أشعر بارتباط مع المسلسل ورفضت عروض أعمال تاريخية من أجله
لا أبني أحلامي على ما قدمته بل ما سأقدمه
حكاية جديدة يصيغها الكاتب المصري عبد الرحيم كمال، تحمل اسم "قهوة المحطة"، ليخوض من خلالها تحديا جديدًا بعد نجاح لافت في تقديم أعمال درامية متنوعة، كان آخرها رحلته مع "الحشاشين".
المسلسل الذي تدور أحداثه في 15 حلقة ويتصدر بطولته الفنان الشاب أحمد غزي رفقة عدد من كبار النجوم، يقترب من خلاله الكاتب المصري من أحلام البسطاء ليحوّل بقلمه قصصًا عاشها هو شخصيًا، استلهمها من رحلاته الطويلة بين الجنوب حيث صعيد مصر، والقاهرة، ومن قصص سمعها وعاشها في محطات القطار والمقاهي التي جمعت المسافرين والمقيمين، يحمل كل منهم حلمًا أو حملاً، فمنهم من يصل إلى أحلامه، ومنهم من توقفه أحماله عند باب المحطة.
مشحون بعالم المحطة
أسباب كثيرة وشغف داخل عبد الرحيم كمال حرّكته لتقديم قهوة المحطة، إذ يقول: "قهوة المحطة تحديدًا هو مكان يستقبل الذاهب والعائد، والمنتظر للحظة يعيش فيها سنين، وأنا كنت دائمًا مشحونًا بالدراما في هذا العالم، وكتبت الفكرة، خصوصًا أن محطة قطار سوهاج أخذت من عمري الكثير، حيث كنت أجلس وأراقب المارة في المحطة والقادمين من الجنوب للعاصمة، والعكس، وكنت مهمومًا بكل الأنماط والشخصيات الموجودة، ويمكننا أن نقول إن العمل تجسيد لأحلام البسطاء، لنرى ما الذي كان واقعيًا منها، وما هو عابر، ومَن تحول وإلى أين وصل، ومن أنتهى به الطريق عند المحطة، ومَن أصر على حلمه واستكمله.
حقيقة وخيال
القصص التي حملها عبد الرحيم كمال داخله ظلت تتوارد على أفكاره كثيرًا حتى صاغها في سيناريو يمزج بين الحقيقة والخيال، إذ يوضح: "ليس شرطًا أن تخرج الحكاية كما رأيتها بالضبط، لكن هى مزيج بين الواقع والخيال، وهذا هو جمال الدراما، فمع الوعي والتجربة نعبّر عما رأيناه في صيغة مشاهد، ونكون سعداء حينما نرى الشخصيات المكتوبة تتحول إلى لحم ودم على الشاشة".
بعد النجاح الكبير الذي حققه عبد الرحيم كمال في الأعمال التي قدمها، كان آخرها المسلسل التاريخي "الحشاشين" قرر أن يتوقف ويذهب حيث شغفه، وحول ذلك يقول: "قهوة المحطة مسلسل مختلف، وكل عام وبعد انتهائي من العمل الذي أوجد فيه، أجلس وأنتظر الإلهام، وعُرضَ عليّ الكثير من الأعمال التاريخية بعد نجاح الحشاشين، ورفضت لأنني كنت غارقًا في شخصيات قهوة المحطة، وأردت أن تخرج للناس على الشاشة، وأنا لا أبني أحلامي على ما قدمته من قبل ولكن بما سأقدمه، وحقيقي أنا مرتبط بشكل كبير بهذا العمل، ولا أحب أن انحسر في دور معين".
موهبة كبيرة
"وجهًا مصريًا أصيلًا" هكذا تحدث عبد الرحيم حينما سئل عن الفنان الشاب أحمد غزي، إذ أعرب عن سعادته بالتعاون معه وقال: "موهبة كبيرة، وقهوة المحطة استطاع أن يحقق تجميعة الشباب والجرندات، فمعنا أحمد خالد صالح وفاتن سعيد، والكثير من الموهوبين، بجانب أيضًا بيومي فؤاد وهالة صدقي وانتصار وعلاء عوض والكثير من النجوم الذين زادوا من حماسي للعمل".
روح مصرية
مجهود كبير مبذول في الديكورات الخاصة بالعمل بجانب تصوير مشاهد الخارجية لنقل واقع البسطاء كما هو، وحول ذلك يقول كمال: "المسلسل تشويقي إنساني، يجمع بين التشويق والدراما الاجتماعية، ويعتمد على حكايات مصرية أصيلة، غير مستوردة من أي تجارب خارجية، وهذا هو سر جمال العمل".
ويصف عبد الرحيم كمال دراما الـ15 حلقة بـ"الصعبة"، إذ يقول: "السرد المحكوم في زمن أقل شروطه أصعب، فالفيلم السينمائي صعب والـ7 حلقات أصعب، والـ30 حلقة تحدٍ، فمد خطوط الدراما على مسافات طويلة أمر ليس سهلًا، ومنذ البداية وأنا مستقر على قهوة المحطة في 15 حلقة، وأكبر خطأ نقع فيه أن نمد قصة قصيرة في خطوط درامية طويلة أو العكس".
إخراج بروح شغوفة
وبعد رحلة 25 عامًا من الصداقة يجتمع عبدالرحيم كمال بالمخرج إسلام خيري، ويقول: "هو دفعتي وموهوب وطوال الوقت ونحن نتفاعل سويًا على أعمالنا، وجاء الوقت لنجتمع في "قهوة المحطة"، وهو تحمّس لهذا الحلم وظل معي حتى اكتمل، ولديه مصداقية وإحساس عالٍ بالمشاهد ويهمة حقيقة المشهد".
يا وعدي على الأيام
تختتم تلك التوليفة الرائعة بأغنية "ياوعدي على الأيام" بصوت عميد الفن النوبي أحمد منيب الذي عرّف نفسه للجمهور بقوله "أنا مصري جدا كل الشجر ده أخويا والنيل أبويا"، وجاء هذا الاختيار من المخرج إسلام خيري حسبما أكد عبد الرحيم كمال، ليعبر عن أحلام البسطاء.