الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يمهد الطريق للقاء ترامب وشي.. "سيناتور مونتانا" في مهمة صعبة ببكين

  • مشاركة :
post-title
نائب رئيس الوزراء الصيني والسيناتور الأمريكي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يناير 2025، لم تُعقد أي لقاءات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الصينيين، على الرغم من استمرار فرض التعريفات الجمركية المتبادلة بين أكبر اقتصادين بالعالم.

ومع غياب القنوات الرسمية للحوار، برز السيناتور ستيف داينز من ولاية مونتانا كوسيط غير رسمي بين الجانبين، إذ التقى نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنج، المسؤول عن العديد من القضايا الاقتصادية في الصين، وكان من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس الدولة لي تشيانج.

أهداف الزيارة

في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، صرّح السيناتور داينز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بأنه نقل إلى المسؤولين الصينيين رسالة الرئيس ترامب التي تؤكد مبدأ "أمريكا أولًا"، كما شدد على ضرورة اتخاذ الصين إجراءات فعّالة للحد من تصدير المواد الكيميائية الأولية، التي تُستخدم في تصنيع الفنتانيل، عقار مسؤول عن أزمة صحية كبيرة في الولايات المتحدة.

وفي المقابل، تقول الحكومة الصينية إن أزمة الفنتانيل ترجع إلى فشل الولايات المتحدة في الحد من الطلب على المخدرات، مشيرة إلى أنها اتخذت بالفعل تدابير للحد من صادرات الفنتانيل ومكوناته الكيميائية. 

وأصدرت الحكومة الصينية تقريرًا حول جهودها في هذا المجال، حسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.

تمهيد الطريق

وأوضح السيناتور داينز أن زيارته تهدف إلى تمهيد الطريق لعقد اجتماع مستقبلي بين الرئيس ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج، لكنه لم يحدد موعدًا أو مكانًا لهذا اللقاء. 

ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن أن داينز يمثل الإدارة رسميًا، إلا أن علاقته الوثيقة بترامب جعلت الصين ترى فيه قناة غير رسمية لفهم توجهات السياسة الأمريكية تجاهها، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وبدوره؛ قال لوو شينبو، عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان في شنجهاي، إن الصين تسعى لفهم موقف ترامب تجاه التعاون مع بكين وما إذا كان لا يزال مهتمًا بإبرام صفقة معها، مشيرًا إلى أن الصين تريد من داينز إيصال رسالة إلى ترامب تعبر عن رغبتها في تجنب تصعيد التوترات وفتح قنوات للحوار.

التوترات التجارية والمخاوف الاقتصادية

وخلال زيارته، لم يركز السيناتور داينز بشكل مباشر على قضية التعريفات الجمركية، نظرًا لأن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة لم ينهِ بعد مراجعته للسياسات التجارية. ومع ذلك، أشار "داينز" إلى مخاوفه بشأن العوائق التجارية التي تفرضها الصين على الواردات الأمريكية، دون الكشف عن تفاصيل محددة.

ومن المعروف أن ولاية مونتانا، التي يمثلها داينز، تأثرت بالحظر الصيني المتقطع على واردات لحوم الأبقار من الولاية، وهو أمر طالما اعتبره السياسيون في مونتانا عائقًا تجاريًا غير مبرر، بينما تقول الصين إنه نابع من مخاوف تتعلق بمرض جنون البقر.

أهمية الزيارة

وتأتي زيارة السيناتور داينز في وقت تمر فيه العلاقات بين البلدين بمرحلة توتر متزايد على حد تعبير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إذ فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 20% على البضائع الصينية وهدد بفرض المزيد، ما دفع الصين إلى محاولة احتواء التصعيد من خلال قنوات التواصل غير الرسمية.

ويرى بعض المحللين في بكين أن غياب التواصل الرسمي بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين، خلال فترة ترامب الثانية، أثار شكوكًا حول مدى جدية الرئيس الأمريكي في عقد اجتماع مع نظيره الصيني. 

وأشارت يون سون، مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون بواشنطن، إلى أن بكين بدأت تستعد لأسوأ السيناريوهات، نظرًا للتقلبات المستمرة في مواقف ترامب.