الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأهم منذ الحرب العالمية الثانية.. تفاصيل لقاء "الحبل المشدود" بين ستارمر وترامب

  • مشاركة :
post-title
لا يمكن أن يُرى رئيس الوزراء البريطاني وكأنه يركع ببساطة أمام دونالد ترامب لكنه أيضًا لا يستطيع إغضابه

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

ستكون محادثات المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الخميس، هي المرة الأولى التي يلتقيا فيها منذ تولي الرئيس منصبه، وصدامه مع أوروبا، والحديث عن تقليص الدعم الأمني.

ونقلت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن دبلوماسيين سابقين أن اللقاء "يُعّد أحد أهم اللقاءات بين زعماء المملكة المتحدة والولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية".

وبينما سيدخل ستارمر المكتب البيضاوي اليوم، يشعر كثيرون بأنه "يسير على حبل مشدود حساس" بحسب وسائل إعلام غربية. أو كما أشارت الصحف البريطانية، إلى أنه لا يمكن أن يُرى رئيس الوزراء البريطاني وكأنه يركع ببساطة أمام دونالد ترامب، ولكنه لا يستطيع أيضًا أن يتحمل غضب زعيم أكبر اقتصاد في العالم، في وقت يقف فيه الاقتصاد البريطاني على شفا الركود.

وقال مسؤولون بريطانيون للصحيفة إن طموحهم الرئيسي من الاجتماع الأول وجهًا لوجه بين الزعيمين هو "الخروج دون أي ندوب".

عكس ترامب

يشير تحليل لشبكة CNN الأمريكية إلى أن ستارمر "عكس ترامب في كل شيء تقريبًا. وهو أيضًا أقل ميلًا من ماكرون المسرحي في محاولة مضاهاة براعة ترامب في الاستعراض. ​​لكنه يشترك في شيء واحد مع الرئيس الأمريكي، الإرادة الشرهة للفوز".

ورغم حرص ستارمر على مقابلة ترامب حتى قبل فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي في برج ترامب في نيويورك، وأشاد به الرئيس ووصفه بأنه "رجل لطيف". لكن مثل هذه المجاملات "قابلة للاستبدال في عالم ترامب".

مع هذا، فإن رئيس الوزراء البريطاني لديه حيلة فريدة من نوعها في جعبته لاجتماع المكتب البيضاوي، وهي دعوة محتملة لترامب للقيام بزيارة دولة إلى بريطانيا بدعوة من الملك تشارلز الثالث.

وتشير CNN إلى أن الرئيس الأمريكي "يحب البذخ البريطاني ويحب الملكة إليزابيث الثانية -المفضلة لدى والدته الراحلة المولودة في أسكتلندا- والتي استضافت ترامب في زيارة دولة في عام 2019؛ وبعد ذلك أصر ترامب على أنها "لم تستمتع كثيرًا منذ 25 عامًا".

مخاوف وآمال

خلال اللقاء، سيتم مناقشة التأكد من قدرة المملكة المتحدة على تجنب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ومقترحات العمل المشترك بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة بشأن مشاريع الذكاء الاصطناعي.

لكن من المؤكد أن ستارمر سيسعى إلى التفاوض لتجنب الرسوم الجمركية، وهو ما قد يؤدي إلى فرض ضريبة بنسبة 21% على صادرات السلع إلى الولايات المتحدة إذا استهدف الرئيس رسوم ضريبة القيمة المضافة البريطانية.

أيضًا، حتى الآن، لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم مناقشة صفقة تسليم بريطانيا جزر "تشاجوس" إلى موريشيوس، والتي لم يتخذ ترامب قرارا بشأنها بعد.

ومساء الأربعاء، أقر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي -الموجود في واشنطن مع رئيس الوزراء- بأن البيت الأبيض لديه حق النقض على أي اتفاق بشأن جزر تشاجوس، قائلاً: "إذا لم يعجب الرئيس ترامب الاتفاق، فلن يمضي الاتفاق قدمًا".

ويأتي ذلك بعد أن حذر حلفاء ترامب من أن الاتفاق قد يعرض أمن الولايات المتحدة للخطر لأن جزيرة "دييجو جارسيا" -أكبر جزر تشاجوس- تضم قاعدة عسكرية أمريكية.

ومن المتوقع أيضًا أن يثير الوفد الأمريكي مخاوف بشأن اقتراح إقامة "سفارة عملاقة" صينية في لندن. حيث كتب مسؤولون أمريكيون إلى اللورد ماندلسون، السفير البريطاني، لتوضيح مخاوفهم من أن السفارة "قد تساعد بكين في قمع حرية التعبير"، وفق الصحيفة.

مساعدة أوكرانيا

حسب "ذا تليجراف"، فإن شكل أي اتفاق لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتفاصيل الاقتراح الأوروبي للمساعدة في الحفاظ على السلام من خلال إرسال قوات برية، سوف تكون في قلب المحادثات.

وفي تصريحات أدلى بها يوم الأربعاء، أظهرت التحدي الذي يواجه رئيس الوزراء البريطاني في هذه المحادثات، بدا أن ترامب -الذي كان منذ فترة طويلة ناقدًا للتورط الأمريكي في الحروب الخارجية- يقلل من رغبته في التدخل في أوكرانيا بعد أي تسوية سلمية.

وقال ترامب: "لن أقدم ضمانات أمنية تتجاوز حدودًا كبيرة. سنطلب من أوروبا القيام بذلك. لكننا سنتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، وكما تعلمون، سنعمل حقًا على الشراكة مع أوكرانيا فيما يتعلق بالعناصر الأرضية النادرة. نحن في احتياج شديد إليها".

ويأتي ذلك بعد تقارير تفيد بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المقرر أن يوقع اتفاقًا بشأن حقوق ثروات بلاده المعدنية في واشنطن يوم غد الجمعة.

وعندما يلتقيان وجهًا لوجه، من المفترض أن يحذر ستارمر الرئيس الأمريكي من أنه ما لم توفر الولايات المتحدة الحماية لقوة حفظ السلام الأوروبية، قد تتوسع العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ذكر في تصريحات أدلى بها قبيل الذهاب لاجتماع البيت الأبيض، أن "الدعم الأمريكي" -الذي من المرجح أن يكون في صورة دعم عسكري أو لوجستي لأي قوات يتم إرسالها لفرض اتفاق سلام- أمر بالغ الأهمية لضمان نهاية دائمة للحرب.

ومع ذلك، قبل ساعات من الترحيب بستارمر في المكتب البيضاوي، رفض الرئيس الأمريكي الفكرة، قائلاً إنه لن يقدم "ضمانات أمنية تتجاوز الحد الأقصى"؛ مؤكدًا على ما زعمه في خطابه في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي "تم تشكيله من أجل خداع الولايات المتحدة ".

كير ستارمر في الطائرة
ضمانات أمنية

من المتوقع أن يحاول ستارمر إقناع ترامب بأن أوروبا تأخذ دفاعها على محمل الجد، لكن مشاركة الولايات المتحدة لا تزال حيوية، بحسب "CNN". 

وفي حديثه للصحفيين على متن الطائرة المتجهة إلى واشنطن، قال رئيس الوزراء البريطاني: "السبب الذي يجعلني أقول إن الخطة الأمريكية مهمة للغاية هو أن الضمان الأمني ​​يجب أن يكون كافيًا لردع بوتين عن العودة مرة أخرى (لأوكرانيا)".

وأضاف: "ما يقلقني هو أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار دون خطة احتياطية، فإن ذلك سيعطيه (الرئيس الروسي) الفرصة للانتظار والعودة مرة أخرى. لأن طموحاته فيما يتعلق بأوكرانيا واضحة تمامًا، على حد اعتقادي، للجميع".

على المستوى الأدنى، قد يتخذ الاستمرار في الدعم المأمول استخدام معلومات استخباراتية أمريكية محددة للغاية لحماية القوات الغربية والأوكرانية "ولكن من المرجح أن يستكشف ستارمر إمكانية مشاركة أكثر قوة. حيث يمكن للولايات المتحدة توفير الدعم اللوجستي والذخيرة لقوة حفظ السلام، التي من المرجح أن يبلغ عددها حوالي 30 ألف جندي"، وفقًا لـ"ذا تليجراف". 

وعلى أعلى مستوى، يمكن للولايات المتحدة أن ترسل طائرات مقاتلة متمركزة في أوروبا لتوفير الغطاء الجوي في حالة نشوب صراع.