الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نصيحة صديق وبضع مليارات.. خطة ستارمر لتنفيذ صفقة "تشاجوس"

  • مشاركة :
post-title
رغم المضي قدما لا يزال ستارمر يلقى معارضة شديدة لصفقة "تشاجوس"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما كان مبرر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتسليم جزر تشاجوس إلى موريشيوس هو "الأمن القومي"، لكن يبدو أن هذا السبب ليس وليد أفكاره، بل اقتراح أحد أقرب أصدقائه، الذي -في الوقت نفسه- مثَّل موريشيوس كمحامٍ في قضية ضد المملكة المتحدة.

وقالت صحيفة "ذا تليجراف" إن نفس الحُجَّة لصالح الصفقة قدمها فيليب ساندز، وهو محامٍ دولي وصديق قديم لرئيس الوزراء البريطاني، والذي خصص فصلًا عن جزر "تشاجوس" في كتاب صدر عام 2023.

في الوقت نفسه، لا يزال ستارمر يلقى معارضة شديدة، سواء من الداخل الذي يرى أن ثمن الصفقة "باهظ" أو أن التخلي عن ذلك الأرخبيل في المحيط الهندي "خيانة"، أو من الخارج، إذ تغضب الولايات المتحدة -حليفة بلاده الأولى- التي تعارض تخلي بريطانيا عن الجزر بسبب القاعدة الجوية المتمركزة هناك.

الأمن القومي

مرارًا وتكرارًا، قال رئيس الوزراء البريطاني إن هناك مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن استمرار ملكية المملكة المتحدة لجزر "تشاجوس"، وهي أرخبيل صغير في المحيط الهندي، يستضيف قاعدة جوية مشتركة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

واقترح ستارمر صفقة مع موريشيوس من شأنها أن تتنازل المملكة المتحدة عن الجزر، وتؤجر قاعدة "دييجو جارسيا" بتكلفة تقدر بنحو 9 مليارات جنيه إسترليني على مدى 99 عامًا.

لكن أمس الخميس، تبين أن مجلس الوزراء يشعر بالقلق بشأن الاتصالات السلكية واللاسلكية في المنطقة، والتي يُزعم أنها قد تتعطل بسبب "عدم اليقين القانوني".

وقال المتحدث الرسمي باسم ستارمر إن "الطيف الكهرومغناطيسي في دييجو جارسيا، الذي يتيح الاتصالات الآمنة في المنطقة، لن يكون قادرًا على الاستمرار في العمل بدون اتفاق".

وأضاف: "النصيحة الواضحة للغاية التي لدينا هي أن التشغيل المستقبلي للقاعدة، دون اتفاق، سيكون معرضًا للخطر".

وحسب "ذا تليجراف"، تتعلق المخاوف بالاتحاد الدولي للاتصالات، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل على تنظيم استخدام الترددات الكهرومغناطيسية.

ونقلت الصحيفة عن متحدث ستارمر، عندما سُئل عن سبب منع المملكة المتحدة من استخدام النظام، قوله: "بسبب الأحكام القانونية المتعلقة بالقاعدة".

وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الحكومة البريطانية سببًا محددًا يتعلق بالأمن القومي لصفقة جزر تشاجوس، والتي تخضع لتدقيق كبير من قبل المحافظين وأعضاء فريق دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

لعقود من الزمن مثّل فيليب ساندز موريشيوس في مطالباتها بحقها في ملكية جزر تشاجوس
الصديق

أشار تقرير "ذا تليجراف" إلى أن ساندز يمثل موريشيوس في مطالباتها بحقها في ملكية الجزر لعقود من الزمن، ويقود حملات لصالح قيام بريطانيا بتسليم الجزر إلى موريشيوس.

في الوقت نفسه، وصف ستارمر في وقت سابق بأنه "صديق عظيم"، وقال إنه "كريم وذكي ومتعاطف" خلال حديثه مع توم بالدوين، كاتب سيرة رئيس الوزراء.

وفي عام 2023، كتب "ساندز" في كتاب "النظام القانوني الدولي في القرن الواحد والعشرين": يمكننا أن نتوقع من الاتحاد الدولي للاتصالات أن يقرر أن خدمات الاتصالات المعتمدة من المملكة المتحدة والتي تعمل من جزر تشاجوس غير قانونية".

مع هذا، رفض مسؤول سابق عمل على الاتفاق هذه الحُجَّة، وقال -أمس الخميس- إن الحكومة كانت أكثر اهتمامًا بـ"المظهر السيئ" في المحاكم الدولية.

وأوضح: "وزارة الخارجية قلقة من أن نبدو سيئين إذا خسرنا القضية وحاولنا الاحتفاظ بالمنطقة، وبالنسبة للجنوب العالمي، سنبدو وكأننا مستعمرون مرة أخرى".

وأضاف: "إنهم (حكومة حزب العمال) يحاولون إيجاد مبرر لتخصيص تسعة مليارات جنيه إسترليني، ومن الممكن بسهولة إيجاد نظام للالتفاف على مشكلة الاتصالات بتكلفة أقل كثيرًا".

اتفاق أرخبيل "تشاجوس" أصبح تحت التهديد من جانب فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
ضد التيار

رغم أن الاتحاد الدولي للاتصالات لا يستطيع حجب الاتصالات المستخدمة في القاعدة البريطانية دون تشويش الإشارة -وهو ما نقلته الصحيفة عن مصدر مطلع على المناقشات- فإنه لا يشكل "تهديدًا حقيقيًا".

مع ذلك، أصبحت المخاوف بشأن الأمن القومي هي الحُجَّة العامة الرئيسية التي تستخدمها الحكومة البريطانية لصالح اتفاق أرخبيل تشاجوس، الذي أصبح الآن تحت التهديد من جانب فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكان ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، قال في وقت سابق إنه يعارض تخلي بريطانيا عن الجزر بسبب القاعدة الجوية المتمركزة هناك.

كما يعتقد العديد من حلفاء ترامب أن هناك مخاوف أمنية أكبر بشأن تسليم الجزر إلى موريشيوس بسبب النفوذ المستقبلي للصين وإيران، إذ تعمل الأخيرة على تعزيز علاقاتها مع موريشيوس، في حين قامت الصين ببناء منشآت عسكرية على جزر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

أيضًا، يواجه "ستارمر" انتقادات من أحزاب المعارضة، التي تقول إن تكلفة الصفقة مرتفعة للغاية.

وكتب ميل سترايد، وزير الخزانة في حكومة الظل، إلى وزيرة خزانة حكومة حزب العمال راشيل ريفز، أمس الخميس، مُطالِبًا مجلس الوزراء بالكشف عن تكلفة الاتفاق أمام البرلمان.

وقال لـ"ذا تليجراف" إن "الصفقة المروعة كانت خيانة لدافعي الضرائب البريطانيين".

وأضاف: "اخترع حزب العمال ثقبًا أسود في المالية العامة للتهرب من خفض مدفوعات الوقود الشتوي لملايين المتقاعدين الضعفاء، لكنهم على استعداد لدفع مليارات الدولارات لدفع ثمن استسلام تشاجوس".