الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خيارات صعبة وتضحيات كبيرة.. مهمة ستارمر المستحيلة لاسترضاء ترامب

  • مشاركة :
post-title
كير ستارمر أمام البرلمان

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

قبل رحلة "المهمة المستحيلة" للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، تعهّد كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني بتعزيز ميزانية الدفاع لتصل إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، لكن الخبراء حذّروا من أن تنفيذ ذلك الأمر سيتطلب تضيحات كبيرة وخيارات صعبة.

ووصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تلك الرحلة بالنسبة لستارمر بالحاسمة، وسط تزايد المخاوف بشأن سحب أمريكا لدعمها في حلف الناتو، حيث تهدف تلك الرحلة إلى محاولة إصلاح العلاقات مع الغرب، ومن أجل ذلك أعلن ستارمر أمام البرلمان المسار الذي سيتخذه من أجل تعزيز الجيش.

عدم الاستقرار

تأتي أهمية الزيارة بسبب المواقف المتشددة التي اتخذتها الولايات المتحدة في عهد ترامب، حيث هزّ البيت الأبيض تحالفات استمرت لعقود منذ عام 1945، آخرها وقوف أمريكا إلى جانب روسيا في الهيئة الدولية للأمم المتحدة في قضية تتعلق بالأمن الأوروبي.

وفي خطابه أمام مجلس العموم، حذّر السير كير ستارمر من تصاعد "عدم الاستقرار"، وأن الولايات المتحدة هي التحالف الثنائي الأكثر أهمية بالنسبة لبريطانيا، رافضًا فكرة اضطرار المملكة المتحدة للاختيار بين الحلفاء، ويريد لتلك العلاقة أن تنتقل من قوة إلى قوة.

خفض الميزانية

وطلب "ستارمر" من أعضاء البرلمان التحلي بالشجاعة من أجل الموافقة على أكبر زيادة مستدامة في الإنفاق الدفاعي منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك بالتزام إنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2027.

يعني ذلك إنفاق 13.4 مليار جنيه إسترليني إضافية على الدفاع كل عام بدءًا من عام 2027، لكن الطريقة الوحيدة لتمويل هذا الأمر هي خفض ميزانية المساعدات الخارجية من 0.5% إلى 0.3%.

مهمة مستحيلة

وعلى الرغم من أن تلك الزيادة التي من المنتظر أن ترتفع إلى 5% في ميزانية 2028، ستجلب الدفء للسير ستارمر داخل جدران البيت الأبيض، إلا أنها بالنسبة لخبراء الجيش البريطاني، لن تكون كافية ويخشون من أن يواجه مهمة مستحيلة.

وحذّر المعارضون، بحسب صحيفة "ديلي ميل"، من أن الرئيس الأمريكي سوف يأكل السير كير حيًا خلال الاجتماع، وقال الدفاع البريطاني السابق بن والاس "إننا لا نبالي بمخاطر العالم ومطالب الولايات المتحدة، إن هذا الالتزام الضعيف بأمننا وأمتنا يعرّضنا جميعًا للخطر، وتخلي مذهل عن القيادة".

إرهاق وقطار

وفي السياق ذاته أكد خبراء الجيش أن المناخ الحالي يُظهر أنه من غير اللائق رفض أي زيادة، التي على الرغم من ذلك لا تعد كافية، حيث لا تزال القوات البريطانية في حالة إرهاق مستمر، ويرون أن ترامب سيعترض على ذلك.

ويرى ضباط الجيش الاستراتيجيون أنه كان على ستارمر إعلان زيادة الإنفاق على الفور وضخ المبلغ للجيش خلال أيام، وتحديد إطار زمني واقعي للعثور على التمويل اللازم العام المقبل وإلا فإن محاولة استرضاء ترامب ستكون محاولة سخيفة.

كما يرى الباحثون في معاهد الدراسات الدفاعية أن فكرة زيادة الإنفاق الدفاعي نحو 3% لن تتوقف عند خفض المساعدات الخارجية فقط، بل سيمتد قطار التخفيض إلى مجالات أخرى أو زيادات ضريبية جديدة، حيث سيطلب الأمر خيارات صعبة وتضحيات كبيرة.