسلة الفعاليات واللقاءات، وعودته مرة أخرى -كما يقولون- تُظهر يأس الديمقراطيين وهم يتطلعون إلى انتخابات عامي 2026 و2028.