استغلت إسرائيل أحداث السابع من أكتوبر كـ"شماعة" لتبرير هجماتها واحتلالها لأراضي عربية مجاورة دون سند قانوني، إذ استولت على مواقع في سوريا ولبنان، بخلاف زيادة القمع ومصادرة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وكان للقمة العربية الطارئة في القاهرة دور كبير في فضح مخططات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في هذا الشأن أمام العالم، كما أظهرت روح الوحدة العربية إزاء القضية الفلسطينية وإعادة إعمار القطاع عبر الخطة المصرية دون تهجير الشعب الفلسطيني.
وتلك التحركات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة، عبّر عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالواقع المؤلم، الذي يواجه منطقتنا العربية بتحديات وصفها بالجسام، تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين.
وشدد الرئيس السيسي على أن تلك التحديات تُبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومي العربي، وتهدد دولًا عربية مستقرة، وتنتزع أراضي عربية من أصحابها دون سند من قانون أو شرع.
احتلال وهجمات على أراضي سوريا
ومنذ سقوط الحكومة السورية، 8 ديسمبر 2024، لم ينتظر الاحتلال الإسرائيلي طويلًا، بحسب منظمة "NCF"، التي تعمل في مناطق الصراع المختلفة، إذ احتلت على الفور جبل الشيخ الذي يُعد أعلى نقطة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وعلى الرغم من أن تلك التحركات وصفها نتنياهو في البداية كإجراء مؤقت لحماية حدود إسرائيل، إلا أن القوات الإسرائيلية لا تزال تحتل هذه المنطقة، كما تعرضت مدينة القنيطرة لاقتحام من قبل دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتعرضت مدينة القنيطرة لاقتحام من قبل دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، 5 يناير 2025، حتى أن الأهالي أكدوا أن مسوحات سكانية واسعة النطاق أجريت، لكن الناشطين المحليين يخشون أن يتم فرض ديموغرافية جديدة بالقوة، وأن يتم تهجيرهم في النهاية، خاصة وأن سوريا كانت في حالة من الفوضى في ذلك الوقت، فكان من الأسهل على إسرائيل احتلال هذه المنطقة.
وعلى مدار شهر فبراير الماضي، انتهك الاحتلال الأجواء السورية، ونفذ غارات جوية استهدفت مدينة دمشق ومحافظة درعا ومدينة الكسوة، زاعمين أنها تضم مواقع عسكرية سورية، إذ يرون في نزع السلاح من الجنوب أولوية.
احتلال المنطقة منزوعة السلاح في لبنان
ولم تكن أراضي لبنان بعيدة عن المحاولات الإسرائيلية المزعومة، إذ رفضت الانسحاب، 18 فبراير، من 7 نقاط واحتلتها وتمركزت فيها قواتها بما في ذلك، وفقًا لوسائل إعلام لبنانية، مناطق اللبونة وجبل البلاط وجل الدير ومركبا وتل الحمامص.
وتمثل المناطق الـ17 كيلومترات مُربعة من الأراضي اللبنانية، ومن المتوقع أن تتوسع هذه المنطقة، إذ تشير التقارير الميدانية إلى محاولات إسرائيلية لإنشاء مناطق منزوعة السلاح أخرى، مثل المنطقة الواقعة بين الناقورة واللبونة.
وإضافة إلى هذه النقاط السبع، هناك نقاط حدودية عدة لم يتمكن الجيش اللبناني من استعادة مواقعه فيها، ولم يتمكن اللبنانيون من العودة إلى منازلهم في مناطق قريبة من المراكز العسكرية الإسرائيلية أو خلف المواقع الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.
وإلى جانب احتلال الأراضي، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية على كل الجبهات، إذ لم تتوقف الخروقات الجوية والبرية، وشنت 28 غارة جوية من طائرات مسيّرة ومقاتلات، وأطلقت النار والقذائف على مناطق لبنانية مختلفة.
الاستيلاء المستمر على أراضي الفلسطينيين
أما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تشكل نواة الدولة الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، فتحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وتعتبره الأمم المتحدة تواجد غير قانوني وطالبت بإنهاء أنشطة الاستيطان المستمرة.
وخلال 2023 و2024 استولت إسرائيل على المزيد من الأراضي الفلسطينية أكثر من أي عام في السنوات الثلاثين الماضية، وفقًا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين، فضلًا عن إلحاق الضرر بالممتلكات الفلسطينية.
ومن أجل ذلك الغرض أيضًا، تتم في الأراضي المحتلة عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والاعتقالات الجماعية والاختفاء القسري مع احتجاز الآلاف في ظروف مزرية دون تهمة أو محاكمة، بل واستخدام قوة غير ضرورية تشمل مدرعات ودبابات داخل مخيمات اللاجئين.
وفي السياق ذاته؛ أدى الحصار الإسرائيلي الكامل لغزة إلى أزمة إنسانية مروعة ونقص حاد في المياه والغذاء والأدوية، ما هدد بقاء 2.3 مليون فلسطيني، كما تم قطع إمدادات الكهرباء، ما أسهم في انهيار المستشفيات وخدمات المياه والصرف الصحي عبر سياسة تدمير ممنهجة.