- إسلام خيري مخرج عظيم.. وكان يعمل بلا نوم لإنجاز المسلسل
- المواهب الشابة تستحق الفرصة.. ومصر مليئة بالنجوم القادمين بقوة
- اعتذرت عن أعمال كثيرة هذا العام واخترت "قهوة المحطة" لأنه مختلف
- عبدالرحيم كمال استثنائي.. ووجوده في البروفات كان مفيدًا لنا
نجح الفنان بيومي فؤاد في حفر اسمه كأحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر، لكنه هذه المرة يبتعد عن الضحك ليأخذ الجمهور إلى عالم مختلف عبر مسلسل "قهوة المحطة"، إذ يقدم شخصية صاحب مقهى في رمسيس، وهو دور يحمل أبعادًا درامية واجتماعية تتجاوز مجرد كونه "معلم قهوة".
وفي حواره مع "القاهرة الإخبارية"، يكشف بيومي فؤاد، كواليس تحضيره للدور، والتحديات التي واجهها في تجسيد شخصية صعيدية نشأت في القاهرة، ولماذا قرر عدم معرفة هوية القاتل داخل المسلسل حتى يعيش المفاجأة مع الجمهور. كما يتحدث عن رؤيته للمواهب الشابة، والتغييرات التي طرأت على صناعة الدراما بفعل السوشيال ميديا، ولماذا اكتفى هذا العام بعمل واحد فقط.
تقدم في "قهوة المحطة" دورًا مختلفًا عن الكوميديا.. كيف ترى هذه التجربة؟
بالفعل عمل جديد بالنسبة لي، وكنت متعمدًا الابتعاد عن الكوميديا هذه المرة، وحينما عُرض عليَّ الدور تحمست له، خاصة أنه من تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج إسلام خيري.
كيف صنعت تفاصيل شخصية "المعلم رياض"؟
الشخصية غنية جدًا، فهو ليس مجرد "معلم قهوة" بل رجل يواجه مشكلات اجتماعية وظروفًا صحية، إضافة إلى وقوع جريمة قتل منذ الحلقة الأولى، ما يضفي على الأحداث طابعًا غامضًا ومشوقًا.
بما إن الشخصية صعيدية.. هل تطلب الأمر منك استعدادات خاصة؟
بالتأكيد، فرغم أن رياض من قنا، إلا أنه ولد في القاهرة، لذلك لهجته الصعيدية تختلف قليلًا. كنت حريصًا على تقديمها بدقة، واخترت الألفاظ بعناية، وأعدت بعض الجمل أكثر من مرة حتى أخرجها بالشكل الصحيح، وكان لدينا مصحح لهجة يساعدني طوال الوقت، خاصة وأن إتقان اللهجة الصعيدية كان تحديًا بالنسبة لي.
كم استغرقت فترة التحضير للدور؟
أمضينا أكثر من شهر في بروفات مستمرة داخل الشركة، كنا نلتقي كل يومين لنناقش تفاصيل الشخصيات، وبدأنا البروفات مع أحمد غزي، انتصار، ورياض الخولي، ثم انضم إلينا باقي فريق العمل. المثير أن الجميع، بما فيهم الممثلون، لم نكن نعرف هوية القاتل، وقررت ألا أسأل حتى أعيش المفاجأة مع الجمهور وأؤدي الشخصية بصدق.
هل تتوقع أن يضعك هذا الدور في مكان مختلف بعيدًا عن الكوميديا؟
أتمنى ذلك، فأنا أسعى دائمًا إلى التنوع والابتعاد عن التكرار، وأحب أن أجرب مناطق جديدة في التمثيل.
كيف كان التعاون مع المخرج إسلام خيري؟
إسلام مخرج مبدع، لديه رؤية واضحة ويعرف كيف يستخرج من الممثل أداءً مختلفًا، بذل مجهودًا كبيرًا في اختيار الكاست، وكان يتابع كل التفاصيل رغم انشغاله بمشروع آخر، لدرجة أنه كان يعمل حتى ساعات متأخرة من الليل دون راحة.
المسلسل روّج لنفسه بمسابقة قيمتها مليون جنيه لمن يكتشف القاتل.. كيف ترى هذا النوع من الدعاية؟
أنا لست من عشاق السوشيال ميديا، لكن لا يمكن إنكار تأثيرها اليوم، خاصة مع انشغال الناس وعدم قدرتهم على متابعة التلفزيون باستمرار. لكنني أؤمن بأن كل شيء يجب أن يكون حقيقيًا، ولا أحب فكرة "شراء التريند"، أما المسابقات فهي فكرة جيدة إذا تم تنفيذها بصدق.
كيف ترى تصدر الشباب المشهد الدرامي واختيار أحمد غزي بطلًا للمسلسل؟
أحمد غزي شاب موهوب جدًا، وهناك جيل صاعد قوي مثل عصام عمر، أحمد مالك، وطه الدسوقي، وجميعهم تصدروا بطولة أعمال مهمة هذا العام. مصر مليئة بالمواهب التي تستحق الفرصة، وأرى أن الصناعة تتغير لصالح هذه الطاقات الجديدة.
تحب الظهور كضيف شرف في بعض الأعمال.. ما السبب؟
بالتأكيد، شرف لي أن أشارك في أي عمل ناجح، حتى لو بمشهد واحد. المهم بالنسبة لي هو قيمة العمل وتأثيره.
لماذا اكتفيت هذا العام بعمل واحد فقط؟
كنت حريصًا على تقديم عمل قوي ومختلف، واعتذرت عن أكثر من مسلسل لهذا السبب، ووجدت ما أبحث عنه في "قهوة المحطة".
هل ترى أن المخرجين ظلموا موهبتك؟
لا أؤمن بأن أحدًا يظلم الآخر، الإنسان هو من يظلم نفسه، إذا لم يسعَ لتطوير نفسه وتقديم الأفضل.
ما الذي يميز عبدالرحيم كمال ككاتب؟
هو كاتب استثنائي، لديه القدرة على جذب الجمهور كما كان يفعل الراحل أسامة أنور عكاشة، لديه "خلطة" مختلفة، وكنا نناقش معه كل التفاصيل خلال البروفات، وكان دائمًا حاضرًا للإجابة عن أي استفسار.
ما أصعب مشهد قدمته في المسلسل؟
المشاهد التي تتطلب كبت المشاعر، مثل أن يطلب منك المخرج ألا تبكي رغم أنك تشعر برغبة في البكاء. عبدالرحيم كمال يكتب بطريقة تجعل المشهد مترابطًا مثل "الدومينو"، فلا يمكنك إضافة شيء من عندك، ويجعلك تعيش الشخصية بعمق.
هل هناك تشابه بينك وبين شخصية رياض؟
هناك بعض التفاصيل المشتركة، مثل أنه طيب لكن يتم فهمه بشكل خاطئ، وأحيانًا يتسبب في مشكلات دون أن يقصد، وهذا يشبهني في بعض المواقف.
المسلسل يتناول حياة البسطاء وأحلامهم.. هل جذبك هذا الجانب للعمل به؟
بالتأكيد، فالقهوة ليست مجرد مكان، بل هي مجتمع مصغر يضم جميع الفئات، من المثقف للحالم إلى الفقير. حتى نجيب محفوظ كان يكتب من مقاهي القاهرة، وأنا أحيانًا أشتاق للنزول والجلوس على القهوة.
بطل العمل أحمد غزي شاب حالم جاء إلى القاهرة بحثًا عن فرصة.. هل تشبه بداياته بدايتك؟
لم يكن الطريق سهلًا، لكنني كنت دائمًا راضيًا بما قسمه الله لي، بدأت من مسرح الهواة إلى مسرح الدولة ثم السينما والتلفزيون، وأدركت أن النجاح لا يأتي إلا بعد تعب.