الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

توسط بين قسد وحكومة الشرع.. الجيش الأمريكي يؤدي دورا دبلوماسيا في سوريا

  • مشاركة :
post-title
الشرع ومظلوم عبدي خلال توقيع الاتفاق على اندماج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يلعب الجيش الأمريكي دورًا دبلوماسيًا مهمًا خلف الكواليس في سوريا، إذ يساعد في التوسط لاتفاقات بين الفصائل المسلحة والحكومة الجديدة هناك، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ضباط أمريكيين.

وذكر الضباط الأمريكيون للصحيفة، أن القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا توسطت في محادثات جمعت بين الحكومة السورية الجديدة والمقاتلين الأكراد، وكشفوا عن أن احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ساهم في الضغط على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الجديدة في سوريا.

وقال مسؤول عسكري أمريكي بارز: "كان هناك الكثير من الأخذ والرد، ولعبنا دور الوسيط لمساعدتهم على إجراء هذا النقاش.. تنقلنا ذهابًا وإيابًا حتى توصلنا في النهاية إلى شيء يرضيهم جميعًا".

وكشفت الصحيفة أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نقلت قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بطائرة مروحية إلى مطار قريب من دمشق، حيث وقَّع الاتفاق مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين، إن دمج قوات سوريا الديمقراطية في صفوف القوات الحكومية مفيد لضمان قدرة الجيش الأمريكي على العمل في سوريا.

وفي حدث وُصِف بأنه نقطة تحول في سوريا الجديدة، أعلنت الرئاسة السورية، الاثنين الماضي 10 مارس الجاري، توقيع اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يقضي باندماج الأخيرة في مؤسسات الدولة، وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

وأوضحت الرئاسة السورية، أن الاتفاق الذي جاء بعد اجتماع بين الشرع وعبدي، ينص على ضمان حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية، كما ينص على وقف إطلاق النار في كل الأراضي السورية، وأن المجتمع الكردي أصيل في الدولة وحقه مضمون في المواطنة والدستور.

وتبلغ مساحة الأراضي التي تسيطر عليها "قسد" ما يقرب من ثلث الأراضي السورية، أي ما يعادل قرابة 60 ألف كيلومتر من إجمالي مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر.

وتمتاز الجغرافيا الخاضعة لسيطرة قسد بأهميتها الاقتصادية، إذ تحتوي على أكبر الحقول التي تنتج النفط، مثل رميلان والعمر والجفرة، ووصلت ذروة إنتاج هذه الحقول عام 1995 إلى ما يزيد على 591 ألف برميل، وفق تقديرات حكومية، إضافة إلى حقول غاز أبرزها كونيكو. وتشتهر مناطق شمال شرقي سوريا بإنتاج محصول القمح، وتوصف بأنها سلة غذاء سوريا، فضلًا عن تربية المواشي.

على جانب آخر، تحدث المسؤولون العسكريون عن مساهمة الجيش الأمريكي في تشجيع فصيل "جيش سوريا الحرة" الذي كان حاضرًا في جنوب شرق سوريا بالقرب من القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف، على إبرام اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة.

وقال الضباط إن جهود وساطة الجيش الأمريكي في سوريا تهدف إلى تحقيق الاستقرار ومنع العودة إلى الصراع الأهلي الذي قد يعقّد الجهود الرامية للحد من نشاط تنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى منح واشنطن دورًا فاعلًا في رسم مستقبل سوريا.

وتحدث الضباط عن أهمية التواصل مع السلطات الجديدة في سوريا، وقال أحدهم إن قوات التحالف كادت تقصف موقع إطلاق صواريخ مهجورًا تابعًا لجماعة مرتبطة بإيران، وتراجعت عن ذلك بعد الاتصال أولًا بوزارة الدفاع السورية التي أرسلت فريقًا لتفكيك الموقع.

وأشار إلى أن المسؤولين السوريين كانوا متجاوبين، وهو ما ساهم في تجنب ضربة كان يمكن أن تسبب أضرارًا جانبية، وأكد أن التواصل مع المسؤولين السوريين جنب الطرفين الوقوع في مواجهات عشوائية.

ووفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، ينتشر نحو ألفي جندي أمريكي في 8 قواعد في سوريا، وقالت إن ذلك يمثل أكثر من ضعف العدد المعلن عنه سابقًا، قبل إرسال وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تعزيزات مع اقتراب انهيار نظام الرئيس بشار الأسد نهاية العام الماضي.