شخصية عبيد معقدة وفهمت أبعادها بتحليلها نفسيًا
محمود حميدة ممثل عالمي وتعلمت منه الكثير
مشهد الانتحار هو الأصعب.. والتمثيل شغفي منذ الجامعة
لم يكن التمثيل بالنسبة للفنان المصري مينا أبو الدهب مجرد وسيلة لكسب العيش، بل شغفًا لإشباع هواية وعشق حقيقي لتجسيد شخصيات مختلفة، إذ بدأ رحلته الفنية من مسرح كلية الآداب بجامعة بنها، حيث وجد في خشبة المسرح متنفسًا لإبداعه، لينتقل بعدها إلى مسرح ثقافة بنها، ثم انضم إلى الفرقة القومية بالقليوبية، ومنها إلى نوادي المسرح، حيث شارك في عروض أقامتها وزارة الثقافة.
لم يكن الطريق ممهدًا أمام معلم مادة علم النفس، لكي يصبح ممثلًا، خاصة أنه لا يسلك هذا الدرب قاصدًا مجرد الانتشار والشهرة، بل ساعيًا لصقل موهبته وخوض تجارب فنية حقيقية، ورغم لحظات الإحباط التي واجهها "مينا" في البدايات، فإن كل خطوة خاضها منحته خبرة ثمينة، خاصة في التفرقة بين الأداء على خشبة المسرح والوقوف أمام كاميرا السينما أو التلفزيون.
الترشيح للدور
اليوم، وبعد سنوات من الاجتهاد، حقق مينا أبو الدهب حضورًا قويًا في دراما رمضان من خلال تجسيد شخصية "عبيد" في مسلسل "ولاد الشمس"، وحكى في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية" رحلته مع هذه الشخصية قائلًا: "ذهبت إلى اختبارات أداء أمام المخرج شادي عبد السلام، ووجدت العديد من الممثلين يتنافسون على الدور نفسه، وأديت الاختبار وغادرت دون توقعات، لكن بعد أسبوعين تلقيت الخبر السعيد، لقد تم اختياري لتجسيد شخصية عبيد".
تحضيرات
مينا أبو الدهب الذي يعمل مدرسًا لعلم النفس، استفاد من خبراته ودرايته بهذا العلم، لكي يدرس تفاصيل شخصية "عبيد"، وفهم أبعاد الشخصية بشكل أعمق، واستكشاف الجانب النفسي لها، وتحليل العناصر المشتركة بينه وبين الشخصية، ما أتاح له تقديم أداء أكثر واقعية وتأثيرًا، حسبما يؤكد في تصريحاته، موضحًا أنه جلس مع المخرج شادي عبد السلام لمناقشة تفاصيل الشخصية، وعملا على تطوير الشكل النهائي لها كما ظهر على الشاشة.
تفاصيل مشتركة
"عبيد شخصية تعتقد أنها بلا عيوب، لكنها في الحقيقة تفتقر إلى الثقة بالنفس عند التعامل مع الآخرين"، هكذا يحلل "أبو الدهب" الجانب النفسي لشخصيته في المسلسل، موضحًا أنه يختلف عنه تمامًا في الحقيقة، فهو يثق في قدراته، لكن هناك نقطة تشابه بينهما وهو التأثر بالآخرين والرغبة في تجنب إيذاء مشاعر أحد، كما أنه يسعى دائمًا لإثبات نفسه بطريقته الخاصة.
كان مشهد محاولة انتحار عبيد من أصعب المشاهد التي قدمها في المسلسل، وقال عن ذلك:" التحدي لم يكن في أداء محاولة الانتحار فقط، بل في تصوير المشهد على مدار عدة أيام، ما تطلب مني الحفاظ على تسلسل المشاعر وتقديمها بنفس الدرجة في كل مرة، مع أداء يوحي للجمهور بأن القادم يحمل لحظات أصعب".
احتفاء
ضمن أحداث المسلسل نرى خطًا دراميًا لقصة حب بين "عبيد" و"أمينة" التي تتواجد معه في دار "ولاد الشمس" وتجسد دورها دنيا ماهر، وخطف الاثنان الأضواء في مشهد خطبتهما، وحول ذلك قال "مينا": "كان لهذا المشهد طابع فريد، خاصة مع دعم دنيا ماهر لي فهي ممثلة موهوبة وتُضفي روحًا جميلة على الكواليس، ورغم إعجاب فريق العمل بالمشهد، لم أكن أتوقع كل هذه ردود الأفعال الإيجابية الكبيرة بعد عرضه".
رغم تكثيف وضغط ساعات التصوير، وصلت أحيانًا إلى 48 ساعة متواصلة، أوضح "مينا": "الأجواء الممتعة داخل كواليس التصوير ساهمت في تخفيف ذلك الأمر، وكان الجميع متعاونًا خلال التصوير، بداية من النجم الكبير محمود حميدة، مرورًا بالشباب ومنهم أحمد مالك وطه دسوقي وفرح يوسف".
محمود حميدة
وصف "مينا" تعاونه مع محمود حميدة بالتجربة الفريدة، قائلًا: "ممثل عالمي أتعلم منه في كل لقاء، وكنت استشيره وأناقشه في أدق التفاصيل، وأضاف لي الكثير من خبرته، كما أنني شعرت منذ اللحظة الأولى بألفة كبيرة مع طه دسوقي وأحمد مالك، وكأنهما أصدقاء منذ زمن طويل".
لم يكن مينا يتوقع أن يحصل على هذا الدور بعد اختباره، لكنه اجتهد وترك النتائج بيد الله، مؤمنًا بأن كل خطوة في مسيرته الفنية تأتي في وقتها المناسب، وعن ذلك أوضح:" أشعر بالامتنان مع النجاح الذي أحققه في ولاد الشمس، ولكل تجربة مررت بها وأفادتني وأتطلع إلى المزيد من التحديات في عالم التمثيل الذي أحبه".