الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد التوغل في أراضيها.. مخطط الاحتلال الإسرائيلي للبقاء في سوريا

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال تتوغل في القنيطرة بسوريا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

كشف مسؤولون إسرائيليون، أن قوات الاحتلال ستبقى في محيط عملياتي مداه 15 كيلومترًا داخل أراضي سوريا، إلى جانب العمل على وجود مجال نفوذ يمتد 60 كيلومترًا داخل الأراضي السورية تحت سيطرة الاستخبارات، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين بالكبار في إسرائيل، إن جيش الاحتلال يحتاج إلى الحفاظ على محيط عملياتي يبلغ 15 كيلومترًا (9.3 ميل) داخل الأراضي السورية.

وأشار المسؤولون أيضًا، حسب الصحيفة، إلى ضرورة وجود "منطقة نفوذ" تمتد لمسافة 60 كيلومترًا (37 ميلاً) داخل سوريا، تحت سيطرة الاستخبارات الإسرائيلية، لمراقبة ومنع تطور التهديدات المحتملة.

وأبدى مسؤولو الاحتلال قلقهم من الدعم الغربي للنظام الجديد في سوريا، وزعم مسؤول إسرائيلي كبير أن الغرب "يختار عمدًا أن يكون أعمى"، ويتعامل مع "بعض أخطر الناس في العالم، إنه لأمر لا يصدق كيف وقع العالم في هذا الفخ مرة أخرى".

وقال المسؤول: "في حين أن سقوط بشار الأسد وإضعاف محور إيران في سوريا يشكلان بلا شك تطورات إيجابية، فإن تهديدات جديدة تظهر".

وأضاف المسؤول، أنه في حين "أرسل النظام الجديد في سوريا رسائل إلى إسرائيل زعموا فيها أنهم لا يسعون إلى الصراع، إلا أنه ظل متشككًا. قد يظل هذا صحيحًا لمدة عام أو عامين، وربما حتى 10 أو 20 عامًا. لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أنهم لن ينقلبوا ضدنا في نهاية المطاف، ولابد أن تحافظ إسرائيل على منطقة سيطرة ومجال نفوذ في سوريا".

وأعرب المسؤول الإسرائيلي، عن أمله في أن تحصل إسرائيل على الدعم الكامل ضد التهديدات من سوريا ولبنان بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير. وقال: "في غضون ذلك، سيتعين علينا البقاء هناك، وضمان منطقة خالية من الصواريخ على مسافة 15 كيلومترًا تحت سيطرتنا، بالإضافة إلى منطقة نفوذ تمتد 60 كيلومترًا، لمنع تطور التهديدات. نحن نبني مفهوما عمليا لهذا الواقع الجديد".

وزعم المسؤول أن إسرائيل قلقة بشأن احتمال ترسيخ حماس والجهاد وجودهما في سوريا، وقال: "لن نسمح بتأسيسهما في سوريا كما منعنا إيران من ترسيخ وجودها هناك".

وفي أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة بالأراضي السورية، لتسقط اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، مما يسمح لها بالتوغل في العمق السوري.

وشنت قوات الاحتلال مئات الغارات الجوية، التي استهدفت تدمير قدرات الجيش السوري، بالتزامن مع التوغل في المنطقة منزوعة السلاح التي أُقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973.

واحتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي "جبل الشيخ" ذا المكانة الاستراتيجية العالية؛ لكونه مطلًا على 4 دول عربية، هي سوريا ولبنان والعراق والأردن، ولم تضع وقتًا في تأسيس قاعدة رصد وتجسس على قمته، تمكنها من كشف أية تحركات من شأنها السعي إلى مهاجمتها.

وتوغل جيش الاحتلال في أطراف بلدة سويسة بريف القنيطرة، جنوب غربي سوريا. ودخلت جرافات وآليات إسرائيلية إلى منطقة "سد المنطرة" في محافظة القنيطرة، وثبتت قوات الاحتلال نقاطًا عسكرية ورفعت سواتر ترابية حول السد.

وأفادت تقارير بتوغل جيش الاحتلال بعمق نحو 7 كيلومترات من المنطقة العازلة، كما أبلغت الأهالي في قريتي أم العظام والعدنانية بأوقات محددة للدخول والخروج.

وحسب ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن قادة بجيش الاحتلال، يتمركز جنود الاحتلال في مواقع ثابتة داخل سوريا على بُعد 18 إلى 20 كيلومترًا من الحدود.

وتوغل جيش الاحتلال في عمق مدينة القنيطرة جنوبي سوريا، حيث حاصرت دبابات إسرائيلية مباني حكومية هناك، وطالبت بإخلائها. وأفادت وسائل إعلام سورية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل في مدينة البعث بريف القنيطرة.

وشهد الريف الغربي لمحافظة درعا السورية، تصعيدًا عسكريًا جديدًا بتوغل قوات الاحتلال في منطقة حوض اليرموك الاستراتيجية. وتتعرض عدة قرى وبلدات في حوض اليرموك لاعتداءات عسكرية تصل إلى "سد الوحدة" الواقع على الحدود السورية الأردنية، حيث تمركزت قوات الاحتلال في مواقع استراتيجية بحسب شبكة "يورو نيوز" الإخبارية، التي أوضحت أن حوض اليرموك يمتد كجزء من وادي النهر الذي يعتبر من أكبر روافد نهر الأردن، ما يجعله منطقة جغرافية ذات أهمية استراتيجية بارزة في الريف الغربي لمحافظة درعا جنوب سوريا، ويشكل جزءًا من الحدود الطبيعية بين سوريا والأردن.