تعهدت الدول المانحة، الاثنين، في المؤتمر الوزاري التاسع الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار سوريا، بتقديم مساعدات إلى سوريا بقيمة 5.8 مليار يورو، وهو مبلغ أدنى من التزامها السابق، بسبب عدم مساهمة الولايات المتحدة.
عُقد مؤتمر المانحين الدولي في بروكسل بهدف حشد الدعم لسوريا ودول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين.
وركّز المؤتمر على ثلاثة مجالات رئيسية للمساعدات والتي تمثلت في المساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة الإعمار المبكرة، ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، قال المفوض الأوروبي للبحر المتوسط دوبرافكا سويكا: "أتشرف بالإعلان أننا تعهدنا جميعًا بما مجموعه 5.8 مليار يورو، تضمنت 4.2 مليار من الهبات و1.6 مليار من القروض".
وشارك السفير المصري أحمد أبو زيد، سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورج والناتو، في المؤتمر نيابة عن وزير الخارجية.
وأكد السفير المصري في كلمته على الدعم الكامل لتطلعات الشعب السوري الشقيق في السلام والاستقرار والحياة الكريمة بعد سنوات طويلة من المعاناة.
وأضاف أبو زيد أن إعادة الإعمار ليست مجرد عملية إعادة بناء للبنية التحتية، بل هي استعادة للأمل والكرامة وتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف أطياف الشعب السوري.
وللمرة الأولى، حضر المؤتمر التاسع للمانحين ممثلون للحكومة في دمشق. ومثل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بلاده في بروكسل، على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
وقال الشيباني، إن "الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وبدأنا التخلص من تركته وتجاوز الانقسامات الطائفية والإثنية"، مشيرًا إلى أن النظام السابق استغل ورقة الأقليات "ونرفض الآن هذا الأمر لأننا نؤمن بالمواطنة لجميع السوريين".
وذكر الشيباني، "أن الحكومة السورية الجديدة تبقى الضامن الوحيد للسلام، وواثقون بقدرتنا على دعم سوريا لتجاوز المحنة وبناء مجتمع يسوده السلام.. وشعبنا متحمس لإعادة الحياة بشكل كبير".
وطالب وزير الخارجية السوري، برفع العقوبات ودعم إعادة الإعمار لأن العقوبات الأحادية تزيد من معاناة الشعب السوري، مشيرًا إلى أن رفعها هو ضرورة إنسانية وأخلاقية وليس مجرد مطلب سياسي.
وشدّد المؤتمر على عدم توجيه المساعدات عبر السلطات السورية حاليًا، بل عن طريق منظمات الأمم المتحدة والإغاثة، حيث تشمل المساعدات الإنسانية توفير الإغاثة الطارئة للسوريين داخل البلاد وللاجئين في الخارج، مثل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والمياه النظيفة.
أما إعادة الإعمار المبكرة فتشمل إصلاح البنية التحتية الأساسية واستعادة الخدمات الحيوية (كالكهرباء ومياه الشرب) في المناطق الأكثر تضررًا، إلى جانب دعم جهود إنعاش الاقتصاد المحلي وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.
وتعهّد المانحون، بتمويل برامج تساعد اللاجئين السوريين في دول الجوار من خلال تحسين خدمات التعليم والصحة في المجتمعات المضيفة، وتوفير فرص "النقد مقابل العمل" لتمكين السوريين من كسب العيش.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لدى افتتاح مؤتمر المانحين في بروكسل إن "السوريين بحاجة إلى مزيد من الدعم، سواء إذا كانوا لا يزالون في الخارج أو قرّروا العودة إلى ديارهم".